ستارباكس: تعيين 10 آلاف لاجئ
خالد بدر الدين
تعتزم شركة ستارباكس الأمريكية، صاحبة سلسلة المقاهى الشهيرة المنتشرة فى العديد من دول العالم، تعيين 10 آلاف لاجئ، خلال السنوات الخمس المقبلة، فى 75 دولة.
يأتى ذلك اعتراضًا على قرار الرئيس دونالد ترامب، حظر دخول اللاجئين لمدة 120 يومًا، إضافة إلى مواطنى سبع دول فى الشرق الأوسط لمدة 90 يومًا.
وذكرت وكالة بلومبرج، أن القرار الذى أصدره الرئيس الأمريكى، لقى اعتراضا من عدة حكومات، أبرزها كندا وألمانيا، إضافة إلى بعض الشركات الأمريكية الكبرى، ومنها تيسلا للسيارات الكهربائية، وأوبر، التى تستخدم تطبيق استدعاء السيارات عبر الهاتف الذكى، وفيسبوك، وجوجل، ومايكروسوفت.
ويؤكد هوارد شولتز، الرئيس التنفيذى لستارباكس، أنه على اتصال مستمر بالعاملين الذين تأثروا بقرار حظر الهجرة، وأنه سيفعل كل ما يمكنه؛ لمساندتهم فى تخطى هذه الفترة المليئة بالفوضى والارتباك، وأنه سيظل هو وكيفين جونسون، الرئيس التنفيذى للشركة، على اتصال دائم بالعاملين طوال الأيام المقبلة.
وحذر شولتز من تعرض الحقوق المدنية والإنسانية التى يفخر بها الشعب الأمريكى، منذ سنوات طويلة لهجمات غير مسبوقة من الرئيس الجديد، ويهدد الحلم، ويشكك فى عدالة الضمير الأمريكى على حد وصفه، مؤكدا التزام شركته بالتجارة مع المكسيك.
ويطالب شولتز رؤساء الشركات والعملاء والمستهلكين بضرورة اتخاذ شكل فورى وسريع؛ لتعزيز مقاومة السياسة الانعزالية التى سيكون لها تأثيرات سلبية على الجميع، كما أنه يؤيد بقوة برنامج الحالمين، الذى يستهدف معاونة المهاجرين الذين وصلوا إلى الأرض الأمريكية مع زوجاتهم وأطفالهم.
وكتب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة صناعة السيارات الكهربائية “تيسلا”، فى رسالة عبر “تويتر”، أن حظر دخول مواطنين من دول محددة مسلمة ليست الطريقة المثلى لمواجهة تحديات البلاد والعمليات الإرهابية، خاصة أن كثيرا ممن سيتضررون من هذه السياسة يدعمون الولايات المتحدة، ولا يستحقون طردهم من أمريكا.
ورغم أن رؤساء الشركات التكنولوجية الكبرى، ومنها فيسبوك وجوجل وأوبر، وكذلك رئيس مجموعة بنوك JP مورجان، ورئيس “تيسلا” أعضاء فى المنتدى السياسى والاستراتيجى لدونالد ترامب، إلا أنهم يعارضون قرار الحظر لدرجة أن جامى ديمون، رئيس مجلس إدارة JP مورجان، أكد أن المجموعة ستدعم أى موظفين لديها يتضررون من القرار.
واستدعت شركة جوجل موظفيها من الخارج بشكل عاجل، بينما كتب ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذى لشركة “أوبر”، رسالة عبر فيسبوك، أعلن فيها دعم الشركة لكل السائقين الذين يعملون لديها من الدول التى استهدفها حظر ترامب، والذين لن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة؛ بسبب “حظر الهجرة الظالم” من الرئيس ترامب.
ونقل مسؤول تنفيذى فى جوجل عن ساندر بتشاى، الرئيس التنفيذى للشركة، فى رسالة عبر البريد الإلكترونى للموظفين، أن أكثر من 100 موظف فى “جوجل” تأثروا بهذا الأمر، وأن الشركة تشعر بقلق من تأثير هذا الأمر، وأى مقترحات قد تفرض قيودا على موظفيها وأسرهم، أو قد تخلق عقبات أمام جلب مواهب عظيمة للولايات المتحدة، مما سيؤثر على تفوق الشركة.
وشارك مارك زوكربرج، مؤسس “فيسبوك”، معارضى قرار ترامب بنشره على الشبكة الاجتماعية بيانا يفخر فيه بأصول أجداده القادمين من ألمانيا والنمسا وبولندا، وآباء زوجته القادمين من الصين وفييتنام، وقال إن أمريكا أمة من المهاجرين، واعتمدت فى تفوقها العالمى عليهم، مؤكدا تأييده لهم، ضد قرار ترامب الذى يهدد مستقبل أمريكا.
وقالت شركة مايكروسوفت فى بيان: “نتبادل القلق بشأن تأثير القرار الذى أصدره ترامب على موظفينا، وكلهم موجودون فى الولايات المتحدة بشكل قانونى، ونعمل معهم بشكل نشط وفعال؛ لتقديم المشورة والمساعدة القانونية”.
انتقادات واسعة من الحلفاء.. وكندا تفتح الحدود
أعلن جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندى، أن بلاده ماضية فى استقبال اللاجئين بغض النظر عن معتقداتهم، وكتب على «تويتر»: إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والرعب والحرب، الكنديون سيرحبون بكم بغض النظر عن عقيدتكم، قوتنا فى تنوعنا، مرحباً بكم فى كندا.
وأضاف ترودو أن قرار ترامب تسبب فى غضب بين مسافرى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووصفوه بالتمييزى والمهين.
وأثار قرار ترامب انتقادات واسعة من حلفاء الولايات المتحدة، من بينهم فرنسا وألمانيا، ومن جماعات عربية أمريكية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، لدرجة أن محامين أمريكيين مختصين بقضايا الهجرة فى نيويورك وكاليفورنيا، يسعون لرفع دعاوى قانونية؛ لوقف القرار، خاصة أن عددا من الأشخاص تم احتجازهم بسببه بصورة غير قانونية.
وأكد أحمد حسين، وزير الهجرة الكندى، والمنحدر من أصول صومالية، أن بلاده ستمنح تراخيص إقامة مؤقتة للأجانب العالقين على أراضيها من رعايا الدول السبع المشمولة بحظر السفر، موضحا أن أوتاوا حصلت على تأكيدات من واشنطن بأن حظر السفر لا يسرى على الكنديين الذين يحملون أيضا جنسية إحدى الدول السبع المستهدفة بالقرار.
وخلف قرار ترامب ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة من المشاهير مثل المطربة العالمية، ليدى جاجا، التى شاركت فى الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون، وكانت أول من ينزل إلى الشارع؛ احتجاجا على فوز ترامب، وعرضت المطربة صورا لها على “تويتر”، رافعة لافتة مكتوب عليها “أنا أريد أن أعيش فى بلد التسامح، حيث الحب أكبر من الكراهية”.