خالد بدر الدين
يتوقع المحللون فى بنك جولدمان ساكس الأمريكى، ارتفاع حجم الديون بما فيها مدفوعات الفوائد إلى أكثر من 486 مليار دولار لدول مجموعة BRIC «بريك» الأربعة (البرازيل وروسيا والهند والصين)، التى تحتاج إلى إعادة تمويل تلك الديون خلال العام الجارى.
وذكرت وكالة بلومبرج، أن الصين تواجه أكبر زيادة فى إعادة تمويل ديونها، إذ من المتوقع أن تقفز بحوالى %41، لتتجاوز 254 مليار دولار، تستحق السداد هذا العام، لتزداد مشاكل حكومة بكين التى تراجع إنتاج مصانعها فى ديسمبر الماضى للشهر العاشر على التوالى، وتباطأ نموها الاقتصادى إلى أدنى مستوى منذ سنوات عديدة.
بعد مرور 14 عاماً على ابتكار جيم أونيل، الخبير الاقتصادى السابق فى بنك جولدمان ساكس، مصطلح «بريك»، الذى كان يضم أكبر اقتصادات دول ناشئة فى ذلك الوقت، وساد الاعتقاد وقتها بأنها ستحل محل الاقتصادات المتقدمة، فإن تلك الدول تواجه الآن مشاكل اقتصادية ومالية ضخمة، لدرجة أن الصين التى كانت قاطرة الاقتصاد العالمى طوال السنوات الماضية، تشهد الآن أقل معدل نمو منذ عام 1990، مما قد ينذر بقرب اختفاء «بريك».
تواجه روسيا أيضا متاعب مالية بسبب العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبى عليها منذ مارس 2014، بسبب غزوها أوكرانيا، وكذلك بسبب إنهيار أسعار البترول، والغاز الطبيعى، اللذان يشكلان معظم إيراداتها الحكومية من التصدير، ما جعلها تقع فى هاوية الركود.
البرازيل صاحبة أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية، تعانى من ديون مستحقة هذا العام بحوالى 129 مليار دولار، ومن انكماش اقتصادها بسبب أزمتها السياسية بحوالى %3 خلال العام الجارى، مع محاولات صناع القرار بها للسيطرة على أسرع تضخم تشهده البلاد، منذ أكثر من 12 عاماً .
وهوى مؤشر مجموعة بريك للأسواق الناشئة MSCI’s BRIC بحوالى %8.2 هذا العام، وبأكثر من %26 خلال الخمس سنوات الماضية، مقارنة مع مؤشر 500 S&P الأمريكى، الذى قفز بأكثر من %92 منذ عام 2011 إلى نهاية 2015.
وكان بنك جولدمان ساكس، قد أدمج صندوق استثمار بريك فى صندوق استثمار الأسواق الناشئة فى 17 سبتمبر الماضى، بعد استمرار هبوط استثمارات دول بريك طوال العام الماضى، فى محاولة لوقف نزيف خسائر الشركات فى دول بريك، ولاسيما الصينية والروسية، إذ انخفض مؤشر شنغهاى الصينى فى أول تعاملات بداية العام الجديد بحوالى %7، وتم إغلاق البورصة قبل ميعادها، وتراجع مؤشر بومباى الهندى، بأكثر من %2 أمس، ليواصل خسائره منذ العام الماضى، والتى تجاوزت %8.