تتضاءل قدرة المحللين الفنيين على توقع تحركات البورصة الأيام المقبلة، فى ظل طغيان المؤثرات العالمية على المشهد، ليبقى مصير السوق المحلية مُعلّقاَ بتحركات أسواق العالم صعوداً أو هبوطاً.
ويهيمن الأداء الهبوطى على بورصات الخليج منذ فترة، بسبب استمرار تراجع أسعار البترول وسقوطه تحت و40 دولارًا للبرميل، فضلاً عن انهيار مؤشرات بورصة شنغهاى هى الأخرى، إثر صدور مؤشرات عن ضعف معدلات النمو بقطاع التصنيع بالصين، وكذلك بورصات أوروبا وأمريكا، مدفوعة بمخاوف تراجع النمو العالمى، علاوة على الأزمة المشتعلة بين السعودية وإيران.
وغضت البورصة الطرف أمس عن انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب الجديد، رغم الأهمية القصوى التى يحظى بها ذلك الاستحقاق السياسى لدى المستثمرين، وفقد المؤشر الرئيسى للبورصة EGX30 أمس نحو %2.03 من قيمته، وأغلق عند 6782.35 نقطة، بينما هبط EGX70 بنحو %0.97 إلى 381.05 نقطة، وكذلك EGX50 الذى فقد هو الآخر %1.46 ليصل إلى 1177.44 نقطة.
وخفف من وطاة الهبوط ضعف قيم التداول على الأسهم، إذ بلغت 338.249 مليون جنيه، وهيمن المصريون على %94.51 من التعاملات، مقابل %2.44 للعرب، و%3.05 للأجانب.
وأنقذ المصريون السوق من هبوط كاد يكون الأعنف، بمشترياتهم البالغة 12.623 مليون جنيه، مقابل مبيعات لكل من العرب والأجانب بنحو 3.8 مليون، و8.79 مليون جنيه على التوالى، وسجل المصريون بشكل عام مشتريات موزعة بين 5.45 مليون جنيه للأفراد، و7.17 مليون جنيه للمؤسسات.
وفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة نحو 6.327 مليار جنيه من قيمته، ليغلق عند 422.660 مليار، مقارنة بـ428.987 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضى.
وقال محللون فنيون إن أداء البورصة مرهون بما ستسفر عنه التداولات بأسواق العالم فجر اليوم، مرجحين فى الوقت نفسه أن يختبر المؤشر مستوى 6600-6700 نقطة اليوم الإثنين.
من جهته، قال أحمد خالد، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة عربية أون لاين، إن الأسهم القيادية بالبورصة تأثرت كلها بما حدث فى الأسواق العالمية، مثل الصين وأمريكا والخليج، من انهيارات خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضى، لافتاً إلى أن التحركات اقتصرت أمس على أسهم المضاربات والأفراد.
وأوضح أنه فى أوقات الهبوط العنيف بالخارج يلجأ المستثمرون العرب والأجانب للبيع بقوة لتحسين مراكزهم بأسواقهم الرئيسية، ومن ثم نرى حركة قوية على أسهم قيادية مثل «التجارى الدولى» الذى يتحكم فى نحو ثلث المؤشر.
وتابع بأن حركة مؤشرات البورصة اليوم مرتبطة بما تشهده أسواق العالم، غير أنه رجح أن يواجه EGX30 دعمًا رئيسيًا عند 6600 نقطة، إذا لم ينجح فى الصمود فوق 6800 نقطة، أما إذا تمكن من البقاء فوقها فسيكون مستهدفه التالى 6950-7000 نقطة، لافتاً إلى أن كسر 6600 نقطة لأسفل سيكون علامة مثيرة للقلق على الأجل القصير.
وأشار خالد إلى أن أداء التجارى الدولى سيكون محركًا رئيسيًا للمؤشر، فإذا تمكّن السهم من تخطى 37.5 جنيه سيدفع المؤشر فوق 6600، وإذا هبط فسيكون مستهدفه 35.5 جنيه، ما سيقود لكسر ذلك الدعم لأسفل.
وأضاف أن EGX30 لا يزال فى اتجاه عرضى مائل للهبوط بالأجل المتوسط، ولم يتحول لصاعد بعد.
واعتبر أن أى انخفاض هو فرصة للشراء، وأى ارتدادة لأعلى يمكن استغلالها للبيع، ناصحاً بعدم تكوين مراكز طويلة الأجل إلا بعد صعود السوق.
وأكد خالد أن انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب أمس لم يكن له تأثير على السوق، فى ظل هيمنة المتغيرات العالمية على البورصات.
وقال إيهاب السعيد، عضو مجلس الإدارة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول للسمسرة، إن هبوط السوق كان متوقعاً بعد الانهيارات الدامية التى ألمت بأسواق أوروبا وأمريكا والصين والخليج بنهاية الأسبوع الماضى، علاوة على الصراع الإيرانى – السعودى، مستكملاً بأن التراجع الذى شهدته مؤشرات البورصة المصرية ليس كبيراً مقارنة بما حدث بالخارج.
وأوضح أن أداء البورصة اليوم وبالجلسات المقبلة مرهون بتحركات نظرائها بدول العالم، ولا يمكن تأكيد كسر دعم 6800 نقطة إلا عقب انتهاء جلسة اليوم الإثنين، مرجحاً فى الوقت نفسه أن يكون مستوى 6700 نقطة هو المستهدف الأول لـEGX30.
وتوقع السعيد أن يتجه EGX70 صوب 376 نقطة، وهى نقطة دعم رئيسية، مشيراً إلى أن المؤشر تماسك أمس ولم يفقد سوى 3 نقاط ليغلق عند 381.05 نقطة ورأى أن اتجاه البورصة لا يزال صاعداً بالأجل القصير.