Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

هل يحذو الرئيس الفرنسى القادم نظيره الأميركى?

للانتخابات الرئاسية الفرنسية أهمية خاصة للعالم الحر، إذ تعبر عما طرأ على قيم تفاعلاته لنحو قرنين من الزمان.. منذ أن صدّرت الثورة الفرنسية للبشرية «الجمهورية الشعبية».. رافعة شعاراتها عن الإخاء والعدل والمساواة، ذلك قبل أن تكون التنافسات الرئاسية مايو 2017 بين المرشحين لشغل المنصب الأول..

هل يحذو الرئيس الفرنسى القادم نظيره الأميركى?
جريدة المال

المال - خاص

9:42 ص, الخميس, 2 فبراير 17

للانتخابات الرئاسية الفرنسية أهمية خاصة للعالم الحر، إذ تعبر عما طرأ على قيم تفاعلاته لنحو قرنين من الزمان.. منذ أن صدّرت الثورة الفرنسية للبشرية «الجمهورية الشعبية».. رافعة شعاراتها عن الإخاء والعدل والمساواة، ذلك قبل أن تكون التنافسات الرئاسية مايو 2017 بين المرشحين لشغل المنصب الأول.. ربما الأكثر إثارة وضبابية على طول العهد – بأقله – خلال الجمهورية الخامسة 1958، كونها تعقب بشهور الانقلاب الرئاسى الأميركى من «النيوليبرالية» إلى «الشعبوية».. وتوابعه المتوقعة بالنسبة للعديد من الدول الديمقراطية الليبرالية فى أوروبا وغيرها، وتتزايد المعركة الرئاسية إثارة، نظرًا للتعادل النسبى فى فرص الفوز بين المرشحين، سواء عن يمين الوسط «فيون»، أو عن اليسار الراديكالى «هامون».. إلى أقصى اليمين «لوبين»، وحيث كانت الكفة راجحة حتى أيام قليلة بحسب استطلاعات الرأى والتقدير إلى جانب الديجولى «فيون» الملقب بالمتقشف العنيف.. لولا التطورات الأخيرة المرتبطة بترشيحه (شبهة التربح ما يلقى بظلال من الشك حول شعارات حملته الانتخابية كممثل للشفافية «والصدق والأمان»، إلا أنه لا يزال يحظى – مع ذلك – بالتفاف أركان حزبه «الجمهوريين»، الأمر الذى لا يقلل من حظوظ إضافية لمرشح اليسار «هامون» ويعزز قدرته التنافسية، خاصة لو أمكنه توحيد جناحى الحزب الاشتراكى – الراديكالى والليبرالى – إضافة إلى احتمال تحالفه – هامون – مع النائب «ملانشون» المنتمى إلى يسار اليسار، وهو أمر ليس غير محتمل تماماً، نظرًا لتباين المدارس الاشتراكية لليسار الفرنسى، أما عن مرشح أقصى اليمين (الشعبوى) «لوبين».. فقد تستفيد من تراجع نسبة مؤيدى «فيون»، لكن دون أن يعنى ذلك تصور تحققها الفوز.. إذ سوف تتوحد عندئذ قوى اليسار فى مواجهتها لو كان هناك جولة ثانية بين مرحشيهما أو بينها و«فيون».. الذى من المنتظر أن يبتّ القضاء فى أمر الاتهامات الموجهة ضده، إذ فى حال تبرئته المحتملة فسوف يكون المرشح الأوفر حظاً بالفوز.. ولتشهد عندئذٍ السياسة الخارجية الفرنسية فى الشرق الأوسط توجهات مغايرة.. حيث يطالب بـ«إعادة توازن الدبلوماسية الفرنسية لمعالجة أسس الظاهرة الإسلامية الأصولية المتطرفة» – فى بلاده وخارجها – كذلك فيما يتصل بمراجعة علاقات فرنسا مع السعودية ودول الخليج.. إلى تفعيل العلاقة مع الرئيس السورى، والتقارب مع إيران، ناهيك عن علاقته الوثيقة مع الرئيس الروسى، أما فى حال إحاطة الشكوك بموقفه القضائى.. لربما يؤدى ذلك إلى تقدم فرص «لوبين» على كل من «فيون» و«هامون»، خاصة لو حققت السياسة الشعبوية «الترامبية» فى أميركا وخارجها نجاحاً ملحوظاً.. سوف يؤثر إيجاباً على فرص نجاح ممثلى أيديولوجيته فى فرنسا وغيرها، الأمر الذى قد يستنفر – على عكس التوقعات – الاشتراكيين الفرنسيين للخروج من الحالة البائسة التى أصبحوا عليها.. والتى تجلت فى إعلان الرئيس الفرنسى «أولاند» انسحابه من معركة التجديد الرئاسى، ناهيك عن سابق تعدد المرشحين للمنصب فى الانتخابات التمهيدية للحزب.. ما يدل على مدى الانقسام والتفكك فى أوساط الاشتراكيين ومؤيديهم ممن يحملون – ربما على غير الواقع – اسم «التحالف الشعبى الجميل»، ذلك قبل أن يبرز «هامون» الذى تنعقد عليه آمال الاشتراكيين فى الإعداد للعودة بالحزب إلى سدة الحكم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى تبدو حتى الآن وكأنها تحمل العديد من المفاجآت غير المتوقعة، أقرب ما تكون إلى غرائبية الانتخابات الأمريكية السابقة. والتى لم تحسم نتيجتها النهائية – رغم استطلاعات الرأى العام – إلا بعد فض بطاقات صناديق الاقتراع.. معلنة فوز المرشح الشعبوى، فهل سوف تحذو فرنسا حذو أميركا.. أم سيكون للقيم الليبرالية للثورة الفرنسية قول آخر.

جريدة المال

المال - خاص

9:42 ص, الخميس, 2 فبراير 17