علي راشد
“وكأن شيئا
لم يحدث” كان هذا ملخص يوم استقالة الحكومة داخل وزارة الثقافة المصرية بكل
قطاعاتها، فالجميع يعمل متناسيا تقديم الحكومة استقالتها، ولكن هذا لا يمنع الترقب
والقلق من جانب بعض القيادات التي حملت مراكز قيادية داخل الوزارة مؤخرا خوفا من
الإطاحة بهم بعد حلول الوزير الجديد.
فوزير ثقافة محلب،
الدكتور عبد الواحد النبوي مارس يومه داخل الوزارة اليوم بشكل طبيعي ليبدأ يومه
باستقبال بعثة حجاج وزارة الثقافة المصرية المتجهين إلى الأراضي المقدسة وهم 33
موظفا من قطاعات الثقافة المختلفة، ثم وجهت إدارة الإعلام بالوزارة بيانات حول عمل
الوزارة الأخير وتكيلف المخرج خالد جلال بمتابعة تفاصيل مهرجان المسرح التجريبي
والمعاصر، وختم النبوي يومه باجتماع مغلق مطول مع مدير مكتبه.
أما القطاعات
الأخرى فمنها من يعمل في صمت ويبتعد عن التصريحات كالدكتور حلمي النمنم القائم
بأعمال الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي رفض الحديث لـ”المال” حول
ما يجري داخل الهيئة في يوم استقالة الحكومة مشيرا إلى انشغاله بالعديد من
الاجتماعات.
ويعتبر النمنم من
أكثر الناس ترقبا لوزير الثقافة الجديد لأنه تم ندبه لهيئة الكتاب بعد الإطاحة
بالدكتور أحمد مجاهد مؤخرا وهو ما أغضب المثقفين كثيرا خاصة أن مجاهد كان قد أدى
دورا مهما في معارض الكتاب بالمحافظات بالإضافة إلى دوره في نشر العديد من إصدارات
الهيئة وكذلك افتتاح المركز الدولي للكتاب مؤخرا والذي صمم بمعايير عالمية، وكان
مجاهد رئيسا للهيئة العامة للكتاب ولم يطح به سوى وزير الإخوان وعبد الواحد النبوي.
كما مر اليوم بشكل
طبيعي على المهرجان القومي للمسرح في دورته الثامنة دون تأثير واستمرت العروض
المسرحية كما هي وكذلك العمل بالأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة، أما الهيئة العامة
لقصور الثقافة فاستمرت في عملها هي الأخرى وقال محمد ناصف رئيس الهيئة
لـ”المال” إن العمل مستمر وقد افتتح صباح اليوم ملتقى الموهوبين الثاني
بمحافظة القليوبية وهو عبارة عن مجموعة من الورش الفنية لثلاثين طفلا تحت عنوان
“أحفاد محمد علي” وكان الملتقى الأول في العام الماضي بأسوان تحت عنوان
“أحفاد العقاد”، ولفت ناصف إلى أنه تفقد اليوم قصر ثقافة شبين الكوم
ليرى ما يجري من تطويرات بالقصر المرتقب افتتاحه في ديسمبر المقبل.
كل هذا يجري وسط
ترقب للوزير المقبل مع لائحة من المرشحين للوزارة ومن أبرزهم الدكتور أحمد مجاهد،
والدكتورة إيناس عبد الدايم، والدكتور أنور مغيث، والدكتور محمد عفيفي، إلا أنه لا
أحد يعلم حتى الآن من هو وزير الثقافة المرتقب، خاصة وأن تلك الوزارة بطبيعتها لا
يثبت لها وزير ودائما محل نزاعات وانقسامات حول الشخصية التي تتولى تلك الحقيبة
الشائكة.