المؤتمرات والزيارات حلقة الوصل بين القطاع الخاص والحكومات
تامر عبد النعيم: تأسيس مكاتب تسويقية وكيانات محلية بأفريقيا.. أفضل وسائل الدعم
محمد عمر: إنهاء دراسات ميكنة بورصة السودان فى يوليو
وليد فؤاد: 400 مليون دولار حجم أعمالنا سنوياً فى القارة
حسين الجريتلى: نستهدف دعم الشركات فى 6 دول أفريقية بالتعاون مع «IDC»
عصام الكلزة: ارتفاع قيمة الضرائب واختفاء أطر الحماية القانونية.. أهم التحديات
مقبل فياض: بوابة إلكترونية لعرض أبرز حلول وتطبيقات الشركات المصرية
سارة عبد الحميد – محمود جمال:
تتجه أنظار مسئولى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال المرحلة الحالية نحو الأسواق الأفريقية «الحصان الرابح» ، نظرا لما تمثله من فرص استثمارية واعدة فى مجالات متعددة.
وتهتم شركات الاتصالات بتلك الأسواق وتعتبرها مجالًا خصبًا لضخ الاستثمارات منذ أكثر من عامين، وكانت كينيا وأوغندا ونيجيريا أولى تلك المحطات، إلا أن الشركات المحلية المتواجدة حاليًا بأسواق القارة السمراء ضئيل جدًا بالمقارنة بالفرص المتاحة.
وقام العديد من الهيئات الحكومية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بفتح الباب أمام الشركات من خلال بعض الدراسات حول تلك الأسواق وتوجيهها نحوها، عبر تعريفها بأهم المجالات التى يجب التركيز عليها فى محاولة فتح أسواق جديدة، والتغلب على انخفاض الطلب المحلى على منتجات الشركات المحلية.
وأكد عدد من مسئولى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الوقت الحالى مناسب جدا لبدء ضخ استثمارات كبيرة، موضحين وجود مجموعة من الفرص الاستثمارية الكبيرة بالأسواق الأفريقية، من بينها خدمات البنية التحتية والكول سنتر والبرامج التدريبية والتطبيقات التكنولوجية.
وأشاروا إلى أهمية الجهود التى بذلتها هيئة تنمية صناعة المعلومات “ايتيدا” فى هذا الصدد لتحفيز الشركات للتوسع فى الأسواق الأفريقية، لافتين إلى وجود بعض المعوقات التى تقف حائلا أمامهم، وتجعلهم حذرين من التوجه لتلك الأسواق، على عكس نظيراتها الخليجية التى تستثمر بها الشركات دون أى مشكلات وتزيد من حجم أعمالها بشكل سنوى داخلها.
وأوضحوا أن أبرز التحديات تتمثل فى ارتفاع قيمة الضرائب، بما يؤدى الى انخفاض ربحية بعض الاستثمارات بالمقارنة إلى تكلفتها، علاوة على زيادة نسبة الفساد وعدم توافر أطر قانونية لحماية الشركات، بالإضافة إلى عدم توافر خطوط الطيران.
وطالبوا بضروة قيام الحكومة وهيئاتها المختلفة بتوفير الدعم اللازم للشركات من خلال فتح مكاتب تسويقية والتواصل مع شركاء محليين بأسواق أفريقيا دون الاقتصار على زيارة تلك الدول فقط.
كان المهندس حسين الجريتلى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» قد أكد فى حوار لـ«المال» أهمية الأسواق الأفريقية لتسويق منتجات الشركات التكنولوجية، لافتًا إلى توقيع «إيتيدا» اتفاقية تعاون مع مؤسسة الأبحاث التسويقية «IDC» أواخر العام الماضى لمساعدة شركات تكنولوجيا المعلومات فى فتح آفاق استثمارية جديدة داخل أسواق أوغندا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا ونيجيريا.
ونوه عن مجموعة من المجالات التى يمكن الاستثمار بها بالأسواق الأفريقية، وتشمل تطوير البرامج والحلول التكنولوجية فى قطاعى الصحة والتعليم، مشيرًا إلى القيام بتوجيه الشركات إلى السوق السعودية خلال العام المقبل.
ونظمت «إيتيدا» مؤخرا ملتقى للاحتفال بتوقيع 30 اتفاقية وإقرار شراكة، بين 15 شركة مصرية و17 من 6 دول أفريقية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك ضمن المرحلة الثانية من برنامج «Africa Together»، ومن المتوقع أن تنتج عائدات للشركات المصرية تقدر بحوالى 48 مليون جنيه فى العديد من المجالات، أبرزها الاتصالات والبنوك والخدمات المالية وتطبيقات المحمول.
قال عصام الكلزة، العضو المنتدب لشركة أفق المتحدة لخدمات تكنولوجيا المعلومات، إن هناك مجموعة من الفرص الاستثمارية بأفريقيا خلال المرحلة الراهنة خاصة فى مجالات التدريب والبنية التحتية وتطبيقات المحمول، مؤكدا أن الوقت الحالى مناسب لبدء التوسع داخل الأسواق الأفريقية من قبل الشركات المحلية.
