Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

الإسلام فى القرن العشرين (12)

فى نظر الغرب لم ينقطع على مر العصور اهتمام الغرب بالإسلام منذ القرن الأول للهجرة، اهتمامًا تنوعت أشكاله تبعًا لأغراضه. مهما تخفى الغرض أحيانًا وراء نقاب. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم، تقوم الجامعات والمعاهد فى هولندا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة بدراسة أحوال المسلمين وأسرار العقيدة ال

الإسلام فى القرن العشرين (12)
رجائى عطية

رجائى عطية

11:01 ص, الثلاثاء, 22 نوفمبر 16


فى نظر الغرب
لم ينقطع على مر العصور اهتمام الغرب بالإسلام منذ القرن الأول للهجرة، اهتمامًا تنوعت أشكاله تبعًا لأغراضه. مهما تخفى الغرض أحيانًا وراء نقاب.
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم، تقوم الجامعات والمعاهد فى هولندا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة بدراسة أحوال المسلمين وأسرار العقيدة الإسلامية. وأنشأت بعض الجامعات كراسى لهذه الدراسات، وقاعات لإلقاء محاضراتها.
ويشير الأستاذ العقاد إلى أنه سيجمع هنا أقوالا متفرقة من مباحث المختصين الذين صدروا الإسلام للغرب كما فهموه، فإذا عرفنا كيف يفهموننا عرفنا موقفهم منا.
ودعونى أقول إن ما يعرضه الأستاذ العقاد هنا، حيرنى وأجهدنى، أما الجهد ففى متابعته فى البحور العديدة المتنوعة التى خاضها، أما الحيرة ففيما يجب علىّ بشأن التصدى لها، فالمساحة المقدرة هنا لا تسمح بهذه المتابعة، وترْكها نهائيًّا لا يتفق مع رغبتى فى أنى أعرض هنا مدينة العقاد بما فيها من صروح أحببت أن يطلع عليها القارئ بنفسه، فأسرفت على نفسى وعلى هذا الكتاب.

● جامعة شيكاغو
افتتحت الجامعة قاعة محاضراتها الإسلامية سنة 1906 بمحاضرة للأستاذ «دنكان بلاك مكدونالد» دارت أهم موضوعاتها على ثلاثة مباحث : الشخصية المحمدية، ومدارس التصوف، وأطوار الأمم الإسلامية فى حركة التجديد.
وصفوة ما انتهى إليه أن الشخصية المحمدية لا تزال بعد أربعة عشر قرنًا، مصدر المدد فى تقوية المسلم، وأن الصوفية قد خلقت منفسًا للعقيدة الفردية التى يدين بها المسلم المستقل بتفكيره واعتقاده. وأن الإسلام قد أوجد بين المسلمين أخوّة عامة قلّ أن يوجد لها نظير فى أتباع الكنيسة الواحدة، وقد طبعت هذه المحاضرات بعنوان «الموقف الدينى والحياة الدينية فى الإسلام».

● المؤرخ الكبير أرنولد توينبى
تعددت كتاباته ومحاضراته، وتعرض لموقف الإسلام فى القرن العشرين فى محاضراته عن «العلم والغرب» سنة 1952، وفى محاضرات أخرى عن حركة التجديد التى سماها بالهيرودية، وحركة التجديد المقابلة لها التى سماها بالآسية.
وعنده أن المسلم يواجه الغرب اليوم كما واجه الاسرائيلى حضارة روما واليونان قبل ألفى سنة، ولا يعنى بذلك أنه جامد على أساليب ذلك العصر، بل يعنى أن من المسلمين من يقاوم الحضارة الأوروبية بالاقتباس منها كما فعل هيرود فى عصر السيد المسيح.
وقد ذكر الانقلاب التركى وما تلاه من الحركة الكمالية نحو الغرب، وأشار إلى أنه اتخذ صبغة التنفيذ العسكرى بعد الهزائم التى منيت بها الدولة العثمانية، واقترن النظام العسكرى بالنظام النيابى الذى علقت جذوره بالتربة الإسلامية.

● الأستاذ جب Gibb
وخلاصة ملاحظاته وهو أستاذ العربية بجامعة أكسفورد.
أن التجديد فى الإسلام يبدأ من جانب «العلمانيين» أو الدنيويين، خلافًا لتجديد الغرب الذى يتولاه رجال الدين، وأن المسلمين العصريين يعتمدون على مكانة الإمام محمد عبده التى لا يرضى عنها الجامدون.
ويرى أن التجديد ينتشر فى العواصم وقلّما يسرى فى الأقاليم النائية.
ويلاحظ أن المجددين فى مصر قد يتأولون الأحاديث النبوية، ولكنهم لا يجترئون كما اجترأ بعض مجددى الهند على المناقشة فى التنزيل، ولا سيما حول لفظة ومعناه.

