تستهدف وزارة التموين والتجارة الداخلية ممثلة فى الشركة القابضة للصوامع والتخزين ميكنة جميع النقاط التخزينية الخاصة بمنظومة القمح المستخدم فى عملية إنتاج رغيف الخبز المدعم، وذلك بالتعاون مع شركة «IBM»، وشركة «Cumbria»، وشركة «ACME SAICO»، من خلال إستراتيجية الدولة فى التحول الرقمى.
وأكد اللواء الدكتور المهندس محمد علاء أبوالرجال مستشار المشروعات الإستراتيجية بالشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، فى حوار مع «المال» أن إستراتيجية التحول الرقمى لوزارة التموين والتجارة الداخلية تعد إستراتيجية كبرى وليست مجرد تداول ومعالجة بيانات، مشيرًا إلى أنه يتم عمل إستراتيجية لتوحيد كافة الإجراءات التى تتم فى الصوامع الحكومية إضافة إلى المطاحن الحكومية والخاصة، والتى سيتم ربطها بالمخابز البلدية المدعمة.
وقال «أبو الرجال» إن الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية وافق على استيراد أجهزة معمل جديدة من إحدى الدول الأوروبية يقوم بتحديد درجة النظافة أتوماتيك فى القمح بدلًا من تحديدها يدويًا خلال موسم استقبال القمح المحلى، مما يوفر على الدولة مبالغ طائلة تتراوح من 2.5 إلى 3 مليارات جنيه فى موسم التوريد الواحد.
وأضاف أن جهاز تحديد درجة النظافة فى القمح يعمل على منع وجود شوائب فى القمح المحلى المورد لوزارة التموين والمستخدم فى إنتاج رغيف الخبز المدعم، كما أنه يعمل على إعطاء موردى القمح المحلى من مزارعى وتجار مستحقاتهم الحقيقية دون وجود أى تلاعب أو غش، مؤكدًا أن ذلك يعمل على تطبيق العدالة، والمساواة، والشفافية فى المحاسبة المالية.
يذكر أن الحكومة تقوم بتحديد سعر استلام القمح المحلى من المزارعين على أساس 3 أسعار مختلفة مرتبطة بدرجة النظافة فى الأردب الواحد من القمح، وكانت أسعار استلام القمح فى موسم التوريد 2021 كالتالى 725 جنيها للأردب بدرجة نظافة 23.5 قيراط، و715 جنيها للأردب درجة نظافة 23 قيراطًا، و705 جنيهات للأردب درجة نظافة 22.5 قيراط.
وأكد «أبو الرجال» أنه لن يتم الاستغناء عن اللجنة المسئولة عن استلام القمح من المزارعين خلال موسم توريد القمح المحلى، قائلا : الجهاز الجديد المستهدف الاستعانة به سيكون عاملا مساعدا لعمل اللجنة والتى تتكون من هيئة سلامة الغذاء ومديرية الزراعة ومديرية التموين.
وتابع إنه يتم العمل على التكامل بين الإجراءات المختلفة والأجهزة المتواجدة فى الصوامع لتعظيم الاستفادة من الواقع الرقمى الموجود فى العالم، وهذا هو التحول الرقمى الجزئى الموجود حاليًا، ويتم السعى حاليًا على عمل المعالجة الرقمية فى الصوامع المركزية والصوامع الحقلية وصوامع الموانئ لتسهيل 3 نقاط رئيسية وهى التحويل من منظومة رد فعل إلى منظومة استباقية، والتحويل من منظومة غير مخططة إلى منظومة مخططة، وتعظيم الاستفادة من العامل البشرى فى التحول الرقمى.
وأكد أن منظومة ميكنة منظومة القمح تعمل على تعظيم الاستفادة من الأصول المتوفرة فى الصوامع، حيث إن الدولة راعت مشروع قومى وهو بناء صوامع على مستوى الدولة بالكامل، مما يعمل على زيادة التوسع فى البنية التحتية لمنظومة القمح.
المرحلة الأولى تضم 22 نقطة مستهدف دخولها فى المنظومة بالربع الأول من 2022
وقال «أبو الرجال» إن ميكنة منظومة القمح تم البدء بها فى صومعة بنها التابعة للشركة القابضة للصوامع والتخزين والتى تبلغ سعتها التخزينية 60 ألف طن، مشيرًا إلى أنه سيتم التوسع فى عدد الصوامع التى يتم ميكنتها لتصل إلى 22 نقطة تخزينية تشمل صوامع الموانئ والصوامع الداخلية والشون والمطاحن، على أن يتم الانتهاء منها فى الربع الأول من 2022.
