هل تتأثر العلاقات المصرية الروسية بحادث الطائرة المنكوبة؟

محطات مهمة فى طريق العلاقات المصرية الروسية

هل تتأثر العلاقات المصرية الروسية بحادث الطائرة المنكوبة؟
جريدة المال

المال - خاص

6:08 م, الأربعاء, 27 فبراير 19


مدحت إسماعيل
 
شهدت العلاقات المصرية الروسية زيادة فى التعاون على مستوى المجالات الاقتصادية
والسياسية، بدءا من فترة تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب وزير الدفاع ونائب
رئيس الوزارء، وذلك عقب الإطاحة بحكم الإخوان، إلى أن تولى منصب رئيس الجمهورية.
وقام عبد الفتاح السيسى فى فبراير 2014، عندما كان وزيراً للدفاع، بزيارة لموسكو
استغرقت يومين، ناقش خلالها عدد من القضايا، وأعلن المتحدث الرسمي وقتها ـ العقيد أحمد
على ـ  أن الزيارة تأتى رداً على “الزيارة التاريخية” لوزيري
الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف للقاهرة في منتصف نوفمبر
2013.
 
وقام السيسى عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية التي تمت فى العام الماضى، بزيارة إلى
روسيا  فى الفترة من 25ـ 27، أغسطس 2014، وتم خلال الزيارة وفقاً لما أعلنته
مؤسسة الرئاسة، بحث دعم التعاون بين الجانبين، ومناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية،
بالإضافة الى جذب استثمارات روسية، خاصة بعد إطلاق عدد من المشروعات القومية
منها شق قناة السويس، مشروع استصلاح وزراعة مليون فدان.
واستقبلت مصر الدب الروسي  فلاديمير بوتين بالقاهرة لمدة يومين 9ـ10 فبراير
الماضى،  وشملت أجندة المباحثات  مناقشة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط
خاصة فى العراق وسوريا وليبيا والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مناقشة بعض
الملفات الاقتصادية المصرية، منها المشاركة فى إقامة محطة الضبعة النووية.


المجال الاقتصادي:

شهدت الفترة الماضية التي أعقبت الإطاحة بحكم الإخوان تفعيل اللقاءات والزيارات
المصرية الروسية.
ـ قام منير فخري الذى كان يتولى منصب وزير التجارة والصناعة، فى سبتمبر 2014،
بزيارة إلى موسكو، لمناقشة أهم القضايا الاقتصادية ومنها استثناء المنتجات المصرية
من رسوم الصادرات، غير أن الجهات الروسية رفضت.
ـ وتم عمل مباحثات بين سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره الروسي سيرجى لافروف على
هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك فى نفس الشهر.
ـ والتقى وزير الاستثمار أشرف سالمان، بنائب رئيس الوزراء الروسي آركادى
دفوكوفيتش، منتصف ديسمبر الماضى، وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي آركادى دفوكوفيتش،
إن حكومة بلاده مستعدة لإرسال وفد يضم شركات التكنولوجيا النووية إلى مصر، فى حال
طلب الجانب المصري رسميًا، مشاركة روسيا فى إقامة محطة الضبعة.
ـ وشارك وفد من الشركات الروسية فى المؤتمر الاقتصادى الذى نظمته مصر فى مارس
الماضى، وناقش وزير الري والموارد المائية الدكتور حسام مغازي مع عدد من الشركات
الكبرى العاملة فى حفر الآبار للاستفادة منها فى حفر آبار مشروع المليون فدان.
ـ واستعانت مصر ممثلة شركة الحديد والصلب، بالجانب الروسي فى تطوير وإعادة هيكلة
الشركة التي تم إنشأئها فى ستينات القرن الماضي بتكنولوجيا روسية.
ـ وتجرى مفاوضات بين الجانبين المصري والروسى، لتصنيع  سيارات النقل الثقيل
وكذلك سيارات الركوب الروسية فى مصر، عبر توكيل لصالح شركة النصر للسيارات، فضلا
عن المشاركة فى بعض صناعات البتروكيماويات، التي تعمل على إنتاجها الشركة القابضة
للصناعات المعدنية.
وكان رئيس الوزراء  السابق إبراهيم محلب،  عقد اجتماعا مطلع فبراير
الماضي  مع “وحدة روسيا”، بحضور وزراء “التجارة والصناعة
والبترول، والسياحة، والصحة، والانتاج الحربي، والكهرباء، والتموين، والنقل،
والتعاون الدولي”، لبحث موقف المشروعات المقترحة للتعاون مع روسيا.
يشار إلى أن زيارة الرئيس الروسي التي عقدت فى القاهرة خلال فبراير الماضي ، تعبر
الزيارة الأولى للجانب الروسي لمصر منذ 10 سنوات، والتي كانت أخر زياراته للقاهرة
فى إبريل 2005.

 قطاع الصناعة:

ومن المتوقع أن يتم توقيع بروتوكول تعاون بين الجانب المصري ممثلا فى هيئة التنمية
الصناعية التابعة لوزارة التجارة الخارجية، والجانب الروسى، لإنشاء كمنطقة صناعية
روسية  فى منطقة السويس على مساحة 3 مليون متر مربع، وفقا لتصريحات اللواء
اسماعيل جابر رئيس هيئة التنمية الصناعية لـ”المال”.
 
