Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

كاسترو الثورة المستمرة

تضاربت ردود الأفعال ما بين السعادة الغامرة والحزن العميق لدى سماع خبر وفاة فيدل كاسترو، الزعيم الكوبى الذى بالنسبة للبعض هو سفاح وقاتل، وبالنسبة للبعض الآخر هو أسطورة تاريخية. أيا كان تضارب الآراء فى الرئيس الكوبى السابق فيدل كاسترو فإن شيئا واحدا مؤكد، وهو أنه بدأ ثوريا، وبقى ثوريا الى آخر حياته،

كاسترو الثورة المستمرة
جريدة المال

المال - خاص

11:53 ص, الخميس, 1 ديسمبر 16

تضاربت ردود الأفعال ما بين السعادة الغامرة والحزن العميق لدى سماع خبر وفاة فيدل كاسترو، الزعيم الكوبى الذى بالنسبة للبعض هو سفاح وقاتل، وبالنسبة للبعض الآخر هو أسطورة تاريخية.

أيا كان تضارب الآراء فى الرئيس الكوبى السابق فيدل كاسترو فإن شيئا واحدا مؤكد، وهو أنه بدأ ثوريا، وبقى ثوريا الى آخر حياته، قال عنه هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق بأنه «الثورى الحقيقى الوحيد فى ذلك الوقت».

والثورة، على عكس الانقلاب، هو تغيير جوهرى فى نظام الحكم، وتغيير جوهرى فى شكل الطبقة الحاكمة؛ ولقد تمكن كاسترو من تحقيق التغيير الشامل فى جزيرته الصغيرة التى وجدت على بُعد كيلومترات معدودة من عدوه اللدود، الولايات المتحدة، وعلى بُعد آلاف الكيلومترات من حلفائه الاتحاد السوفيتى والصين.

لم يكن التغيير الثورى فى داخل الجزيرة فقط، ولكن فى خارجها أيضا، ففى الداخل استطاع كاسترو، وعبر أكثر من نصف قرن من الزمن، أن يتحدى أكبر وأعتى القوى العالمية وحده، ويبقى على وطنه الصغير رغم الحصار الاقتصادى الدامى الذى فرضته الولايات المتحدة والعالم الغربى عليه؛ بل وأن يحقق بالرغم من كل ذلك، أفضل نظام تعليمى فى العالم، وأفضل نظام تأمين صحى؛ وتمكن من إتاحة الفرصة للعلماء الكوبيين لتحقيق تقدم هائل فى مجال الطب على سبيل المثال خاصة فى مرض السرطان والإيدز، فى نفس الوقت، ورغم الحصار الاقتصادى لم تشهد الجزيرة الصغيرة أى أزمات غذائية أو اقتصادية.

أما خارج كوبا، فقد تكاتف كاسترو مع الثوار فى أمريكا اللاتينية وفى أفريقيا، عمليا وليس فقط معنويا؛ فحارب مع ثوار أنجولا ووقف بجانب زعيم جنوب أفريقيا نلسون مانديلا لإنهاء النظام العنصرى فيها، ونشر الثورة الاشتراكية فى أنحاء القارة الأمريكية الجنوبية التى أتت بزعماء مثل الليندى وهوجو شافيز، ونشر الوعى للمخاطر التى تواجه العالم من تلوث وتغيير المناخ والسلاح النووى.

لقد عاش كاسترو فى زمن شهد عمالقة أمثال تيتو فى يوغوسلافيا ونهرو فى الهند وجمال عبد الناصر فى مصر ولومومبا فى الكونجو، هؤلاء الذين حاولوا إعطاء الدول والشعوب الصغيرة صوتا، وأملا فى غد أفضل، وبالرغم من أن الزمن الحالى ليس زمن العمالقة، إلا أن إرث العمالقة وذكراهم ستظل حية فى ذهن كل شعب وكل وطن يبحث عن هويته وحريته.

جريدة المال

المال - خاص

11:53 ص, الخميس, 1 ديسمبر 16