الرئيس التنفيذى لمواصلات مصر: نجاج المنظومة يتطلب تأسيس جهاز يشرف على التشغيل
حسن مهدى: القاهرة تفتقد إلى البنية الأساسية والسلوكيات الخاطئة أبرز العوائق
أحمد محمدى: هناك طرق عديدة لتمويل المشروع… والقطاع الخاص لابد أن يكون لاعبا أساسيا
تخطط الحكومة ممثلة فى وزارة النقل، وهيئة النقل العام بمحافظة القاهرة لإطلاق أتوبيسات سريعة التردد ضمن مشروع النقل الجماعي»Bus rapid transit» ، من خلال تخصيص حارات مستقلة.
«المال» استطلعت آراء عدد من خبراء الهندسة، للتعرف على مدى القدرة على تشغيل تلك الأتوبيسات وأهم المعوقات، لا سيما وأنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن ملامح آليات التطبيق، والمسارات التى سيتم البدء بها.
واتفق الخبراء على أن تلك النوعية من الأتوبيسات والمعروفة باسم «BRT»، من المشروعات المهمة وتعمل فى عدد كبير الدول، لكن هناك 3 معوقات ستواجهها فى مصر.
وأوضحوا أن أولى العقبات هى تضارب التشريعات والجهات المشرفة على منح تراخيص تشغيل النقل الجماعى، فضلًا عن عدم جاهزية البنية التحتية.
وقال مصدر حكومى، إنه سيتم تشغيل أتوبيسات جديدة كتجربة مبدئية على مسار ترام مصر الجديدة.
ولفت إلى أن هيئة النقل العام، تقوم حاليا بتنفيذ أعمال الرصف اللازمة للطريق، ومستهدف الانتهاء من المشروع بداية العام المقبل 2020.
وأضاف أنه تم الانتهاء من %70من أعمال الطريق تم إنهاؤها لكن هناك بعض المشكلات الفنية التى واجهت شركات الرصف مؤخرا.
وتتمثل المشكلات فى وجود مياه جوفية فى بعض المناطق خاصة فى حدائق القبة، نظرا لأنها كانت فى السنوات الماضية مستنقعا، وجار التغلب عليها بأمور هندسية فنية.
وأشار إلى أنه سيتم البدء بفئة أتوبيسات الـ«مفصلية»، وهى نوعية جديدة عبارة عن جرار وعربة ملحقة به، لنقل الركاب بمناطق ميدان رمسيس وغمرة وعين شمس، مرورا إلى منطقة مصر الجديدة.
ومحافظة القاهرة الكبرى، تعد من أكبر 10 مناطق على مستوى العالم من حيث عدد رحلات النقل اليومية وتصل إلى 24 مليون رحلة، وفقا لتصريحات محافظ القاهرة السابق.
وقام وزير النقل المهندس كامل الوزير، خلال الأسبوع الماضى بزيارة إلى المكسيك تلبية لدعوة سفيرها بالقاهرة، لإطلاعه على منظومة النقل الحضرى وأتوبيسات الـ»BRT» بالعاصمة المكسيكية، وتم خلال الزيارة عمل لقاءات مع عدد من المسئولين الحكوميين لبحث التعاون المشترك باعتبارها من الدول المتقدمة فى ذلك النوع من النقل.
وقال الدكتور هشام طه، الرئيس التنفيذى لشركة مواصلات مصر العاملة فى النقل الذكى، إن تطبيق الأتوبيسات سريعة التردد، من الأمور المهمة التى ستساعد فى حل الأزمة المرورية الحالية، لافتا إلى أن هناك 3 محاور رئيسية لنجاح المنظومة فى المستقبل.
وأوضح أن المحور الأول يتمثل فى تأسيس جهاز قومى للنقل، يتولى الإشراف على الشركات المشغلة لمنظومة النقل، سواء فى القاهرة الكبرى أو المدن الأخرى، ويتولى بمفرده منح التراخيص، والتعامل مع القطاع الخاص لحل أزمة تعدد الجهات فى الوقت الحالى.
