مازال مسلسل الخسائر وتراجع الأرباح يهيمن على شركات المطاحن المُدرجة بالبورصة المصرية، وهو ما ظهر بوضوح فى النتائج المالية للشركات عن السنة المالية المنتهية فى 2020 – 2021، والذى تراوحت فيه مؤشرات 4 شركات بين الخسارة، وتراجع الأرباح، فيما كان السبب فى تحقيق اثنتين من ثلاث شركات أرباح يتمثل فى بيع أصول رأسمالية، والأنشطة غير المستمرة.
ويضم قطاع المطاحن بالبورصة المصرية شركات مطاحن وسط وغرب الدلتا، ومطاحن مصر العليا، مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة، مطاحن ومخابز شمال القاهرة، مطاحن ومخابز الاسكندرية، ومطاحن شرق الدلتا، و مطاحن مصر الوسطي، وجميعها تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بنسب تتراوح بين %25 و%60.
وأرجع مسؤولون بالشركات ومحللو بنوك استثمار أسباب تراجع الربحية، والخسائر إلى 3 عوامل أساسية تشمل، ارتفاع التكاليف، مقابل ثبات أجرة الطحن منذ نحو سنوات، وانخفاض كمية القمح المطحون.
ولفت المحللون ومسؤولون بالشركات إلى أنه فى مواجهة الخسائر وتراجع الأرباح تتجه بعض الشركات إلى أنشطة أخرى ومنها مطاحن وسط وغرب الدلتا والتى تدرس إضافة نشاط إنشاء وإدارة المولات التجارية، ومطاحن مصر الوسطى التى أضافت نشاط الاستثمار العقاري.
وتراوحت آراء المحللون والشركات حول تحريك سعر الخبز المدعم الذى ألمح إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا وأثر احتمال تنفيذ هذا القرار على الشركات بين السلب والإيجاب.
وعلى صعيد القطاع بشكل عام، قالت إنجى الديوانى محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك استثمار بلتون إن القطاع يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة لقيامة بطحن القمح المستخدم فى الخبز المدعم الذى بدروه مصدر رئيسى فى غذاء المصريين، إلا أنه يواجه ضغوطا فى ظل انخفاض كميات القمح المطحون نظرا لاتجاه الحكومة نحو ترشيد فاتورة استيراد القمح مما جعلها تطبق نظام نقاط الخبز حتى يتمكن المواطن من الحصول على فروق النقاط تمكنه من استبدالها بسلع غذائية اخرى.
وأضافت، أن الحكومة قامت أيضا بوضع شروط معينة لمستحقى دعم الخبز لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، إضافة إلى خفض وزن الرغيف من 110 جرامات الى 90 جراما مما أدى فى النهاية إلى انخفاض الكميات المطحونة، وتراجع إيرادات الشركات التى تحصل على عمولة طحن تقدر بنحو 500 جنيه للطن قبل خصم ضريبة المبيعات.
مسؤولون ومحللون يوضحون كيف يؤثر عليها التحريك «المحتمل» لسعر رغيف الخبز
وحول تأثير قرار تحريك سعر رغيف الخبز المدعم الذى ألمح إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا قالت نيفين غنيمة، محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك استثمار بلتون، إنه لا يزال تأثير القرار على المطاحن غير واضح و ذلك بعد تصريحات وزير التموين والتى أوضحت أن التغيير لن يتضمن السعر فقط بل و قد يشمل عوامل اخرى بالمنظومة مثل الوزن، والعدد على بطاقه التموين، وتكلفه جوال الدقيق، لذلك بينما قد تؤدى زيادة سعر الرغيف لتقليص الطلب، وانخفاض كميه الدقيق المطحون، فإن العوامل الأخرى ستكون مؤثرة أيضا، وقد تشمل رفع لعمولة الطحن تلبية لمتطلبات شركات المطاحن طبقا لتوقعاتنا مما قد يؤثر بالإيجاب.
مطاحن وسط وغرب الدلتا
أظهرت المؤشرات المالية لشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا خلال العام المالى 2020-2021، تراجع أرباحها بنسبة %9 على أساس سنوي.
وأوضحت الشركة فى بيان للبورصة المصرية، أنها حققت أرباحاً بلغت 164.36 مليون جنيه خلال العام المالى الماضي، مقابل أرباح بلغت 180.07 مليون جنيه فى العام المالى السابق له.
وتراجعت مبيعات الشركة خلال العام المالى الماضى إلى 1.09 مليار جنيه، مقابل 1.12 مليار جنيه فى العام المالى السابق له، ما أرجعته نيفين غنيمة محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك استثمار بلتون إلى انخفاض القمح المطحون بكمية 61.349 طن.
