¿ احكموا على المسلسل فى نهايته.. والبطل عقابه كبير
¿ افتقدنا نموذج الأم المصرية فى الدراما
¿ موت رفاعى أصعب المشاهد التى واجهتنى
¿ رمضان من أهم الفنانين الشباب.. ومحمد سامى سيطر على كل أدواته الفنية
حوار- على راشد:
«أنا وانت وبابا فى المشمش»، «الشارع الجديد»، «العائلة والناس» والعديد من المسلسلات التى تعتبر علامة فارقة ومهمة فى الدراما المصرية شاركت فيها الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد، وخلال أغلب هذه الأعمال كان المخرج محمد فاضل- زوجها هو رفيقها فى إخراج هذه الأعمال إلا فيما ندر، وبعد مسلسل «ربيع الغضب» الذى كان من إخراجه فى عام 2013 عادت الفنانة فردوس عبد الحميد هذا العام بمسلسل الأسطورة مع الفنان محمد رمضان والمخرج محمد سامى، واعترض الكثير من النقاد على عملها مع رمضان بتاريخه الذى لا يرونه جيدا فى مقابل تاريخها المليء بالأعمال الجيدة، عن كل هذا التقت «المال» الفنانة فردوس عبد الحميد لتكشف عن أسباب وجودها فى المسلسل والعديد من الأمور الأخرى.
ولفتت إلى أنها شعرت بأن المسلسل سيكون عملا اجتماعيا صادقا فأقدمت على الموافقة عليه لتعود به إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل، وأضافت أننا منذ فترة طويلة لم نجد عملا اجتماعيا يناقش أزمات ومشاكل الأسرة المصرية وصراعاتها، خاصة أن الدور الذى أدته فى “الأسطورة” لأم تعتبر هى “عامود البيت” وهى التى تحمل هموم الأسرة والجميع يمتثلون لكلمتها.
تلك الشخصية للأم تراها مثالا لم يصبح موجودا فى الدراما، فالاحترام والهيبة للأم لم يصبح ممثلا بشكل جيد، بل إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الحالات لتشويه صورتها بالسب والشتائم من جانب أبنائها، والاستهانة بها، فكان من المهم القيام بدور يعيد للأم مكانتها.
وردا على سؤال حول وجودها كفنانة كبيرة مع الشباب قالت :”العمل لا علاقة له بشباب أو كبار فليس كل الشباب موهوب وليس كل الكبار كذلك، ولكن الأمر عبارة عن حالات فردية وفى حالة المخرج محمد سامى كان اختيارا موفقا جدا، لأنه مخرج موهوب ومثقف ولديه خبرة فنية كبيرة بسبب دراسته فى الخارج، كما أنه يتعامل مع الفنان بشكل صحيح، ويدير الأمور بطريقة جيدة، حيث يسيطر على كل العناصر الفنية بالعمل، والتى لا تقتصر فقط على الممثل والديكور وإنما العديد من الجوانب التى تؤكد مصداقيته، ورغم أن التصوير كان بأحد الاستديوهات، لكن لا أحد يستطيع القول بأن المكان ليس حارة حقيقية، كما أن ما يدور بالمنزل يوحى بأنه بيت حقيقى ينتمى لتلك الطبقة.
وعن الشريحة التى يتحدث عنها المسلسل قالت إنها موجودة بالفعل فى المجتمع وهى الطبقة المتوسطة التى تضم ثلاث شرائح الدنيا والمتوسطة والعليا منها، وتعتبر العائلة الموجودة فيه من بداية الطبقة المتوسطة التى لديها الوعى وتعلم أولادها ولديهم دخل معقول.
أما عن بعض الآراء التى ترى أن المسلسل يؤرخ للجريمة وغياب القانون فتقول فردوس:”ستكشف الأحداث العديد من الأمور، ولكننى أحزن كثيرا ممن يطلقون الأحكام على عمل درامى دون أن يروا نهايته، فإذا رأى النقاد أن المسلسل لن يعاقب ناصر حينها لهم الحق أن يتكلموا، فقط أطلب من الجميع أن ينتظر النهاية ويرى ما إذا كنا سنضع فوق رأسه تاجا أم سنعاقبه، وحينها يكون التقييم”.