وقع الدكتور مجدي عبد العزيز رئيس مصلحة الجمارك واندريه بلينوف رئيس هيئة الجمارك
الفيدرالية بروسيا الاتحادية، الخميس الماضى،  اتفاقية التعاون والمساعدة
الادارية المتبادلة في الشئون الجمركية ومكافحة المخالفات الجمركية وكذلك بروتوكول
التعاون في مجال تقدير قيمة السلع المتبادلة بين البلدين وعمليات المراجعة
اللاحقة.
 جاء ذلك في ختام اعمال الاجتماع الثاني للجنة الجمركية المصرية الروسية
والذي عقد بموسكو خلال الفترة من 21-24 اكتوبر 2015 لمناقشة تعزيز التعاون بين
سلطات الجمارك بالبلدين، بما يتواكب مع ما تشهده علاقات البلدين من تطور ملحوظ في
الفترة الاخيرة.
ومن ملامح الاتفاقية وفقاً لتصريحات “عبد العزيز”، ان يقدم الطرفين
لبعضهما البعض المساعدة الادارية من خلال إدارتى الجمارك لديهما وذلك لضمان سلامه
تطبيق قانون الجمارك ،المساعدة في التقييم الدقيق وتحصيل الرسوم الجمركية والتحري
ومنع المخالفات الجمركية ومكافحتها ولا تؤثر احكام الاتفاقية على حقوق والتزامات
الطرفين ازاء الاتفاقات الدولية الاخرى التي تكون دولتيهما اطرافا بها ، بما في
ذلك الاتفاقات الخاصة بالمساعدة في القضايا الجنائية. واذا لم يكن لدى الادارة
الجمركية المعلومات المطلوبة ينبغي ان تسعى للحصول على هذه المعلومات وفقا لتشريع
القانوني الساري بدولتها.


ملف محطة الضبعة النووية:

يشارك الجانب الروسي مصر فى إنشاء محطة الضبعة النووياية المقرر خلال الفترة
المقبلة، وكانت مصادر أكدت لـ”المال”، أن الجانب الروسى قدم عرضاً
مالياً  ميسراً لتمويل مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية، على أن يتم السداد
على مدار 33 عاماً، مع فترة سماح 11 عاماً.
ونصت كراسة شروط المشروع على أن يكون 85% من قيمة المشروع على المنفذ الأجنبى،و
15% على الجانب المصري.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسى،  نهاية أغسطس الماضي إجتماع مشترك مع ممثلو
شركة روزاتوم الروسية المنفذة لمشروع الضبعة  بحضور وزير الكهرباء د.محمد
شاكر،  ناقش خلاله الاتفاق النهائي على البنود المالية والبرنامج الزمنى
لتنفيذ المشروع.
 
 
التعاون
 العسكري:

تسلمت مصر  نهاية نوفمبر الماضي ،  منظومة صواريخ “إس – 300 بي
إم”، الروسية المضادة للصواريخ الباليستية، والمعروفة أيضا باسم أنتاي –
2500.
ويشار إلى أن القاهرة وموسكو كانت قد أبرمتا اتفاقا لتصدير أسلحة روسية لمصر بنحو
3 مليارات دولار، تشمل إلى جانب منظومة صواريخ “إس-300″، مقاتلات
“ميج29″، و”سوخوي30″، وأنظمة دفاع جوي وصواريخ أخرى.
وقعت روسيا ومصر مطلع مارس الماضي  بروتوكولا للتعاون العسكري واتفاقا 
الجانبان  على تشكيل لجنة روسية مصرية مشتركة خاصة بالتعاون العسكري التقني.
وعقدت أن اللجنة المشتركة للتعاون العسكري ،أول اجتماع لها  برئاسة وزير
الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره المصري صدقي صبحي سيد أحمد، فى يوم 4 مارس
الماضي.
 
وكان وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والمصري صدقي صبحي خلال مباحثات  التي
عقدها فى نفس الشهر على إجراء مناورات عسكرية بحرية في البحر الأبيض المتوسط.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية وقتها  أن الوزيرين اتفقا على مواصلة
مشاركة الجنود المصريين كالمراقبين في التدريبات التي تنظمها روسيا على أراضيها،
بالإضافة إلى إجراء تدريب القوات البحرية في البحر الأبيض المتوسط وتدريبات خاصة
بمكافحة الإرهاب لقوات الرد السريع.
 
التعاون فى مكافحة الارهاب:

واتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين خلال القمة
المصرية الروسية التي عقدت فى فبراير الماضي  على التعاون المشترك 
لمكافحة الإرهاب،
 
وبخصوص الأزمة الليبية، قال السيسي وقت انعقاد القمة،  إنه اتفق مع الرئيس
بوتين على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها.
 كما أكد أن مصر تتعاون مع روسيا لمساعدة الأطراف في سوريا على الحوار، كما
أكد دعم مصر لتسوية عاجلة للأزمة في اليمن.

 

جريدة المال

المال - خاص

6:08 م, الأربعاء, 27 فبراير 19