وترى غنيمة، أن سبب تراجع أرباح الشركة يرجع إلى انخفاض الفوائد الدائنه والذى أزال أثر زيادة مجمل الربح بـ %4 ليصل الى 251 مليون جنيه، بهامش مجمل ربح مقدر بـ %23.
وقال عرفات بدراوي، مدير علاقات المستثمرين فى «غرب ووسط الدلتا»، إن السبب الأساسى فى تراجع الأرباح هو تراجع كميات الدقيق المطحون وانخفاض تكلفة الطحن البالغة 500 جنيه للطن، شاملة الضرائب، وارتفاع التكاليف (الأجور- الكهرباء-الوقود-الصيانة وقطع الغيار).
وأشار بدراوى إلى أن الشركات تأثرت منذ تطبيق منظومة بيع النخالة فى 2017، والتى حولت الشركات لبيع النخالة لحساب هيئة السلع التموينية مقابل عمولة %10 شاملة مصروفات التعبئة والتغليف، وذلك مقارنة بالمنظومة السابقة التى كانت تبيع فيها شركات المطاحن النخالة لحسابها.
ولفت إلى أن الشركات خاطبت وزارة التموين لزيادة أجرة الطحن لتصل إلى نحو 750 جنيه للطن، خاصة وأن تكلفة الطحن ثابتة منذ نحو 5 سنوات.
البعض يتجه نحو الصناعة والاستثمار العقارى وإدارة المولات التجارية
ولفت بدراوى إلى أن الشركة تسعى لدخول أنشطة جديدة منها إنشاء وإدارة المولات التجارية، وإدارة قاعات الأفراح.
وقالت إنجى الديواني، محلل القطاع الاستهلاكى فى بنك استثمار بلتون، إن مجلس إدارة شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا وافق فى 23 يونيو 2021 على تعديل غرض الشركة باضافة بند إنشاء وإدارة مولات تجارية للمادة 3 من النظام الاساسى للشركة، وذلك فى إطار تعزيز ربحيتها.
وأكدت الديوانى أن «غرب الدلتا» ستتجه لتفعيل هذه الموافقات، نظرا لعدم الاستغلال الأمثل للمبنى الثقافى المتمثل فى الفندق والقاعة والكافيه لعدم وجود الكوادر المتخصصة.
وتابعت، بالطبع نظرًا للإقبال الكبير على المولات التجارية فنحن نرى أن الحصول على التراخيص اللازمة والموافقات المطلوبة والبدء فى استغلال المبنى كمول تجارى سوف ينعكس بالايجاب على ايرادات الشركة.
مطاحن مصر العليا
كشفت المؤشرات المالية المستقلة لشركة مطاحن مصر العليا، عن العام المالى الماضى تراجع أرباح الشركة بنسبة %3.4 على أساس سنوي.
وقالت الشركة فى بيان للبورصة المصرية، أنها سجلت صافى ربح بلغ 128.71 مليون جنيه منذ بداية يوليو 2020 حتى نهاية يونيو 2021، مقابل 133.33 مليون جنيه أرباح خلال العام المالى السابق له.
وارتفعت إيرادات الشركة خلال العام المالى الماضى لتسجل 811.79 مليون جنيه بنهاية يونيو الماضي، مقابل 794.37 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.
وقالت نيفين غنيمة إن «مصر العليا» تسعى للقيام ببعض الاستثمارات العقارية حيث خصصت 17 مليون جنيه فى ميزانية العام المالى الحالى لمشروع برج جرجا، وذلك فى إطار الدخول فى أنشطة جديدة تواجه بها تراجع الربحية.
مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة
ارتفعت خسائر جنوب القاهرة نحو %58 العام المالى المنتهى 2020-2021، ليصل صافى خسائرها إلى 54.21 مليون جنيه، مقابل خسارة 34.36 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.
وتراجعت إيرادات الشركة خلال نفس العام لتصل إلى 141.97 مليون جنيه، مقابل 202.06 مليون جنيه خلال العام المالى 2019- 2020.
وأرجعت الشركة خسائرها إلى انخفاض كمية القمح المطحون بنحو 131 ألف طن نتيجة سحب الربط، وثبات أجرة الطحن منذ عام 2017، والارتفاع الحتمى فى تكاليف التشغيل من مواد بترولية وأجور وقطع غيار.
مطاحن ومخابز شمال القاهرة
تراجعت أرباح الشركة بواقع %91.3 العام المالى المنتهى 2020-2021، حيث سجلت صافى ربح بلغ 1.5 مليون جنيه، مقابل 17.4 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.