وتضيف أن الدراما لابد أن تقدم للشباب النماذج السيئة فى المجتمع ثم تضعك أمام نهايتها المأساوية حتى لا تفعل مثلما فعلت الشخصية بطل العمل – وعن الفنان محمد رمضان لفتت إلى أنها فى بداية معرفة البعض بتقديمها المسلسل معه انقلبت عليها الدنيا على حد قولها وذلك لأنها ستعمل مع رمضان الذى له أعمال فى بدايته ليست جيدة، ولكنها أكدت أن العمل الدرامى هو الأساس وليس تاريخ الممثل، ففى النهاية يجب أن يكون الحكم على العمل الذى يقدم حاليا وليس على الأعمال السابقة.
كما أشارت إلى أن الأعمال التى قدمها رمضان فى بدايته لم يكن مسئولا عنها، لأنه حينها لم يكن يمتلك أن يختار وهذا ما قاله فى أكثر من مرة، ولكن بعد ذلك بدأ تقديم الأعمال الجيدة، حيث قدم فى العام قبل الماضى مسلسل “ابن حلال” وكان جيدا، فبعد أن أصبح نجما كبيرا على الجمهور أن يحاسبه الآن على اختياراته إن كانت خاطئة.
وتقول الفنانة فردوس عبد الحميد: «محمد رمضان موهبة فنية عالية، فخلال هذا المسلسل فقط قدم ثلاث شخصيات مختلفة وهى رفاعى، وناصر فى بدايته، وناصر بعد التغيير، وقدم كل شخصية بأداء جيد ومشاعر خاصة فتجد كل واحدة حالة منفردة بعيدة عن الأخرى تماما بنبرة صوتها وطريقة الكلام وكل شيء فى الشخصية، فرمضان من أهم الفنانين الشباب الموهوبين فى مصر».
أما فريق العمل فتراه كان متآلفا إلى حد كبير وهذا يعود للمخرج محمد سامى الذى جعل الأجواء فى الاستوديو خالية من التوتر ليجعل الجميع عائلة واحدة، كما أنه من المخرجين الجيدين حيث كان مسيطرا على كل أدواته الفنية والديكور والعمال، ليصل بالعمل إلى مناخ جميل ليصبح كل فريق العمل أصدقاء.
وأشارت إلى أن مشهد مقتل «رفاعى» الذى يقوم بدوره محمد رمضان كان أصعب المشاهد بالنسبة لها لأنه تمت إعادته 6 مرات ليخرج بهذا الشكل النهائى، وذلك لأنه يتطلب تصويره من أكثر من زاوية بدءا من البيت إلى شرفته إلى نزولها للشارع وهى تصرخ، وكان لابد أن تكون الانفعالات واحدة فى التصوير لأكثر من مرة، مؤكدة أن المشهد أجهدها جسديا ونفسيا وسبب لها مشكلة فى صوتها.
“توحة” الأم التى تجسدها الفنانة فردوس عبد الحميد تراها شخصية معبرة عن العديد من الأمهات المصريات اللواتى يتحملن الكثير وعنها تقول «توحة تستطيع أن تجدها فى أى أم تتخذ أبناءها أصدقاء لها وترعاهم وتتعامل مع كل واحد منهم بطريقة خاصة، وتعرف ما إذا كان يسير فى طريق الصواب أو الخطأ لتبعده عن كل ما يضره، الأم التى تتعامل حينا بالعنف وأحيانا أخرى باللطف والضحك، والتى إذا رحلت ينفرط عقد الأبناء، وهذا النموذج افتقدناه كثيرا فى الفترة الأخيرة فى الدراما المصرية».
وعن ردة فعل الجمهور حول المسلسل أكدت أنه يتفاعل مع الأعمال التى تقترب منه، ومن مشاكله ورغم أن المسلسل تناول شريحة معينة لكن العديد من الفئات أقبلت عليه، وهذا أمر جيد أن يعود الناس للشاشة ويلتفون حول التليفزيون لمتابعة عمل درامى معين، فأصبحت الساعة العاشرة مساء هى الموعد الذى يلتف حوله الجميع لمشاهدة الأسطورة، كما أن العديد الشباب يجتمعون على المقاهى لمشاهدته، وهذا يسعد جميع العاملين به والذين قدموه بصدق، والتفاعل مع الأعمال الدرامية لم نشهده منذ فترة طويلة.