Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

مصر ولبنان .. لإحياء العمل العربى

فى يونيو 2014 اجتازت مصر الانتخابات الرئاسية «البند الثانى من خريطة الطريق نحو المستقبل» لتطوى مراحل مسيرتها منذئذ بنجاح رغم معوقات تعترضها من حين لآخر، ذلك بالتزامن مع ما يعانيه لبنان من فراغ رئاسى منذ مايو 2014 .. من المرجح أخيراً أن يشغل شغوره فى 31 أكتوبر الحالى.. وسط أنباء متواترة ع

مصر ولبنان .. لإحياء العمل العربى
جريدة المال

المال - خاص

9:30 ص, الخميس, 27 أكتوبر 16

فى يونيو 2014 اجتازت مصر الانتخابات الرئاسية «البند الثانى من خريطة الطريق نحو المستقبل» لتطوى مراحل مسيرتها منذئذ بنجاح رغم معوقات تعترضها من حين لآخر، ذلك بالتزامن مع ما يعانيه لبنان من فراغ رئاسى منذ مايو 2014 .. من المرجح أخيراً أن يشغل شغوره فى 31 أكتوبر الحالى.. وسط أنباء متواترة عن الحاجة لعقد مؤتمر دولى فى بيروت للبحث فى أزمات المنطقة، وليشهد البلدان خلال عامين تقريباً تنصيب رئيسين جديدين يقودانهما إلى مرحلة جديدة أكثر صلابة على الصعيدين الداخلى والخارجى، ذلك على النحو الذى تبدو فيه مصر – كما لبنان – بصدد السعى بعد طول لأى.. لالتئام جماع شتاتهما من بعد افتراق خطواتهما، كلّ لأسبابه، منذ منتصف السبعينيات.. سواء بسبب تعقيدات حالة الحرب والسلام التى حيّدت دور مصر الاقليمى.. أو سواء بسبب اندلاع الحرب الأهلية فى لبنان.. كونه الفائض السياسى الجغرافى لصراعات المنطقة، ما أفقد العمل العربى المشترك – لأربعة عقود تالية – الزخم القومى لاثنتين من الدول السبع التى مثلت النواة الأولى لجامعة الدول العربية 1945 ليستا فحسب كنظامين ديمقراطيين استثنائيين – وقتئذ – وليس فقط لما أسهمتا به «معاً» فى إثراء الحضارة العربية بأقله منذ القرن التاسع عشر، بل أيضاً باعتبارهما ثانى اثنتين من دول عربية نجحتا بامتياز فى تطبيق ما يسمى «الديمقراطية التوافقية».. حيث تجنبا من خلال تطبيقاتها المختلفة.. الإسقاطات السلبية الناشئة عن تعدد الثقافات والإثنيات.. إلخ، فى هذه المنطقة المضطربة من عالم ما بعد الحربين العالميتين الأخيرتين، الأمر الذى ربما مكّنهما بعدئذ رغم العزلة المصرية.. والحرب الأهلية اللبنانية.. من الصمود فى وجه القلاقل الأمنية والسياسية والمجتمعية التى اجتاحتهما والعالم العربى فى مجمله خلال العقود الأخيرة، وإن ضاعفت من حالة اغترابهما الداخلى والقومى.. حيث لم تعد لمصر نفس الكلمة المسموعة حينما نادت 1976 «ارفعوا أيديكم عن لبنان».. كما لم يعد للبنان نفس زخم تأثير مركزه الفكرى والإعلامى، وليصبح من الطبيعى، والحال كذلك، أن يتدخل فى شئونهما آخرون من هوامش فى قلب الإقليم أو من على أطرافه أو من الآتين إليه من وراء البحر، الأمر الذى لم يقتصر عليهما فحسب بقدر انعكاسه أيضاً بالسلب على مجمل النظام العربى الذى تحوَّل – بدونهما – إلى أقرب ما يكون شبهاً بـ «المسخ السياسى» فى أيدى الدول المانحة، المتداخلة بشكل أو آخر فى مجتمعيهما .. فى محاولات تراتبية ليست غير يائسة لابتزاز مكانتهما الحضارية.. التى تعلو ولا يُعلى عليها فى البلدين اللذين عليهما تجديد الجسور بينهما ثقافياً وسياسياً وإعلامياً للزمن الجديد، استئنافاً «لتعاونهما على الخير منذ فجر التاريخ القديم»، وفقاً لمحاضرة العميد طه حسين فى بيروت نهاية الأربعينيات من القرن الماضى، «متظاهرين على نشر الحضارة والثقافة والمعرفة، على غرار التعاون فى ذلك بين منفيس والإسكندرية مع صيدا وصور، إذ إن الود بين مصر ولبنان بعيد المدى عظيم الخطى لا يقتصر نفعه عليهما وحدهما، بل يتجاوزهما إلى جميع الأوطان المحِبة للحضارة» (انتهى الاقتباس).
إلى ذلك، شهدت القاهرة الشهر الحالى انعقاد الملتقى الأول للثقافة بين مصر ولبنان، على أن يعقد مستقبلاً الملتقى الثانى فى بيروت.. التى احتفلت منذ ساعات بذكرى مؤسس جريدة الأهرام، كما تشهد العاصمتان خلال العام الأخير نشاطاً فى تبادل الزيارات بين المسئولين فى البلدين، من واقع حرص مصر على مسافة واحدة إيجابية مع كل الفرقاء اللبنانيين.. ما يكفل لوساطتها النجاح.. الأمر الذى يستشعره اللبنانيون بالتقدير لحضور مصر فى الشأن اللبنانى بعد طول غياب، يحدوهم والمصريين الأمل فى تجديد جسورهما.. ومن ثم إلى إحياء العمل العربى.. إذ ربما بعد النكبات والاستبداد والإرهاب التى جعلت من العرب لدى القوى الكبرى داخل الإقليم وخارجه، مجرد أرقام فى مذابح متواصلة – أن يتحقق لهم التضامن المفقود من خلال التعاون الخصب بين مصر ولبنان فى مجال الحضارة والثقافة والمعرفة.

جريدة المال

المال - خاص

9:30 ص, الخميس, 27 أكتوبر 16