أعلنت وزارتا الاستثمار والتعاون الدولى والآثار، صباح اليوم فى مؤتمر صحفى، عن إجراءات التأهيل المسبق لإدارة وتشغيل خدمات “المتحف المصري الكبير”، بحضور الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، واللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة، وعدداً من سفراء الدول الأوروبية والأسيوية والأمريكتين الشمالية والجنوبية، والشركاء فى التنمية.
يضم مشروع المتحف مساحات استثمارية شاسعة تشمل مركز للمؤتمرات يسع ألف شخص، وصالة سينما حديثة، ومطاعم مطلة على الأهرامات، بالإضافة إلى منطقة مفتوحة للمطاعم والكافتيريات ومحال تجارية، ومكتبات، ومركز لتعليم الحرف والفنون التقليدية، ومبنى متعدد الأغراض، وحدائق، وساحات واسعة لإقامة الفعاليات الفنية والثقافية والأنشطة الترفيهية، ليصبح مجمع المتحف مقصداً ثقافياً وحضارياً وسياحياً وترفيهياً يضم جميع الخدمات التى تجعل من زيارته تجربة فريدة جاذبة للسياحة المحلية والعالمية.
وأعربت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي عن فخرها بمشروع المتحف المصري الكبير الذي يعد واحداً من أكبر المشروعات الحضارية والأثرية في العالم، بما يليق بمكانة مصر وتاريخ حضارتها العريقة التي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام.
وأوضحت الوزيرة أن جميع الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة الآثار قدمت كل سبل الدعم لإنجاز هذا المشروع والانتهاء منه وفقا للجدول الزمني الموضوع من خلال تعاون بناء ومثمر مع شركاؤنا في التنمية اليابانيين، وأولاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاهتمام خلال الزيارات رفيعة المستوى بين مصر واليابان، وأخرها الزيارة التى قام بها في 2016، والتي أعطت أولوية لمشروع استكمال إنشاءات المتحف.
وأكدت أن وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وبالتنسيق والتعاون مع وزارة الآثار كانت حريصة وبشكل سريع على ترجمة تكليفات الرئيس السيسى من خلال التفاوض علي تمويل إضافي لاستكمال المشروع بقيمة حوالي 450 مليون دولار، وتم بدء الصرف منه على المشروع في يناير 2018، وفي إطار الرغبة والحرص على مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الكبرى فإنه سيتم من خلال هذا المشروع الضخم اتاحة الفرصة للشركات العالمية المتخصصة في إدارة الخدمات داخل المتحف، بما يساهم في تحقيق عائد وإدارة أفضل.
سحر نصر: وضعنا المشروع على خريطة مصر الاستثمارية
وأشارت إلي أنه إيمانا من وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بـ”المتحف المصري الكبير” الذي يعد نقله نوعية في عرض مصر لكنوزها التاريخية فقد تم وضعه على خريطة مصر الاستثمارية باعتباره من المشروعات الكبرى التي نروج لها، كما نسعي لتحويل المنطقة المحيطة به إلى منطقة جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي.
وأكدت الوزيرة، حرص الوزارة علي تقديم جميع سبل الدعم وتوفير التمويل اللازم لـ”المتحف المصري الكبير”، وغيره من المشروعات ذات القيمة الثقافية والحضارية، وبما يتناسب مع حضارة مصر ومكانتها بين الأمم.
وأوضح الدكتور خالد العنانى، وزير الاثار، أن المتحف المصري الكبير هو الهرم الجديد في منطقة أثار الجيزة، وأنه ليس فقط متحفا لعرض القطع الأثرية الخاصة بحضارة مصر القديمة، بل صرحا ثقافيا و مجتمعيا.
وأشار إلي أنه يعد أكبر متاحف العالم، وتبلغ مساحته 500,000 متر مربع يضم فيها آثار حضارة واحدة، ويحتوى على 100,000 قطعة آثرية، يعرض 50,000 منها، و50,000 بالمخازن، تمثل حضارة مصر القديمة منذ ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني فى مساحة 92,000 متر مربع، ومن المتوقع الانتهاء هندسيا من المرحلة الأولي للمشروع نهاية عام 2018 تمهيدا لافتتاحها في غضون الربع الأول من عام 2019 لتعرض ولأول مرة أكثر من 5000 قطعة أثرية مجتمعة في مكان واحد من كنوز مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وكذلك التمثال الضخم الشهير للملك رمسيس الثاني ببهو المدخل و87 تمثالا ملكيا وعناصر معمارية ضخمة على الدرج العظيم ووصولاً إلى واجهة زجاجية مهيبة إرتفاعها 28 متر تطل على أهرامات الجيزة.
كما يضم مجمع المتحف متحفا للطفل ومراكز للترميم وصيانة وتخزين الآثار مجهزة باجهزة علي مستوي رفيع من التقنية الحديثة، والبحث العلمي والتثقيف المتحفي، والمشروع مزود بأحدث وسائل العرض المتحفي والتأمين في العالم.
وأشار وزير الآثار إلى أن المتحف يضم أيضا مجموعة من المحال التجارية، و10 مطاعم منها 2 يطلان على أهرامات الجيزة، وقاعة للمؤتمرات تسع ألف شخص، وصالة عرض سينمائي تسع 500 فرد، ومركزاً لتعليم الحرف التراثية والفنون التقليدية، ومكتبات ومساحات لإقامة الفعاليات، ومبنى متعدد الأغراض.
