الأدوية تعانى
“فرجللو” تنهى احتجاز شحنة بـ 100 ألف دولار
“الصرافة” خلقت ملاذًا للموردين مقابل عمولات
شريف عمر ونيرمين عباس:
لا تزال أزمة الدولار تجثم على صدور الشركات المحلية، فبعد أن كشفت شركة LG الكورية بمصر عن تضررها بسبب نقص الاعتمادات الدولارية فى البنوك، أكدت عدة شركات أخرى بقطاعات متباينة معاناتها من نفس الأزمة، لافتين إلى مواجهتهم عوائق بتوفير نقد أجنبى لسداد قيمة وارداتهم.
كما رصدت «المال» ردود أفعال الشركات بشأن القرار الصادر أمس برفع سقف الإيداع الدولارى من 50 إلى 250 ألف دولار شهريًّا.
وكان أشرف حمدى، رئيس مجلس إدارة شركة «LG» الكورية بمصر قد كشف فى تصريحات لـ«المال» أمس عن احتجاز مستلزمات إنتاج مصنع الشركة بالسوق المحلية والمستوردة من الخارج منذ 25 يومًا فى الميناء، والمقدرة بنحو 23 مليون دولار، وذلك بسبب نقص الاعتمادات الدولارية فى البنوك.
بداية قال على راغب، مدير القطاع المالى بشركة إيبيكو للأدوية، إن الشركات تواجه بالفعل أزمة فى توفير العملة الأجنبية، لافتًا إلى أن الشركة تحصل على حصة من البنوك باعتبارها تنتج سلعة ذات أولوية، لكنها لا تكفى لسد فاتورة وارداتها.
وتابع: نحتاج 60 مليون دولار سنويًّا لاستيراد مدخلات إنتاج، نحصل على 40 مليون دولار منها عبر البنوك، وندبر القيمة المتبقية من حصيلة صادراتنا، مضيفًا أن الشركة تضع أولوية لاحتياجاتها، وترجئ أى التزامات قابلة للتأجيل.
وقال راغب إن مبلغ الـ60 مليون دولار المذكور يخص النشاط الجارى فقط، بينما هناك احتياج لمبالغ إضافية لشراء ماكينات وتحديث خطوط الإنتاج، وقد يستغرق الأمر فترة 6 – 7 أشهر لتوفير سعر المعدات لحين وصولها.
وأبدى تخوفه من تفاقم الأزمة خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن «إيبيكو» لن تتحمل أى خفض للطاقة التشغيلية ولو ليوم واحد، مع استقرار التكاليف الثابتة، الأمر الذى سيلحق بالشركة خسائر ضخمة.
وأشاد مدير القطاع المالى بإيبيكو بالقرار الذى اتخذه البنك المركزى أمس برفع سقف الإيداع لـ 250 ألف دولار شهريًّا بدلًا من 50 ألفًا، وأوضح أنه قد يقلل من حجم الأزمة.
وقال مصدر مسئول بأحد شركات الأدوية إن الشركات كلها متأثرة من نقص الدولار، بما فيها قطاع “الأدوية” المفترض أنه من الأولويات، لافتًا إلى أن صعوبة الحصول على عملة أجنبية يؤثر على نشاط الشركة، والتزامها بتعاقداتها.
وأشار إلى أن قرار المركزى، أمس، برفع سقف الإيداع خمسة أضعاف قد يحل جزءًا من الأزمة، غير أنه أكد فى الوقت نفسه أنه لا يمكن الجزم بذلك إلا عقب التطبيق بفترة.
وقال ولاء عنتر، المدير المالى بشركة السويدى إليكتريك، إن الشركة تواجه بعض المعوقات بسبب نقص العملة الخضراء كباقى الشركات المحلية، لكن تأثرها أقل من كيانات أخرى خاصة الصغيرة، لأنها فى النهاية لها أذرع خارجية وتنفذ مشروعات كبرى مما يسهل عملية تدبير العملة نسبيًا.
