فشل تسويق المنتج السياحى للثغر بالإسكندرية

فشل تسويق المنتج السياحى للثغر بالإسكندرية

فشل تسويق المنتج السياحى للثغر بالإسكندرية
جريدة المال

المال - خاص

2:04 م, الأثنين, 22 يونيو 15

 فى ظل تواضع أعداد السائحين الأجانب

■ تكدس وازدحام بشوارع المحافظة.. ومقترحات بإنشاء خطوط «شارتر» بين برج العرب وأوروبا

معتز محمود

برغم ما تمتلكة مدينة الإسكندرية من مقومات سياحية وتاريخية ومعمارية فريدة إلا أن كل تلك المقومات لم تنعكس إيجابيا على حركة السياحة الأجنبية الوافدة إلى المدينة والتى تسجل أرقاما متواضعة مقارنه بالمدن السياحية الأخرى كشرم الشيخ والغردقة.

وأكد عدد من خبراء السياحة بالمحافظة أن هناك أسباب متعددة تحول دون زيادة معدلات السياحة والأفواج الأجنبية الوافدة إليها، لافتين إلى أنها مدينة قديمة يعيش بها عدد كبير من السكان و تعانى شوارعها من أزمات مرورية.

وأضافوا أن طبيعة كل محافظة والخدمات المتاحة هى التى تحدد مدى جاذبيتها للسائح، لافتين إلى أن النهوض بالسياحة الأجنية الوافدة للمدينة الساحلية لن يكون إلا بحل مشكلة المرور والتى تجعل التنقل من مكان لآخر يستغرق مدة زمنية طويله ما يحد من قدرتها على جذب أعداد كبيرة من السائحين.

وأكد محمد آدم مدير فرع شركة الجابرى للسياحة بالإسكندرية على عدم وجود أقبال كبير من السياحة الأجنبية على زيارة المدينة يعود الى أن السائح الأجنبى عادة ما يفضل الذهاب إلى مدينة القاهرة ومنها يتوجه الى المدينة الأخرى التى يقصدها.

وأضاف أن أغلب السائحين الراغبين فى زيارة المدن الساحلية يفضلون اللجوء الى البحر الأحمر والغردقة لممارسة الأنشطة البحرية.

وأشار آدم الى أن هذه المدن تتميز عن الإسكندرية ببعض المزايا التى جعلت منها المقصد الأول للسياحة الأجنبية بمصر، وأبرز تلك المزايا أنها مدن صغيرة يمكن السيطرة عليها أمنيا بشكل جيد، فضلا عن كونها تتميز بسطوع الشمس خلال كافة فصول العام.

ولفت مدير فرع شركة الجابرى للسياحة بالإسكندرية إلى أن أكبر المعوقات التى تتميز بها المحافظة وتحد من قدرتها على جذب أعداد كبيرة من السائحين هى أنها مدينة قديمة تتميز بعدد سكان كبير، بالاضافة الى أزمة المرور التى تعانى منها شوارعها والتكدس والأزدحام بها.

وأشار آدم إلى أن مدينة أسطنبول تتشابه فى الكثير من الصفات مع الإسكندرية وخاصة فى الشوارع وعدد سكانها الذى يزيد عن سكان المحافظة وبرغم ذلك فان التنقل بين أحياء أسطنبول أكثر سهولة نتيجة السيولة المرورية.

وأوضح أن معظم الجنسيات التى ترغب فى زيارة المدينة تكون من السائحيين من دول اليونان وأيطاليا، مقترحا أن يتم أنشاء خطوط سياحية ثابته بين ميناء الأسكندرية والموانئ بجنوب أوربا كايطاليا كما كانت تعمل سابقا وتوقفت عقب أندلاع ثورة يناير نتيجة الأوضاع الأمنية.

ولفت مدير فرع شركة الجابرى للسياحة بالإسكندرية الى أن عودة تلك الخطوط ستساهم فى زيادة الحركة السياحية، مشيرا الى أن الخط الذى كان يعمل قبل الثورة كان يعمل على موانئ ثلاث دول هى سوريا والإسكندرية وفينسيا بإيطاليا.

