Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

فى مدينة العـقاد 385.. الإسلام دعوة عالمية 10

عيد سعيد بمناسبة العيد والمعايدة، بدأ الأستاذ العقاد بما يتبادله الناس فى العيد من تهانى وتمنيات بالخير والصحة والسلامة، ومن اجتماعها معًا وعلى رأسها الخير تتولد السعادة. ولكن ما هى السعادة؟ هل السعادة شىء «سلبى» يتحقق بامتناع الشقاء والمكاره؟ هل هى شىء «إيجابى» يتحقق بتح

فى مدينة العـقاد 385.. الإسلام دعوة عالمية 10
رجائى عطية

رجائى عطية

10:35 ص, الأربعاء, 11 يناير 17

عيد سعيد

بمناسبة العيد والمعايدة، بدأ الأستاذ العقاد بما يتبادله الناس فى العيد من تهانى وتمنيات بالخير والصحة والسلامة، ومن اجتماعها معًا وعلى رأسها الخير تتولد السعادة.

ولكن ما هى السعادة؟

هل السعادة شىء «سلبى» يتحقق بامتناع الشقاء والمكاره؟

هل هى شىء «إيجابى» يتحقق بتحصيل الغاية والمراد؟

هل السعادة هى التوازن بين قوى النفس الداخلية، وتوازن هذه القوى مع قوى العالم الخارجى فى إيقاع متناغم لا نشاز فيه؟

أم هى فى غلبة إحدى قوى النفس حتى تستغرق وتطوى سائرها وتأتى من ثم للمفتون ما نحصر حماسه ورغبته فيه؟

ففى كل صورة من هذه الصور «سعادة» من السعادات، أما «السعادة» بأداة التعريف، فلا تكون فى شىء مفرد من هذه الأشياء، لأنها عامة فى هذه النعمة.

وقد سئل بعض الكتاب الإنجليز مؤخرًا عن ماهية السعادة، فاختلفت إجاباتهم، واستشهد كل منهم بحكمة من الحكم المأثورة. فقال أحدهم- استشهادًا بأرسطو- بأن السعادة شىء بين الرضى والنشوة، وقال آخر «إن السكينة خير من الطرب»، وأضاف إن الناس يخلطون بين السعادة والمسرة أو اللذة، وهما مختلفتان، والحقيقة أن الناس يطلبون اللذة أو المسرة حين يفقدون السعادة. والصواب أن السعادة طمأنينة.

بينما استشهد «برتشيت» بقول «تولستوى» : «إن سعادة الإنسان فى حياته وئام حياته فى العمل»، ثم قال إن هناك شعورًا بأن السعادة استقرار وبلادة، وأن الذين يكتبون قصص الحياة يهملون السعادة لأنها على جلالة شأنها لم تكن فى جميع الأحوال تلك القوة المسيطرة والشهوة الغالبة على أعمال الناس.. وكثير من الناس بلغوا العظمة لأنهم فقدوا السعادة، وهناك من الكتاب العباقرة من لا يكتب إلاَّ وهو فى أزمة فشل وحرمان.

واستشهد برتدراند راسل بقول سدنى سميث : «إذا كان من حظى أن أزحف فإنى زاحف وقانع، وإذا كان من حظى أن أطير فإنى لطائر مسرور، ولكن لن أكون شيئًا ما استطعت أن أجتنب هذا وذاك» وأضاف : «إن السعادة تعتمد على التوفيق بين أسباب داخلية وأسباب خارجية».. والقديسون والعباقرة لا يقاس عليهم، فقد يشعرون بالسعادة وما حولهم موجب للشقاء، أما سواد الناس فسعادتهم ميسورة لهم ببعض التدبير فى الغذاء والمأوى وسلامة البنية. إلاَّ أن السعادة التى لها غور وثبات ودوام، فلا بد لها من حياة قائمة حول غرض مرسوم يدعو إلى المثابرة. وعنده أن أحق الناس بالسعادة فى عصرنا الحاضر هم رجال العلوم، لأن عملهم شاق وشائق يعطيهم الشعور بجلالة شأنه.

واستشهد السيد «هيوج والبول» بقول «صامويل جونسون» : «إن من يبغى السعادة لا غنى له عن العمل، وأن يكون عمله فيما يحب ويختار».

وطفق الأستاذ العقاد يستعرض فى صبر طويل كثيرًا من آراء الكتاب والمفكرين حول ماهية السعادة.
وتخرج منها أن هؤلاء وصفوا السعادة طبقًا لمنظور كل منهم، بيد أن تعريف «ماهيتها» لا ينعقد عليه إجماع، فكل يراها بمنظاره. والخلاصة أن السعادات بدون أداة التعريف لها أسباب كثيرة فى شئون الحياة المألوفة، أما «السعادة» بأداة التعريف فهى أقصى ما يناله الإنسان.

ولكن السعادة الكبرى- فيما يخلص الأستاذ العقاد- فإنها نسمة يُوهَبُهَا واحدٌ من ثلاثة كما قال راسل: قديس، أو عبقرى، أو مجنون.. ولا يوهبها إلاَّ فى قليل من اللمحات.

وحسبنا، فى الختام، من السعادة فى احتفالنا بيومنا أن هذا اليوم «عيد سعيد».

عيد الفطر

من حكمة الأديان، أن الأعياد الدينية الكبرى تأتى بعد فترة يُمتحن فيها الإنسان فى فضيلتين من ألزم الفضائل له فى حياته الخاصة وحياته العامة. وهما التضحية وضبط النفس، ولعلهما ترجعان إلى أصل واحد، هو حرية الإرادة وحرية الاختيار.
والعيدان الكبيران فى الإسلام، هما عيد الأضحى، وعيد الفطر. وأكبرهما وهو عيد الأضحى يأتى بعد مشقة الحج والتقرب إلى الله بالقربان المفروض. وثانيهما يأتى بعد شهر الصيام، ويحتفل به الصائم وقد راض نفسه على مغالبة الجوع والظمأ، وعلى ترك العادات والملذات التى تجرى فى سائر الشهور.

وكلاهما رمز واضح إلى فضيلة التضحية، وفضيلة ضبط النفس، أو إلى الفضيلة الكبرى الجامعة، وهى حرية الاختيار والقدرة على مغالبة الغرائز والأهواء والعادات.

وحقيقة التهنئة بعيد الفطر هى عن ضبط النفس وتغليب الإرادة، وأسعد ما يكون الشخص ويكون العالم إذا نجا بهذه الفضيلة العليا التى يجره إلى نقيضها العجز عن ضبط النفس، والضلال عن معنى الحرية الصحيحة.

والإلتفات إلى معنى الإرادة والتضحية وضبط النفس، له فى هذه المناسبة أكثر من جانب جدير بالتهنئة، بلباس الحرية الذى تزينت به الإرادة، والصيام الصعب عما يحبه الإنسان ويشتهيه. ويحق لنا بهذه المعانى أن نستقبل العيد فرحين مهنئين، وأن نتمنى لأنفسنا وللعالم الإسلامى، وللعالم الإنسانى كله، سنة من أسعد السنين.

Email: [email protected]
www.ragai2009.com

رجائى عطية

رجائى عطية

10:35 ص, الأربعاء, 11 يناير 17