Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

المرأة فى القرآن (3)

(3) هذه الشجرة ذكر القرآن الكريم قصة الشجرة فى ثلاثة مواضع مرت بنا فى المقدمة: فى سورة البقرة، وفى سورة الأعراف، وفى سورة طه. وليس فى آيات السور الثلاث أى أشارة- كما سلف - إلى ابتداء حواء بالإغراء أو بالكيد. ففى سورة البقرة: «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا»، وفى سورة الأعراف: &laqu

المرأة فى القرآن (3)
رجائى عطية

رجائى عطية

10:45 ص, الخميس, 20 أكتوبر 16


(3) هذه الشجرة
ذكر القرآن الكريم قصة الشجرة فى ثلاثة مواضع مرت بنا فى المقدمة: فى سورة البقرة، وفى سورة الأعراف، وفى سورة طه.
وليس فى آيات السور الثلاث أى أشارة- كما سلف – إلى ابتداء حواء بالإغراء أو بالكيد. ففى سورة البقرة: «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا»، وفى سورة الأعراف: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ»، وفى سورة طه: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ».
بيد أن بعض المفسرين كالطبرى عن وهب بن منبه، والألوسى صاحب تفسير روح المعانى ذكروا الغواية فى الشرح اعتمادًا على أقوال حفاظ التوراة من بنى إسرائيل.
ومرجع هذا الشرح- القصة التى وردت فى الإصحاح الثالث من سفر التكوين بالعهد القديم ( التكوين 3: 1 ـ 24 ).. وإلى هذه الرواية ترجع الإشارة التى وردت بالعهد الجديد بالإصحاح الحادى عشر من كتاب كورنثوث الثانى: «ولكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى فى المسيح».
وجاء بالإصحاح الثانى من تيموثاوس بالعهد الجديد: «إن آدم لم يغو، ولكن المرأة أغويت فحصل التعدى».
● ● ●
وتلك هى قصة الغواية فى كتب الأديان، وهى تعبر برموزها السهلة فيما يرى الأستاذ العقاد ـ عن بداهة النوع المتأصلة فى إدراكه للمقابلة بين الجنسين، وعن دور كل منها فى موقفه من الجنس الآخر.
وفى «الطبع» الذى تتم به إرادة النوع، تتم الإرادة بين جنس يملك الزمام، وجنس تقوم إرادته على أن يحرك إرادة غيره.
ومن نقائض الطبع الأنثوى، أن تخالف المرأة أشد المخالفة وأن تذعن غاية الإذعان، ويتجلى ذلك حين يضطرب الحس فيها بين إرادتها الفردية وإرادتها النوعية.
وعلى ذلك «الطبع»، يكون حب الإغراء على هذا النحو مفهوم بشطريه أو بنقيضيه، مفهوم على الموافقة وعلى المخالفة.
وينقل الأستاذ العقاد عن كتابه «هذه الشجرة»، أن من خلق المرأة المرموز إليه فى قصة الشجرة، الولع بالممنوعات التى يولع بها كل محكوم مضطر إلى الاتباع.
وأنها تولع بالممنوع لأنها تتدلل، ولأنها تجهل وتستطلع، ولأنها لا تطيق الصبر ومن ورائها خصلة الضعف الأصيل.
فإرادة المرأة تتحقق بأمرين: النجاح فى أن تُراد، والقدرة على الانتظار. ولهذا كانت إرادتها سلبية فى الشئون الجنسية على الأقل، ولعل كلمة ( لا ) سابق لكل نية تمتحن به المرأة إرادتها وصبرها.
ويرى الأستاذ العقاد، نقلا أيضًا عن كتابه «هذه الشجرة» أن الفارق الذى يشير إليه ملحوظ فى أعمق أعماق التركيب الجسدى لكل من الجنسين، ولذلك حكمة ظاهرة كل الظهور لأنها التى توافق بقاء النوع وارتقاء الأفراد جيلاً بعد جيل.
ومما قيل فى كتاب «هذه الشجرة»، أن الأداة البالغة من أدوات الإغواء والغواية، هى قدرة المرأة على الرياء والتظاهر بغير ما تخفيه، ومن أسباب هذه القدرة على ضبط الشعور، والترويض على الانتظار، ومن أسباب هذه القدرة أيضًا أن مغالبة الآلام قد عودتها مغالبة الخوالج النفسية ما دامت فى غنى عن مطاوعتها.. ومن هذه الأسباب أن اصطناع الزينة المستقر فى خليقتها ـ إنما هو فى لبابه اصطناع لكل ظاهر تحسه الأبصار والحواس، أو تحسه الأفهام.
وقد يعين المرأة على الرجل، أنها سكن للرجل كما جاء فى القرآن الكريم، وليس يطيب للإنسان أن يحذر من مسكنه، أو يتجافى فيه عن الطمأنينة والهدوء.
ومن غوايات المرأة الكبرى، أنها «قصبة السبق» فى تنافس الرجال على الظفر بودها ومحبتها. وهى تستطيع أن تستدنى إليها من تشاء، وأن تنأى عمن تشاء !
وتلك فيما يقول الأستاذ العقاد، بعض عناصر الغواية الأنثوية التى تملكها المرأة بحكم الطبع والملكات.
(4) الأخلاق الاجتماعية
يعود الأستاذ العقاد هنا إلى «قوامة الرجال»، فيرى أن حكمتها تتجلى من أحوال المجتمع، ومن أحوال الأسرة أو أحوال الصلة الزوجية بين الذكر والأنثى.
وهو يرى أن الأخلاق فى المجتمعات الإنسانية بعامة ـ مصلحة دائمة، وضرورة لا قوام لأى مجتمع بغيرها على صورة من صورها.
وقد كان السائغ عقلا أن تنشئ المرأة خلائق العرف كله لأنها التى تتسلم النوع منذ نشأته فى الأرحام، وتحتضنه وتواليه إلى أيام نموه. بيد أن الواقع المتكرر يشهد بأن المرأة هى التى تتلقى العرف من الرجال، حتى فيما يخصها من خلائق كخصال الحياء والحنان والنظافة..
ومن حياء المرأة الذى تتلقاه من الطبيعة، أنها تخجل من الإفصاح- عادةً- عن دوافعها أو رغباتها الجنسية، وتنتظر ـ عادةً ـ مفاتحتها. ويمنعها من العكس مانع من تركيب الوظيفة بين الجنسين، فقد خلق تركيب الأنثى للاستجابة ولم يخلق للابتداء أو الإرغام.
وهذا الحياء الذى تمليه الآداب ـ تدين به المرأة على قدر اتصاله بشعور الرجل نحوها ونظرته إليها.
وألصق بالمرأة حنانها المشهور، لا سيما الحنان للأطفال من أبنائها وغير أبنائها.. ومع ذلك ترى أن الرجل يمكن أن يسوى فى المعاملة بين أبنائه وأبناء زوجته من غيره، ولو من قبيل التجمل ورعاية الشعور، ولكن المرأة تسلك- فى الغالب- غير هذا السلوك فى معاملة أبناء زوجها من غيرها. وقد لا ينجو هؤلاء أحيانًا من سوء المعاملة على درجات، بل وقد يحدث كثيرًا أن يتم التمييز والإيثار علنًا بلا مواربة.
(يتبع)
رجائى عطية
Email: [email protected]
www.ragai2009.com

رجائى عطية

رجائى عطية

10:45 ص, الخميس, 20 أكتوبر 16