● الأستاذ «ولفرد كانتويل سميث»
وقد مر بنا سلفًا، وأهم ما لاحظه أن دعاة التجديد يهتمون بإثبات «قابلية الإسلام» للتحضر والتدين، ويشيدون بفضله على حضارة الغرب منذ دخول الأندلس. وأن بعض المجددين، وذكر منهم «أبو الأعلى المودودى»، يؤمن بأن الإسلام نظام الكون، وأن العالم العلوى يمشى على نظامه الأستاذ «تريتون Tritton» وهو أستاذ الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، وقد اختار للمسلم المعاصر مثالين : أحدهما هندى وهو الشاعر محمد إقبال، والآخر مصرى وهو الإمام محمد عبده.
وبعد بيان بعض آرائه فى جهود المجددين، وضرورة الإصلاح الذى يصرون أن يجرى على الإسلام دون غيره هو الذى يصلح لمطالب النوع الإنسانى، انتقل الأستاذ العقاد إلى ما أورده بشأن مسألة الخلافة، وأن إلغاء الترك لها قد صدم العالم الإسلامى، وإن كانت الخلافة قد صارت منذ زمن بعيد اسمًا على غير مسمى، ولكنها عند المسلمين ذات قيمة عاطفية، ومنهم من يؤثر إيجادها بأية صبغة روحية خادمة للشريعة لا حاكمة مسيطرة عليها.
وختم تريتون هذا الفصل بأن الفجوة لا تزال واسعة بين مدرسة التجديد ومدرسة المحافظة.

● الباحثون العشرة.
وهم رهط من الباحثين الغربيين والشرقيين، اشتركوا فى دراسات متفرقة عن الثقافة والمجتمع فى أمم الشرق الأدنى، ومما قاله أحدهم وهو الأستاذ عبد الخالق عدنان أديوار وهو تركى أن حركة التجديد العصرية بدأت بدعوة ضيا شوق آلب المسماة بحركة «ينى مجموعة» أو الجماعة الجديدة، وغايتها أن تنشئ فى الإسلام توفيقًا كالتوفيق بين المسيحية والحضارة العصرية على المبادئ اللوثرية.

● حبيب أمين الكورانى.
ولخص حركات التجديد فى ثلاث دعوات كبرى :
دعوة جمال الدين الأفغانى المنادى بالجامعة الإسلامية على أساس التقريب بين الإسلام والعلم.
ودعوة الوهابيين على أساس العودة إلى السلف الأول ودعوة الشيخ محمد عبده على أساس العمل بمقتضيات العصر كما يسوغها التفسير الحديث لأحكام الإسلام.

● كويلر يونج Cuyler young
وتكلم عن ثورة السخط فى إيران على المادية والإباحية، وعزاهما إلى سوء المعيشة الدنيوية لا إلى سوء العقيدة الدينية. وقال إن تحسين المعيشة ونشر التعليم هما خير علاج للمشكلة النفسية مع وجوب تذليل صعوبة اللغة المختلفة بين الأقاليم.
كتابان : قنطرة إلى الإسلام، وطوالع الإسلام.
ومن الكتب الى درست الإسلام دراسة علمية على اتصال بمساعى المبشريـن، كتـاب «قنطـرة إلى الإسـلام Bridge to Islam» للأستـاذ إريـخ بتمـان «Erich Bethmann»، وكتاب «طوالع الإسلام للورانس براون». ويصرح أولهما بإخفاق التبشير وينعى على الحضارة الغربية أنها نفّرت المسلمين من المسيحية، ويشتد فى نقد الروايات المسيحية لأنها أدخلت فى روع المسلم الشرقى أنها تمثل حياة الأمم المسيحية.
أما لورانس براون، فإن محاولته كلها متجهة إلى تكذيب القول بعقم المساعى التى تبذل فى «تبشير المسلمين».

● كتاب الإسلام والغرب.
ونشر بالإنجليزية، وترجمه من شهور إلى العربية الدكتور إسحق الحسينى من فلسطين بعنوان «الإسلام فى نظر الغرب».
ويقول الأستاذ «فيليب حتى» إن المحافظين والمجددين يتباعدون وبينهما جماعة وسطى «تواجه عملية اختيار دائم»، أيسر فى المسائل الفنية والعملية، ويتعسر فى مسائل المجتمع ومشكلات المعيشة أو المشكلات الاقتصادية.
ويسهب الدكتور «بايردودج» المدير السابق للجامعة الأمريكية فى إيراد أمثلة من تفسيرات الشيخ – محمد عبده على المطابقة بين الإسلام والعلم الحديث.
الخلاصة
وزبدة كل هذه الآراء، ما كان منها لمحض العلم، أو ما كان منظورًا فيه إلى التبشير والسياسة أن الغربى مشغول بأمر الإسلام انشغال من يشعر بيقظته ويترقب ما وراءها. وأهم ما يهمه أن يعرف كيف يقف الإسلام غدًا من مجاميع الأمم الغربية والشرقية، وكيف يكون موقفه إذا التحمت المعسكرات ثم افترقت عن هزيمة هذا وانتصار ذاك. وهذا الاهتمام شامل للجماهير غير مقصور على معاهد العلم ومراجع السياسة.

Email: [email protected]
www.ragai2009.com

رجائى عطية

رجائى عطية

11:01 ص, الثلاثاء, 22 نوفمبر 16