وتراجعت إيرادات الشركة خلال العام المالى الماضي، لتسجل 551.38 مليون جنيه بنهاية يونيو، مقابل 639.3 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.
مطاحن ومخابز الاسكندرية
شهدت الشركة قفزة فى صافى ارباحها بواقع %117.5 خلال العام المالى المنتهى 2020-2021، ليسجل 17.5 مليون جنيه، مقارنة بـ 8 ملايين جنيه العام المالى السابق.
وارجعت الشركة هذا النمو إلى تحقيق أرباح رأسمالية من بيع أصول بقيمة 2.9 مليون جنيه، لافتة إلى أنه حد من زيادة هذا الفائض حزمة من العوامل تمثلت فى انخفاض الكميات المطحونة لإنتاج الدقيق %82 بواقع 14498 طن نتيجة تراجع الحصص المنصرفة للمخابز وتأثير التوجه الوزارى 26 لسنة 2020، فضلا عن تحمل الشركة زيادة أسعار تكاليف مستلزمات الإنتاج (وقود- مياه – كهرباء- قطع غيار- مواد تعبئة وتغليف).
مطاحن شرق الدلتا
كشفت المؤشرات المالية لشركة مطاحن شرق الدلتا عن العام المالى الماضى 2020-2021، ارتفاع صافى ربح الشركة بنسبة %7 على أساس سنوي.
وأوضحت الشركة فى بيان لبورصة مصر، أنها سجلت صافى ربح بلغ 129.73 مليون جنيه العام المالى الماضي، مقابل 121.12 مليون جنيه صافى ربح خلال العام المالى السابق له.
وتراجعت إيرادات الشركة خلال العام المالى الماضى لتسجل 500.89 مليون جنيه بنهاية يونيو 2021، مقابل 509.6 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.
يشار إلى أن شرق الدلتا حققت أرباحا قيمتها 53.49 مليون جنيه، من الأنشطة غير المستمرة (إيرادات استثمارات مالية أخرى- إيرادات وأرباح أخرى- إيرادات وأرباح متنوعة – مخصصات انتفى الغرض منها- فوائد دائنة- إيرادات استثمارات مالية من شركات قابضة/شقيقية)، وذلك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالى المنتهي.
وسجلت هذه الأرباح %67 من صافى الربح المحقق بعد الضريبة خلال هذه الفترة والبالغ 78.218 مليون جنيه، وفقا للقوائم المالية للشركة عن هذه الفترة من العام المالي.
وقالت نيفين غنيمة من بلتون إن سبب نمو أرباح الشركة جاء مدفوعًا بزيادة قدرها %8 على أساس سنوى فى مجمل الربح ليصل إلى 189 مليون جنيه، و تحسن هامش مجمل الربح بنسبه %3 ليصبح %38
مطاحن مصر الوسطي
ارتفعت أرباح مطاحن مصر الوسطى العام المالى الماضى 2020-2021، بنسبة %2.78 على أساس سنوي، ليصل صافى صافى الربح إلى 101.32 مليون جنيه، مقابل 98.6 مليون جنيه أرباحاً خلال العام المالى المقارن.
وحققت الشركة 531.56 مليون جنيه إيرادات، مقابل 550.47 مليون جنيه إيرادات فى العام المالى المقابل.
وقررت شركة مطاحن مصر الوسطى الدخول فى نشاط الاستثمار العقاري، لإضافة موارد جديدة، حيث قامت الشركة بتحديد بعض المواقع لإعداد دراسات جدوى خاصة بها حول نشاط الاستثمار العقاري، ومنها أرض بأسيوط، وأرض أخرى بالفيوم، وقطعتين أرض أخرتين، وتسير حاليا فى إجراءات تسجيل هذه الأراضي.
وقالت الديوانى لـ«المال»، إن الشركة سجلت نموا فى صافى الارباح يقدر بـ %3، وبنسبة %6 أعلى من التوقعات، ما يرجع بصفة أساسية إلى النمو فى مجمل الربح المقدر بـ %12 والذى عوض الانخفاض فى الايرادات المقدر بـ %3 نظرا لانخفاض القمح المطحون بـ %2.
ولفتت الديوانى إلى لجوء الشركة لتعزيز ربحيتها أيضا من خلال إنشاء مصنع للفوارغ حيث تجرى حاليا مفاوضات مع الشركة المنفذة للمشروع حول الصيغة المثلى للتعاقد مع شركة استالينجر النمساوية وخاصة فيما يخص شروط التحكيم.