رغم إطلاق البنك المركزى المصرى مؤشر متوسط سعر الفائدة فى ليلة واحدة للتعاملات بين البنوك «كونيا» منذ نحو عامين، فإن عددًا محدودا من البنوك العاملة فى السوق المصرية بدأ مؤخرًا فقط فى إطلاق منتجات ادخارية مرتبطة به.
و«CONIA» هو مؤشر لمتوسط سعر الفائدة فى ليلة واحدة للتعاملات بين البنوك فى القاهرة «Cairo Overnight Index Average» وتم تطويره من قبل مجموعة العمل فى سوق المال المصرية والتى تأسست فى مارس 2018 بهدف تعزيز ورفع كفاءة وشفافية أسواق النقد المحلية، وتضم البنك المركزى وعدة بنوك تجارية، بالإضافة إلى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية.
ويعكس مؤشر «CONIA» أسعار الفائدة الفعلية على المعاملات بين البنوك والتى تكون عمليًا خالية من المخاطر بسبب آجالها القصيرة للغاية.
ومطلع العام الجارى، أطلق بنك مصر شهادة ادخار مرتبطة بسعر الفائدة «كونيا» تحمل اسم الشهادة الثلاثية ذات العائد المتغير الشهرى تصدر للأفراد الطبيعيين لمدة ثلاث سنوات، ولا تجدد.
وفى يوليو الجارى، أعلن البنك الأهلى المصرى إطلاق أول حساب جارى فى مصر، بفائدة يومية مرتبط بمؤشر «كونيا» وقال إن تقديم هذا الحساب يأتى استمرارا لسعيه لإتاحة منتجات لعملائه أكثر ابتكارًا، واجتذاب عملاء جدد من الأفراد الطبيعيين وعملاء المشروعات المتوسطة والصغيرة والحرفيين وأصحاب المهن الحرة تحقيقا لنشر الشمول المالى.
وانضم بنك قطر الوطنى مصر «QNB» إلى قائمة البنوك التى تتيح منتجات مرتبطة بمؤشر «كونيا» من خلال إطلاق شهادات ادخار ذات العائد المتغير المرتبط بمؤشر «CONIA» لمدة ثلاث سنوات للأفراد.
وقال مصدر مسئول فى قطاع التجزئة المصرفية فى أحد البنوك التى طرحت منتجات مرتبطة بمؤشر «كونيا» إن تلك المنتجات ذات عائد متغير ومرتبطة بسعر الإيداع ما بين البنوك وهى مماثلة أيضًا للمنتجات المرتبطة بسعر الفائدة الرئيسى «الكوريدور».
وأضاف أن هناك عملاء يفضلون ذاك النوع من المنتجات الأمر الذى يتوقف على العميل فى كل الأحوال.
وحول سعر العائد، ذكر المصدر أن هناك بنوكا تمنح أسعار فائدة أعلى من «كونيا» وهناك بعض بنوك تعطى أسعار فائدة أقل على المنتجات المرتبطة به؛ إذ يختلف الأمر من بنك إلى آخر.
ووفقًا للموقع الإلكترونى للبنك المركزى المصرى، فإن متوسط سعر الفائدة فى ليلة واحدة للتعاملات بين البنوك «كونيا» سجل %8.339 يوم 25 من يوليو الجارى، متراجعًا من %13.462 فى أكتوبر وهو أول شهر يتم إطلاقه به.
وبالحديث مع مسئول آخر فى قطاع التجزئة بأحد البنوك المصدرة للمنتجات، قال :” قليلًا ما نجد إقبالًا أو استعلاما من قبل العملاء على المنتج الجديد المرتبط بمؤشر كونيا«.
وأضاف أن العائد يصرف شهريًا من خلال سعر فائدة مؤشر “كونيا« يطرح منه 0.5 نقطة مئوية، ويتم قسمة النسبة على 12 شهرًا حتى يتم وضع النسبة الشهرية المتغيرة الفائدة خلال شهر الصرف.
وذكر أن الشهادات المرتبطة بمؤشر »كونيا” لا تمنح العائد الأعلى فى السوق، بل إن العائد مقارنة بالشهادات الثابتة أقل أحيانا بنسبة تتجاوز %2.
وأشار إلى أنه بالنظر إلى فائدتها المنخفضة، يمكن للعملاء التوجه نحو ذلك النوع للشهادات فى حال إقبال البنك المركزى نحو تخفيض أسعار الفائدة فى وقت ما، وقد تمنح تلك المنتجات فائدة أفضل بكثير من المنتجات ذات العائد الثابت والمنتجات المرتبطة بـ «الكوريدور”.
وبالنظر إلى الشهادات الادخارية فى السوق المصرية، فإن هناك بنوكا تتيح للعملاء شراء شهادة ثلاثية ذات عائد دورى ثابت يبلغ %11.25 – أعلى سعر فائدة فى السوق-ويصرف شهريا،فى حين أن هناك بعضا من البنوك المصدرة للمنتج الجديد تتيح أوعية ادخارية بعائد %11 و%10.5 على الشهادات لأجل 3 سنوات.
ويرى محمد عبدالعال، الخبير المصرفى وعضو مجلس إدارة بنك قناة السويس السابق، أن كل منتجات الادخار المصرفية من الطبيعى أن تكون مرتبطة بمؤشر عائد، وأن طرح منتجات مرتبطة بمؤشر »كونيا” يهدف إلى تنشيط العمل باستخدام المؤشر الجديد وفعاليته على المنتجات بالسوق.
وتابع :« هناك احتياج لتنشيط مؤشر كونيا الجديد ويتم عمل إعلان له واستخدام فعال من خلال المنتجات المصرفية، كمقياس ومؤشر”.
وأكد أن البنوك فى كل الأحوال حينما تتبنى رؤية لإطلاق منتجات مصرفية جديدة، فإنها تعمل على تحقيق التوازن بين العائد والمخاطر وتكاليف الأموال لديها وفى نفس اللحظة تنظر نحو توسيع قاعدة العملاء من خلال تنويع المنتجات لتلبية احتياجاتهم.
وحول مدى ارتباط مؤشر كونيا أو تأثيره على السياسة النقدية، قال إنه غير مرتبط، وهو مقياس يتم حسابه على متوسط الفوائد قصيرة الأجل المتبادلة ما بين البنوك، مثله مثل »الليبور” فى لندن.
وطبقًا لتصريحات نائب محافظ البنك المركزى رامى أبوالنجا، عقب إطلاق المؤشر فى أكتوبر 2019، فإن «CONIA» لن يكون بديلا لمعدل الفائدة الرئيسية «الكوريدور» ولا يوجد تعارض بينهما، خاصة أن سعر الفائدة الرئيسى يعبر عن توجهات السياسة النقدية للبنك المركزى بينما يلخص «كونيا» حركة الفائدة على تعاملات البنوك.
وبحسب البنك المركزى، سوف يدعم مستوى الشفافية والدقة الذى يتمتع بهما «CONIA» عملية تطوير وإتاحة مجموعة كبيرة من المنتجات المالية أمام المشاركين فى القطاع المالى، إلى جانب تعزيز آلية انتقال السياسة النقدية وتحسين مرونة أسواق المال.