وذكر أن المحور الثانى يتمثل فى تعاون الجهات الحكومية المختلفة لتوفير جراجات لأصحاب السيارات الخاصة، لافتا إلى أن المواطن عند توافر وسيلة نقل حضرى سيفضل ركن سيارته الملاكى عند أقرب محطة لاستكمال رحلته نظرا لأنها ستكون أقل تكلفة فى تلك الحالة.
ولفت إلى أن المحور الثالث يتعلق بتنظيم شبكة النقل الحالية، وربط جميع وسائل النقل ببعضها البعض.
الأمر الذى ينعكس فى نهاية الأمر على اعتماد فئة كبيرة من سكان القاهرة على وسائل النقل الحكومية وهى المترو المونوريل وأتوبيسات النقل الجماعى، والأتوبيسات الذكية، بدلا من شراء سيارات خاصة، ومن ثم توفير فى حجم الوقود المستهلك سنويا، وتقليل التلوث الناتج من عوادم المركبات.
من جانبه، قال الدكتور حسن مهدى، خبير الطرق والكبارى، بكلية هندسة جامعة عين شمس، إن هناك صعوبة بالغة فى تنفيذ المشروع فى القاهرة الكبرى فى الوقت الحالى، لا سيما مع افتقادها عوامل البنية الأساسية اللازمة على رأسها توفير حارات منفصلة، ووجود شبكة طرق ذكية يمكن مراقبتها إلكترونيا، إلى جانب السلوكيات الخاطئة لدى البعض والتى تتطلب صدور تشريعات رادعة للمخالفين قبل البدء فى تنفيذ تلك المنظومة.
وأوضح أنه من الممكن، تنفيذ تلك المنظومة فى المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية، خاصة وأن المسارات.
خاصة الداخلية يجرى حاليا تنفيذها ومن ثم فإنه يسهل إنشاء طرق منفصلة لتك النوعية من وسائل النقل.
ولفت إلى أنه لابد من تغيير ثقافة وسلوكيات المجتمع قبل الحديث عن منظومة ستحتاج إلى تعاون جميع الفئات سواء الحكومة، أو المواطنين، أو الشركات التى ستتولى التشغيل.
وأوضح أن هناك بعض الدول الخارجية التى طبقت تلك المنظومة بشكل تدريجى فى بداية الأمر، واستطاعت تقييم نتائج إيجابية خاصة فى التغلب على مشكلة الازدحام المرورى، وتوفير وسيلة نقل سريعة وبجودة عالية.
فى سياق متصل، قال الدكتور أحمد محمدى، أستاذ هندسة الطرق بجامعة الزقازيق، أن النقل الحضرى، معروف عنها من المشروعات المفضلة فى الوقت الحالى.
لا سيما وأن لها العديد من الإيجابيات على سبيل المثال، تخفيف الازدحام المرورى، وتقليل الانبعاثات الملوثة للبيئة
إلى جانب خفض الاستهلاك السنوى للوقود، لأن سعة الأتوبيس الواحد ستغنى عن استخدام 50 سيارة ملاكى، فضلا عن انخفاض تكاليف التنفيذ.
وأوضح، أن هناك صعوبة فى تعميم المنظومة على جميع شوارع القاهرة، لكن هناك بعض المسارات التى يمكن تجهيزها لتسير عليها تلك الأتوبيسات من خلال التنسيق بين الجهات الحكومية.
وأشار إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تنفيذها على «استحياء» فى شارع مصطفى النحاس، إذ تم تخصيص مسار مقتصر على أتوبيسات النقل الجماعى فقط.
وأشار إلى أن هناك العديد من آلية التنفيذ والتمويل التى يمكن تطبيقها على المشروع لعدم إرهاق الموازنة بالتكلفة المالية.
منها الشراكة مع القطاع الخاص، بنظام الـ» BOT»، أو إيجاد آلية تمكن شركات القطاع تنفذها بمفردها والجهات الحكومية تقتصر على الإشراف ومنح التراخيص وغيرها من الأمور الإدارية.
وبحسب بيانات محافظة القاهرة، فإن متوسط المرور اليومى للنقل فى القاهرة الكبرى يتوزع بواقع %2 للنقل الثقيل، و%5 نقل خفيف، «دراجات»، و%2 نصيب أتوبيسات ، وسيارات الميكروباص %2، و%15 للتاكسى، و74 للملاكى.ِ