أبو الرجال: نستهدف الوصول إلى 400 نقطة تخزينية تشمل صوامع مركزية وحقلية وموانئ ومطاحن وشون وهناجر وبناكر
وأضاف أن المرحلة الثانية تضم ميكنة 400 نقطة تخزينية منتشرة على مستوى الجمهورية، موضحَا أنها تشمل صوامع داخلية، وصوامع حقلية، وصوامع موانئ، والبناكر، والهناجر، كاشفَا عن وجود دراسة بعمل بحث لكل منطقة جغرافية ومدى احتياجها من وجود نقاط تخزين أقماح سواء كانت صوامع مركزية كبرى أو صوامع حقلية.
يشار إلى أن الصوامع المركزية الكبرى تتراوح سعتها التخزينية من 30 ألف و60 و90 ألف طن، بينما الصوامع الحقلية أو الشون الترابية المحدثة تبلغ سعتها التخزينية 5 آلاف طن.
وأوضح «أبو الرجال» أنه يتم التعاون مع وزارة الاتصالات فى حوكمة وتحزيم تداول الأقماح ضمن خطة الدولة بالتحول الرقمى، حيث يتم التعاون فى مد كابلات الفايبر بأحدث التكنولوجيا بهدف تأمين البيانات المتداولة فى منظومة القمح، مشيرًا إلى وجود دوائر مغلقة على مقدمى الخدمات فى ميكنة منظومة القمح، كما أن هناك تعاونا مع وزارة النقل والمواصلات لربط صوامع الموانئ بالمنظومة حيث إن لها إجراءات خاصة بها فى تداول واستلام وتوريد الأقماح.
وقال «أبو الرجال» إن ميكنة والتحول الرقمى فى منظومة تداول القمح تشمل أيضَا وسائل نقل الأقماح وتتبعها نتيجة أنه من الممكن حدوث تغيير فى خط سير الوسيلة الناقلة مما يعمل على وجود فاقد أو هادر فى الكميات الموردة.
وأضاف أن جميع وسائل نقل الأقماح سيتم ربطها بالمنظومة الجديدة من خلال «باركود» فى النقطة التخزينية المتوجه إليها، ويشمل الباركود نوع الوسيلة الناقلة سواء نقل برى أو سكة حديد أو نهرى، واسم السائق ومعاونيه، واسم شركة النقل، إضافة إلى الدولة الموردة للقمح إن كان مستوردا قادما من صوامع الموانئ.
وأكد أن ذلك سيكون من خلال الربط مع أجهزة المعمل بداخل كل صومعة والتى ستعمل على تحديد وجود أى تغيير أو مخالفة عن مواصفات القمح التى سيتم استقبالها فى حالة تغييره خلال فترة نقله من صومعة الميناء أو صومعة مركزية إلى المطحن.
وأوضح أن منظومة ميكنة والتحول الرقمى فى الصوامع تعمل على استمرار العمل فى الصوامع وجميع النقاط التخزينية الأخرى دون انقطاع وبالأخص فى شبكة الإنترنت حيث إن التوجيه الإستراتيجى هو العمل 24 ساعة فى 7 أيام متواصلة دون توقف.
يذكر أن الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين قامت فى شهر سبتمبر الماضى بالتعاون مع شركة «IBM» و«ACME SAICO » بإنشاء منصة آلية مدعومة بالذكاء الاصطناعى لتكنولوجيا السحابية الهجينة من« IBM» باستخدام «IBM Cloud Pak for Business Automation» و«IBM Cloud Pak for Integration» لتحقيق الحوكمة الشاملة لجميع مراحل الشحن والنقل والتخزين الخاصة بتداول القمح بالصوامع.
وكان الدكتور على المصيلحى وزير التموين قال خلال توقيع اتفاقية مع شركة IBM وACME SAICO، إن الهدف من هذا التعاون هو تزويد المنظومة الجديدة بأجهزة استشعار مثبتة بالصوامع تعمل على جمع وحفظ البيانات وإرسالها لحظياً إلى المنصة الرئيسية بالوزارة للحصول على تقديرات فعلية لكميات وجودة القمح بالصوامع.
وبالتالى ستتمكن الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين من مراقبة ومعرفة المخزون الفعلى فى الصوامع وحفظ جميع البيانات المتعلقة بالشحنات الواردة لتحقيق معايير الجودة، مما يساهم فى تقليل الهدر بشكل كبير وتحسين آليات التواصل والتنسيق بين الصوامع وجميع نقاط التخزين الأخرى وكذلك مع المطاحن.