وأضاف عنتر أن رفع سقف الإيداع جيدٌ، موضحًا أنه لن يحقق وفرة فى الدولار، لكنه سييسر الإجراءات التى تتبعها الشركات عند الإيداع، فمثلًا بدلًا من لجوء كل شركة لتقسيم أموالها المودعة على عدد كبير من البنوك، أصبح بإمكانها إيداعها فى بنك واحد أو عدد أقل من البنوك.
واعتبر أن المخرج المناسب لأزمة الدولار يتمثل فى تقليل استيراد السلع المستفزة وليس تحرير سعر الصرف.
وقال رياض صبرة، وكيل شركة سيدل العالمية لإنتاج عبوات المواد الغذائية، إن شركته واجهت أزمة احتجاز شحنات مستوردة من الخارج خلال الفترة الماضية، وكان آخرها احتجاز شحنة عبوات تعبئة عصائر تابعة لشركة فرجللو بالإسكندرية، والتى استمرت لمدة أسبوعين، قبل أن تنجح الشركة أمس فى الإفراج عنها.
وأضاف صبرة أن المخيف فى أزمة عبوات فرجللو يكمن فى انخفاض قيمة الشحنة، والتى تبلغ 100 ألف دولار فقط، ورغم ذلك عجزت البنوك عن توفيرها فى التوقيت المناسب، مع العلم بأن فرجللو من أبرز شركات العصائر التى تصدر منتجاتها للقارتين الأفريقية والأوروبية.
ولفت إلى أن الشركة واجهت نفس المشكلة خلال فترة سابقة عند توريد عبوات تخص شركتى كوكاكولا ونستله العالمية، بسبب القرارات الحكومية المنظمة لعملية الاستيراد وعدم توافر العملة الصعبة.
وتعد “سيدل”، من أبرز الكيانات العاملة بمجال حلول تعبئة وتغليف المواد الغذائية السائلة باستخدام عبوات مصنوعة من البولى إثيلين القابلة للتحلل، ويقع مقرها الرئيسى فى سويسرا، ولديها مواقع إنتاجية فى 13 دولة.
وقال محمد على، المدير المالى بشركة المشروعات العالمية السياحية “أمريكانا”، إن شركته اتجهت منذ الربع الأول من العام الماضى لطلب المواد الخام التى تستوردها من الخارج مبكرًا، تفاديًا لأى عراقيل أو قرارات فجائية قد تعرقل من سير العمل بمطاعم الشركة.
وأضاف: طلب الاستيراد المبكر يسهل عمل البنوك فى توفير الدولار، مشيرًا إلى أن الشركة انتهجت السياسة السابقة بعد إعلان المركزى لأول قرارات وضع حد أقصى للإيداعات الدولارية فى البنوك.
وأوضح أن شركته تستورد %20 من المواد الخام المستخدمة فى المطاعم، وتصل القيمة الإجمالية للاستيراد لنحو 100 مليون دولار سنويًا، وتعمل أمريكانا فى مجال الصناعات الغذائية، وتمتلك عددًا من المطاعم الشهيرة مثل سلاسل كنتاكى، وبيتزا هت، وجراند كافيه، وكوستا كافيه، وهارديز.
وقال مصطفى سعد، رئيس مجلس إدارة شركة السعد للاستيراد والتصدير، إن تأخر الإفراج عن الشحنات التى تستوردها الشركات العاملة فى السوق المحلية، بات أمرًا اعتياديًا، فى ظل انخفاض العملات الأجنبية فى البنوك المحلية، بالإضافة لضوابط المركزى المنظمة لإيداع وسحب العملة الصعبة.
وأوضح سعد أن شركته باتت تلجأ فى الآونة الأخيرة للاعتماد على شركات الصرافة كمصدر رئيسى ووحيد لسداد قيمة الشحنات المستوردة، مقابل حصول شركة الصرافة على عمولات تتراوح ما بين %3 و%5 من قيمة الصفقة.
واستطرد: الصرافة نجحت فى الأمر ولا يهمنى كيف حدث ذلك، فالأهم لدى الشركات إيصال الأموال للخارج، واستلام الشحنة، مضيفًا أن آخر شحنة تم استلامها أمس لإحدى الشركات المحلية، والتى استوردت عبوات عصائر ومياه غازية، قادمة من الصين، بقيمة إجمالية تقارب 5 ملايين دولار.