Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

قرارات صعبة بانتظار إسرائيل

فى سبيل تحقيق غاياتها العليا «غير الواقعية».. طالت الحبال بإسرائيل تكاد أن تخنقها.. لولا الارتباك العربى من حولها يمدها بأسباب العنت والغطرسة للهروب من «مستحقات السلام» التى تخشى - لأسبابها - الالتحام بها، غير مدركة - ربما - أن الداء الفوضوى الناتج عن مراوغاتها فى عموم الإق

قرارات صعبة بانتظار إسرائيل
شريف عطية

شريف عطية

12:52 م, الأحد, 20 نوفمبر 16

فى سبيل تحقيق غاياتها العليا «غير الواقعية».. طالت الحبال بإسرائيل تكاد أن تخنقها.. لولا الارتباك العربى من حولها يمدها بأسباب العنت والغطرسة للهروب من «مستحقات السلام» التى تخشى – لأسبابها – الالتحام بها، غير مدركة – ربما – أن الداء الفوضوى الناتج عن مراوغاتها فى عموم الإقليم.. لن ينسل بعيدا عنها، ولسوف ترتد تداعياته بامتداد منطقة المواجهة العربية – الاسرائيلية على النحو المطرد المشهود فى السنوات الأخيرة، لا يجدى إزاءه – بالمطلق – تنقلات الحكومات الاسرائيلية ما بين اليمين التوارتى المتشدد نحو سياسة «ضم الأراضى» المحتلة 1967 – كضرورة أولية من وجهة نظرهم لاستكمال بناء «إسرائيل الكبرى».. وبين رغبة «اليسار العلمانى» فى تحقيق ذات أهداف المشروع الصهيونى.. لكن – تدريجياً – من خلال التوصل إلى «حل وسط إقليمى».. قد يكون من وجهة نظرهم أطول أمداً لكن أبعد أثراً وفاعلية، وما بين هذا وذاك يتناوب – اليمين واليسار الإسرائيليان – رئاسة الحكومة.. بالتوازى مع تطورات عملية السلام – وماهيتها – منذ منتصف السبعينيات.. إلى أن استمسك بقيادتها – بلا منافس – اليمين المتشدد مع مطلع القرن الجديد إلى اليوم.. وحيث أورت نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة.. قوة نفوذ أحزاب يمينية «داخل الائتلاف» تقف فى تشددها على يسار حزب «الليكود»، مسجلة نصراً باهراً تلو الأخر، على رئيس الحكومة داخل الكنيست.. ليس آخرها فى 15 نوفمبر الحالى عند نظر أحد القوانين الاستيطانية، يمكن أن يتسبب – وغيره – فى إسقاط الحكومة على غرار ما كان سابقاً على يد المتشددين فى التيار اليمينى، لاسقاط حكومات يمينية.. كانت الأولى فى 1999 – برئاسة نتنياهو – إثر قبوله الانسحاب الجزئى من الضفة الغربية فى قمة «واى رفير بلانتيشن» فى الولايات المتحدة، ذلك قبل أن تكشف جولات السجال الحالية بين أجنحة اليمين الحاكم عن مفارقات السياسة الإسرائيلية.. التى أضحى فيها «نتنياهو» – زعيم اليمين المعتدل – مع «ليبرمان» – البالغ الرصين – زعيمين يتحليان بالمسئولية فى مواجهة رئيس معسكر «أرض إسرائيل» بينيت، ربما فى محاولة منهما لتضييق الفجوة مع الموقف الأمريكى السابق أو المحتمل، بسيان، ما يساعد – بحسب ليبرمان – على تطبيق سياسة اليمين كاملة..لكن من خلال التنسيق والتفاهم مع الإدارة الأمريكية «الجديدة»، الأمر الذى يعيد للأذهان وصول «مناحم بيجن» إلى الحكم لأول مرة فى مايو 1977، بعد نحو عام ونصف العام من توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثانية مع مصر، وعقب تصريح الرئيس الأمريكى الجديد آنذاك «كارتر» فى مارس بحق الفلسطينيين فى وطن قومى Home land، إذ تعدلت مواقف اليمين الإسرائيلى بعدئذ.. ليكون «بيجين» أول حاكم فى إسرائيل يقبل الانسحاب من أراضى استولت عليها بلاده عن طريق الحرب، لربما يتكرر السيناريو اليوم أو غداً، إذ اعتبرت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية تصريح الرئيس الأمريكى المنتخب «ترامب» حول العمل على تحقيق اتفاق سلام «عادل وشامل» بين إسرائيل والفلسطينيين.. «مفاجأة من العيار الثقيل» يفاقمها مطالبته اليمين الإسرائيلى بضبط النفس فى التعبير عن ابتهاجهم بفوزه، ولتختار صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنواناً لافتاً معبراً.. «ترامب يغير الاتجاه»، جرياً على عادة السياسيين حينما يتحولون من مواقع المعارضة إلى موقع المسئول الأول.. الذين يرون فيه ما لم يروه هناك.

إلى ذلك السياق، ليس من المستبعد أن تشهد الساحة الحزبية والنيابية دورة شتوية ساخنة داخل الكنيست، بين الأجنحة السياسية المختلفة – يميناً ويساراً.. تتزامن مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض، ربما تهدد بتفكك الائتلاف الحكومى القائم – الأقرب إلى الهشاشة – ما يستدعى الاحتكام إلى الرأى العام من خلال انتخابات مبكرة مرجحة.. سيكون فيها فرسا الرهان فى أغلب الأحوال بين كل من اليمين «المعتدل» والأكثر تشدداً، فيما أقصى ما سوف تتطلع إليه أحزاب اليسار والوسط أن تجد لها مكاناً داخل الائتلاف المحتمل فى إطار حكومة وحدة وطنية – ربما – سيكون عليها عندئذ.. إذا صدق العزم لكل من الإدارة الأمريكية الجديدة مع المجتمع الدولى والإقليمى (المبادرة الفرنسية – المشروع الروسى لمجلس الأمن – مبادرة السلام العربية – الطرح المصرى لتوسيع عملية السلام).. العمل على إحلال السلام فى الشرق الأوسط، ما سوف يلقى على إسرائيل مسئولية اتخاذ قرارات صعبة.

شريف عطية

شريف عطية

شريف عطية

12:52 م, الأحد, 20 نوفمبر 16