Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

السلام بين رئيسين أميركيين راحل.. وحائر

على امتداد عملية السلام فى الشرق الأوسط لأربعة عقود مضت، تقلبت خلالها كثيراً الطروحات الأميركية الراعية بمفردها لأساليبها الإجرائية، لم يتصادف أن انقسمت مواقفها إلى طرفى نقيض تقريباً.. مثلما يحصل على النحو الجارى هذه الأيام.. سواء بين رئيسين أميركيين، راحل وحائر، أو بين إدارتين.. تلتزم أولاهما قبل

السلام بين رئيسين أميركيين راحل.. وحائر
جريدة المال

المال - خاص

12:12 م, الثلاثاء, 3 يناير 17


على امتداد عملية السلام فى الشرق الأوسط لأربعة عقود مضت، تقلبت خلالها كثيراً الطروحات الأميركية الراعية بمفردها لأساليبها الإجرائية، لم يتصادف أن انقسمت مواقفها إلى طرفى نقيض تقريباً.. مثلما يحصل على النحو الجارى هذه الأيام.. سواء بين رئيسين أميركيين، راحل وحائر، أو بين إدارتين.. تلتزم أولاهما قبل أسابيع فقط من رحيلها بتعهدات موثقة.. بينما تبدو الإدارة القادمة- على عكسها- وكأنها تحض تل أبيب على «الصمود» فى مواجهة صفعات تكيلها سابقتها إلى إسرائيل، وهو الأمر الذى قد لا ينفصل- وملفات أخرى- عن واقع انتصار الإدارة الجديدة على المنهجيات الحاكمة التقليدية لكل من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، ما يفرض ستاراً من الغموض على نواياها بعيدة المدى بالنسبة لمستقبل عملية السلام المتعثرة لما يقارب الجمود طوال العقدين الأخيرين، وفى ظل أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية الساعية إلى «ضم الأراضى» المحتلة فى سبيل إقامة دولة واحدة «إسرائيل الكبرى».. ضاربة عرض الحائط من خلال سياستها الاستيطانية عن «حل وسط إقليمى».. يسمح بإقامة دولتين- فلسطينية وإسرائيلية- أى أن تصبح إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية فى وقت واحد، الأمر الذى يراه وزير الخارجية «كيرى» لا يحقق السلام لإسرائيل، كما يضر بمصالحها والمصالح الأميركية بسيان، ما دفع واشنطن مؤخراً إلى تمرير قرار مجلس الأمن 2334 بإدانة الاستيطان الإسرائيلى.

إلى ذلك، يبدى الرئيس المنتخب «ترامب» تعاطفاً ملحوظاً حتى الآن مع إسرائيل.. التى يعول يمينيوها على نهجه المختلف- نوعاً- عن سلفه، وقد يحتضن حكومتها.. ولربما يعاقب الأمم المتحدة (حجب جزء من ميزانيتها) على موقفها الأخير من إدانة الاستيطان، إذ يعقب «ترامب» بالقول.. «لا يمكن التعامل بازدراء وعدم احترام مع إسرائيل، كان لهم أصدقاء جيدون فى أميركا، لكن ليس أكثر، بداية النهاية كانت الاتفاق النووى مع إيران.. والآن الأمم المتحدة.. كونى قوية يا إسرائيل، 20 يناير سيصل قريباً، حيث سأبذل قصارى جهدى لتجاهل التصريحات والاضطرابات التى قام بها الرئيس «أوباما»، ذلك فيما يكرر «كيرى» من جانبه مبادئ إدارته لتحقيق السلام.. بدءاً من «الاعتراف بحدود 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضى، والقدس عاصمة للدولتين.. إلخ، ثم الإعلان عن نهاية الصراع والسلام الشامل وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية وفق مبادرة السلام العربية».

على صعيد متصل، تبدو التصريحات الأميركية الصادرة عن الإدارتين الأميركيتين- رغم تناقضهما- وكأنها موجهة لكل من الرأى العام الإسرائيلى- واليهودى فى الولايات المتحدة، وحيث تبدو إدارة «أوباما» فى سباق مع الزمن لحماية ما تبقى من عملية السلام، بحسب جريدة الجارديان البريطانية، إذ تسعى وحلفاؤها إلى عزل «نتنياهو» قبل تسلم «ترامب السلطة»، خاصة أن قوى من اليمين الإسرائيلى تنتقده.. فيما تحمّله المعارضة مسئولية ما آلت إليه من عزلتها الدولية، ذلك فى الوقت الذى يأمر المدعى العام الإسرائيلى- الشرطة- بفتح تحقيق جنائى فى قضيتين لهما علاقة برئيس الوزراء، وليتوازى ذلك مع اجتماع دولى فى منتصف يناير.. تعمل فرنسا منذ شهور على استضافته، ما يشكل ربما خطوات استطرادية قد تصون- بأقله- ما أنجزه قرار مجلس الأمن 2334، خاصة حال تبنى المؤتمر الدولى المزمع المبادئ الستة التى حددها «كيرى» لفرض «حل الدولتين».. ومنعاً لتدميره، حيث قد يدفع هذين الإجراءين، عن مجلس الأمن والمؤتمر الدولى، نحو إدراك الحكومة الإسرائيلية عزم الأسرة الدولية التوصل إلى المبادئ العامة للتسوية قبل موعد تسلم «ترامب» زمام السلطة، كضرورة لإنقاذ عملية السلام ما بين اختلاف رؤى رئيسين أميركيين راحل وحائر.

جريدة المال

المال - خاص

12:12 م, الثلاثاء, 3 يناير 17