خالد العناني: وزارة الآثار ستتولى وحدها إدارة كل ما يتعلق بالقطع الآثرية
وأكد الدكتور خالد العناني أن وزارة الآثار ستتولى وحدها إدارة كل ما يتعلق بالقطع الآثرية من معامل ومراكز ترميم ومخازن للآثار وقاعات العرض المتحفي ومسؤولية تأمينها.
وأعلن وزير الآثار خلال المؤتمر، عن إطلاق لوجو المتحف الذى سيساعد فى بدء الحملة الترويجية له فى مصر والعالم بشعار يرتبط بعمارة وتخطيط المتحف المصرى الكبير.
رانيا المشاط: نسعى لتقديم تجربة مختلفة واستثنائية للسائح الأجنبى
من جانبها، بدأت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة كلمتها بالإعراب عن سعادتها بالمشاركة فى الإعلان عن بدء إجراءات التأهيل المسبق لإدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير الذى سيكون أكبر متحف في العالم ليكون صرحا ثقافيا علميا متكاملا، مؤكدا أن مصر تزخر بإمكانات هائلة وغنى في منتجاتها السياحية، فهي تحتضن أهم آثار العالم، وقالت: لا أبالغ عندما أقول أنها عاصمة السياحة الثقافية في العالم.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن المتحف المصري الكبير سوف يمثل أحد الأعمدة الأساسية لهذا النمط السياحى الهام عند افتتاحه.
وأوضحت وزيرة السياحة أننا نسعى أن نقدم للسائح الذي يزور مصر تجربة مختلفة واستثنائية تعكس عظمة الحضارة المصرية في إطار أكثر حداثة وجاذبية، وذلك تماشيا مع متطلبات العصر والتقدم التكنولوجي، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى لأن تعيد تقديم الآثار المصرية للعالم في صورة تمتزج فيها الأصالة بالحداثة، لجذب شرائح جديدة من السائحين خاصة من الشباب الذين يبحثون عن تجربة سياحية مختلفة يمتزج فيها التاريخ مع التكنولوجيا الحديثة.
وأكدت أن المتحف الكبير سيكون نموذجا لامتزاج الأصالة بالحداثة، والتاريخ بالعلم الحديث، حيث ستحكي 50 ألف قطعة أثرية فصولاً من تاريخ مصر بالاستعانة بأحدث الوسائل التكنولوجية.
مشروع تطوير منطقة الأهرامات سيتم ربطه بالمتحف وسيشمل رفع كفاءة المنطقة بأكملها
وأشارت إلى أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات الذى تشارك فيه وزارة السياحة ووزارة الآثار، وعددا من الجهات المعنية، والذي سيتم ربطه بالمتحف المصرى الكبير، وسيشمل رفع كفاءة المنطقة بأكملها وإمدادها بجميع الخدمات التي يحتاجها السائح من فنادق ومطاعم وغيرها، لتكون منطقة سياحية متكاملة تحتل الصدارة على خريطة السياحة العالمية.
وأكدت وزيرة السياحة على الدعم الكبير والمستمر الذي توليه القيادة السياسية لقطاع السياحة بصفة عامة، وإلى المتحف المصري الكبير ولمشروع تطوير منطقة الأهرامات بشكل خاص.
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي، اصطحب الدكتور طارق توفيق، المشرف العام علي مشروع المتحف المصري الكبير، الوزراء والسفراء، والحضور في جولة تفقدية لمشروع المتحف، ومركز ترميم الأثار.
وذكرت وزارتا الاستثمار والتعاون الدولى والآثار، أن شروط التقدم واسلوب وإجراءات التأهيل تتضمن، توجيه الدعوة للشركات أو التحالفات للتعاقد لإدارة وتشغيل خدمات المتحف، بشرط توافر سابقة أعمال فى إدارة المتاحف أو المؤسسات الثقافية والتجارية والسياحية الكبرى، وكذلك مجالات الاستثمار والتطوير والتشغيل والصيانة، بالإضافة إلى توافر القدرات والإمكانيات والخبرات السابقة لإدارة وتشغيل مشروعات مشابهه طبقاً لمعايير الجودة العالمية، كما يجب أن تكون الكفاءات والجدارات المقدمة فى مجملها ذات صلة بمعالم ومنشآت كبرى، وتشمل الخدمات أعمال تشغيل المحال التجارية والمطاعم وقاعة للمؤتمرات وصالة العرض السينمائي، ومركز لتعليم الحرف التراثية والفنون التقليدية، ومكتبات ومساحات لإقامة الفعاليات، ومبنى متعدد الأغراض.
ويمكن الحصول على مستندات التأهيل من خلال الموقع الإلكترونى والخريطة الاستثمارية لوزارة الاستثمار والتعاون الدولي، “www.miic.gov.eg”، و”www.investinegypt.gov.eg”، وسيتم تقييم مستندات المتقدمين للتأهيل، طبقاً للقواعد والمعايير الدولية المعترف بها ومن ضمنها لوائح هيئة التعاون الدولى اليابانية JICA، وسوف يتم إعداد قائمة مختصرة بأسماء الشركات او التحالفات المؤهلة التى يقع عليها الاختيار وإبلاغها فى أغسطس2018 تمهيداً لاستكمال عملية الطرح.