انفجار مطار بروكسل يزيد من الأعباء
نطالب بهيكلة الوزارة.. و”المركزي” استحدث إدارة لمتابعة مشاكل المستثمرين
خطة ترويجية في جورجيا وأذربيجان و3 دول بأمريكا اللاتينية
حوار-علاء مدبولي:
أكد إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن حركة السياحة لن تعود لسابق عهدها قبل عام ونصف، إلى عامين، على أن تتعافي بشكل كامل خلال 5 أعوام، خاصة بعد أزمة سقوط الطائرة الروسية في سيناء أكتوبر الماضي .
الأزمات أكبر من الحكومة
وأضاف أن الحادث الإرهابي الذي وقع في مطار بروكسل الأسبوع الماضي، سيلقي تأثيراً سلبياً على حركة السياحة العالمية، وعلى الدول الإسلامية، والشرق الاوسط خصوصاً، في ظل الإعتقاد بأن الإرهابيين من تلك المنطقة .
وتابع أن حادث بروكسل سيكون له تأثير على السياحة، في بلجيكا وفرنسا بشكل كبير، خاصة بعد القيود التى فرضت على حركة التنقل بين البلدين، والتي من المتوقع أن تتبعها الأجهزة الأمنية في باقي دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن تلك الدول لديها مقومات أخرى لجلب السياحة.
وأوضح أن السياحة المصرية تمر بأزمات أكبر من تغيير وزير، أو حتى رئاسة الوزراء، لأن الوضع بالشرق الأوسط غير مستقر، خاصة فى ليبيا والسودان واليمن والسعودية وسوريا، ومؤخراً فى تركيا، وهو ما يركز الأخبار العالمية على المنطقة، وينعكس ذهنياً بصورة سلبية على السائح.
هيكلة الوزارة
استطرد “الزيات” بقولة إنه يجدر بالقطاع، ممثلاً في الوزارة والهيئات التابعة لها، والمستثمرين، العمل على ترتيب البيت من الداخل، وحل المشاكل التي يواجهها حتى يكون جاهزاً لإستقبال السائحين فور عودة الحركة.
ولفت إلى أن وزارة السياحة وهيئة التنشيط، بحاجة لإعادة ترتيب، وإعادة النظر في حجم الموظفين الكبير، ومدى الإستفادة منهم وتدريبهم بالشكل اللازم، لتحقيق الهدف الذى يسعى أى وزير لتحقيقه.
وتابع أن كوادر الوزارة وهيئاتها، قليلة، والاعتماد على كوادر من خارج التدرج الوظيفي مكلف.
ولفت إلى أنه في إطار هيكلة وزارة السياحة وتطويرها، والعمل على خلق كوادرها القيادية، تم مؤخراً إستحداث منصب معاون الوزير لهيكلة وتطوير الوزارة وهيئة التنشيط، وتولى المنصب شخص كان يعمل ضمن منظومة التدريب مع الإتحاد الأوروبي، التي كان يقوم بها اتحاد التجارة والصناعة.
وشدد على أن المطلوب من الوزير الجديد، هو خلق أفكار مبتكرة للترويج السياحي، وجذب السائحين بعيداً عن النظام الإداري .
أزمات القطاع
أضاف الزيات أن القطاع الخاص يعاني من أزمات هيكلية، أولها الوضع المالي المتعثر للفنادق والشركات، بعد تراجع أعداد الوفود، فضلاً عن مشاكل الإحلال والتجديد للفنادق القائمة، ما أدي لتأكل المنشآت، إلى جانب خروج عدد واسع من العمالة .
حول الاجتماعات التي تتم بين مستثمرو القطاع، والمسؤولين، قال إن الحكومة شكلت لجنتين، تضم إحداهما 8 من المستثمرين، وعضوية وزراء السياحة والداخلية والطيران والاثار، على أن يتم دعوة الوزراء المختصين عند الحاجة، بخلاف لجنة أصغر، تضم وزراء السياحة والطيران والداخلية، وممثلين عن البنك المركزي، ومندوب عن رئاسة الوزراء.
ويأمل الزيات فى أن يستكمل وزير السياحة يحيي راشد، ما قام به الوزير السابق الدكتور هشام زعزوع، فيما يتعلق بالاتفاقيات التى تم توقيعها مع الجهات المختلفة، وتخص تأجيل مديوينات القطاع للجهات الحكومية، وعلى رأسها الكهرباء والمياة والغاز.
وأضاف أن الجهة الحكومية الوحيدة التي لم يتم حل مشاكلها هي وزارة التضامن الاجتماعي، وتخص أموال التأمينات، إذ تم الاتفاق في أغسطس 2015 على سداد شهر جديد، وشهر من المديونيات التي قد لا تزيد عن 200 مليون جنيه، من ضمنها شركات سياحة حكومية.
وتابع أنه بعد سقوط الطائرة الروسية، أصبح من الصعب سداد أموال التأمينات، وتم الإتفاق على سداد 10% فقط .
البنك المركزي
وأوضح أن هناك تعاوناً كاملاً من البنك المركزي، لمواجهة أزمة القطاع السياحي، وظهر ذلك في تأجيل سداد أقساط مديونيات للبنوك لمدة 6 أشهر، وتقسيطها على سنتين، ويجري العمل حالياً على دراسة مد تأجيل السداد لمدة سنة، والتقسيط على 3 سنوات دون إحتساب فائدة تراكمية عن التأخير.
وكشف عن إستحداث محافظ المركزي، إدارة جديدة، تعمل على متابعة مشاكل مستثمري القطاع السياحي مع البنوك، ومدى الإلتزام بما يتم الاتفاق عليه، إلا أنها لم تُفعل، خاصة وأنه قراراً صدر بها في 15 مارس الماضي، في ظل أزمة الدولار، وهو ما آجل تفعيلها.
صندوق الاستثمار السياحي
ولفت إلى أنه تم مؤخراً الانتهاء من تأسيس صندوق الاستثمار السياحي، للدخول كشريك متخارج من الشركات التي لديها مديونيات لدى البنوك، وتقوم به شركة أيادي التي يرأسها وزير الاستثمار الأسبق أسامة صالح، ودفعت نحو 50 مليون جنيه، لافتاً إلى أن الصندوق ضخ نحو 1,5 مليون جنيه في شركتين .
وأضاف أن شركة القاهرة المالية القابضة، تتولي إدارة الصندوق، إلا أن الموافقة على إصداره ودعوة المستثمرين للمساهمة به، تأخر بسبب إعتراض الجهات الرقابية على ممثل وزارة السياحة بمجلس الإدارة، مما يستدعي طرح أسم أخر.
وأشار إلى أن فكرة الصندوق يجري العمل عليها منذ أكثر من 3 سنوات، بغرض سداد مديونيات الشركات السياحية للبنوك، مقابل حصة في الشركات، على أن يتخارج منها بعد عودة الحركة مستقبلاً .
خطة الاتحاد
أوضح الزيات أن الاتحاد لديه خطة للترويج في أسواق جديدة، من ضمنها جورجيا وأذربيجان، كما سيرسل بعثة إلى 3 دول بأمريكا اللاتينية، هي البرازيل وشيلي والأرجنتين، بمشاركة زاهي حواس، وزير الأثار الأسبق.
وأشار إلى أن الصورة الذهنية لمصر في تلك الأسواق ليست سلبية، كما هو الحال في أوروبا، لافتاً إلى أن سائح تلك الدول، يهتم بالسياحة الثقافية، ومتوسط إنفاقه يصل إلى 1000 دولار.