وطالب بزيادة الجهود التى تبذلها وزارة السياحة فى الخارج للترويج والتسويق للسياحة المصرية خاصة فى دول أوربا والصين.

وأوضح أن الصين تعد أكبر بلد مصدر للسياحة فى العالم فى الوقت الراهن، و تعد فيه مصر أقل دوله استفادة من هذة السياحة، مشددا على أن الأزدحام وغياب تطبيق القانون عوامل تؤثر بنسبة 90% على حركة السياحة القادمة لمصر.

وفى سياق متصل ذكر آخر إصدار للتقرير السنوى للموانئ المصرية والذى يصدره بنك معلومات النقل البحرى عن تسجيل ميناء الإسكندرية خلال الفترة 2012- 2013 إستقبال سائحين أجانب عبر مينائها البحرى 84287 سائح، وذلك من إجمالى 2 مليون سائح قدمو إلى الموانئ المصرية، كما كانت تصل عدد السفن التى تدخل ميناء الإسكندرية معدل سفينتين أسبوعيا، بينما وصلت عدد السفن السياحية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إلى صفر.

بدوره أكد نادر مرقص الخبير السياحى أن أعداد السياحة الأجنبية الوافدة إلى الإسكندرية من أقل النسب مقارنة بالأعداد التى تزور باقى المحافظات المصرية.
وأضاف أن تلك النسب لا يمكن أن تكون مقبولة فى ظل ما تمتلكة المدينة من مقومات سياحية ومزارات متعددة أبرزها مكتبة الإسكندرية ومتحف المجوهرات والمسرح الرومانى والمتحف اليونانى وغيرها.

وشدد مرقص على أن هذا التراجع يعد مسؤلية مشتركة لعدة جهات نتيجة غياب جهود التسويق والترويج، لافتا إلى أن أهم تلك الجهات تشمل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ومحافظة الإسكندرية وهيئة الميناء والمطارات.

ولم يخلى «مرقص» مسئولية شركات ووكلاء السياحة بالمحافظة من مسئولية تراجعها سياحيا، خاصة فيما يتعلق بتسويق المنتج السياحي، على غرار ما هو متبع فى الساحل الشمالى.

وأوضح أن الفنادق وشركات السياحة من القطاع الخاص فى الساحل الشمالى نجحت فى وضع منتجهم السياحة على خارطة السياحة الأجنبية، لافتا إلى أن رجال الأعمال فى تلك المنطقة تحملوا إنشاء مطار العلمين السياحى على نفقتهم الخاصة.

وأشار إلى أن رحلات الطيران العارض “الشارتر” والتى تأتى من أوربا إلى مطارات مطروح والعلمين تساهم وبشكل كبير فى أنعاش حركة السياحة فى تلك المنطقة.
يشار إلى أن مطار مطروح الدولى أستقبل الثلاثاء الماضى أولى طائرات الشارتر قادمة من إيطاليا لتكون أول الرحلات القادمة من أوربا هذا العام. 

ويأتى أستقبال مطار مطروح الدولى للرحلة بعد الانتهاء من اعمال التطوير التى استمرت أكثر عدة أشهر وشهدت رفع كفاءة الممر وأصبح جاهزا لاستقبال الرحلات الجوية المنتظمة والرحلات الشارتر لنقل السياح من بداية شهر مايو الحالى.

وأكد مرقص على ضرورة أن يكون هناك تقييم دائم لمعوقات السياحة، والعمل على وضع تسهيلات لتشجيع السفن السياحية على زيارة ميناء الإسكندرية مع مراجعة تعريفة الميناء للسفن السياحية تخفيضها إذا كانت مرتفعه.

وشدد الخبير السياحى على أن حركة السياحة تشهد تراجع فى السنوات الماضية ومن الضرورى تسهيل عودتها لما سيكون لها من أثار إيجابية على الأقتصاد المصرى من دعم البزارات والقطاعات السياحية الأخرى.

جريدة المال

المال - خاص

2:04 م, الأثنين, 22 يونيو 15