وأشار إلى أنه رغم حجم الفرص المتاحة والمناسبة، لكن هناك معوقات تقف أمام الشركات المحلية فى توسعاتها الأفريقية، من بينها انخفاض ربحية الاستثمارات بهذه الدول مقارنة بالتكلفة، على عكس أسواق الخليج، علاوة على ارتفاع معدلات الفساد، الأمر الذى يتطلب ضرورة وجود كيان محلى ممثل لكل شركة داخل كل سوق للوقوف على طبيعتها.
وتابع: تتطلب تلك المخاطر توفير إطار قانونى لحماية أعمال الشركات، منوها بأن ارتفاع قيمة الضرائب، خاصة مع تطبيق «ضريبة الخصم»، يؤدى إلى ازدواجية الضرائب التى تدفعها كل شركة، لافتا إلى أن شركته تتواجد بالسوق الكينية، وتصل ضريبة الخصم عليها إلى %20، وهى النسبة نفسها التى تدفعها داخل مصر.
وأضاف أن عدم توافر خطوط الطيران فى جميع الأوقات من القاهرة إلى الأسواق الأفريقية أو العكس يشكل تحديًا أمام الشركات فى توسعاتها الأفريقية.
وأشار الكلزة إلى أن شركته لها فروع فى السوق الكينية منذ أكثر من عام، وتنتظر نتائج أعمالها هناك حتى تحدد إمكانية التوجه إلى بعض الأسواق الأفريقية الأخرى خلال الفترة المقبلة.
أكد مقبل فياض، رئيس مجلس إدارة شركة «بروسيلاب» لتكنولوجيا المعلومات، أن الوقت مناسب حاليا للتوجه نحو القارة السمراء، والتى تزخر بالعديد من المجالات المشجعة على الاستثمار.
وأشار إلى وجود مجموعة من الدول التى سبقت مصر فى التوسع بتلك الأسواق، على رأسها الهند والصين وإسرائيل، بما يتطلب بذل مزيد من الجهود لخلق حلقات وصل بين الشركات المصرية والأسواق المختلفة من خلال تنظيم المؤتمرات أو إجراء مجموعة من الزيارات للتعرف عليها على غرار ما قامت به هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» مؤخرا، والتى أسفرت عن توقيع 25 عقدًا لتنفيذ مجموعة من المشروعات.
وطالب بضرورة تأسيس كيان للتحدث باسم مصر بتلك الأسواق، والعمل على إنشاء بوابة إلكترونية تركز على عرض الحلول والتطبيقات التكنولوجية التى يمكن تنفيذها بأفريقيا، موضحًا أن مجالات الكول سنتر وتصنيع الحاسب اللوحى «التابلت» وتطوير الشبكات أبرز مجالات الاستثمار خلال المرحلة الحالية.
وألمح إلى أهمية قيام الهيئات الحكومية مثل «إيتيدا» ومنظمات المجتمع المدنى مثل جمعية «اتصال»، بتقديم مزيد من الدعم للشركات فى توجهاتها الأفريقية، لافتًا إلى أن «غينيا ونيجيريا» أبرز الأسواق المرشحة خلال المرحلة الحالية.
وقال تامر عبد النعيم، المدير التنفيذى لشركة الخليج للحلول التقنية، إن الفرصة الحقيقية بأفريقيا الآن تتمثل فى أسواق الكوميسا عبر اتفاقيات الترابط التجارى، نظرًا لتحدثها اللغة الإنجليزية وليس الفرنسية.
وأضاف أن وجود الشركات بأفريقيا سيكون من خلال منظمة الكوميسا وبرامج الأمم المتحدة المعنية بشئون البيئة والغذاء وتوفير فرص عمل.
وأشار إلى أن المشكلة التى ستواجهها الشركات هى عدم طرح الحكومات بتلك الدول مشروعات كبرى، وتركيزها فقط على تدشين مشروعات البنية التحتية، لافتًا إلى وجود مجالات واعدة تتمثل فى خدمات نظم المعلومات الجغرافية، والتى تتضمن قواعد بيانات مرتبطة بالخرائط الإلكترونية والأقمار الصناعية.
ولفت إلى وجود مجموعة تحديات تواجه الشركات عند تسويق برامجها، وهى عدم قدرتها على تقديم منتجاتها وجميع خدماتها بأسعار تنافسية فى مواجهة المنتجات الهندية على سبيل المثال، إذ تسيطر الهند بشكل كبير على الأسواق هناك، خاصة الكينية، مطالبًا بضرورة قيام «إيتيدا» بفتح مكاتب تسويقية ودعم شركاء محليين بأسواق القارة السمراء من أجل دعم الشركات والاستثمار دون الاقتصار فقط على مجرد تنظيم زيارات عابرة.
ونوه بقيام شركته بالتوجه إلى عدة أسواق أفريقيا شملت غانا وكينيا والسودان، إلا أنه لم يتم استكمال تلك الخطوة، مرجعًا ذلك لعدم دعم الحكومة المصرية وسيطرة بعض الشركات الهندية على تقديم الخدمات هناك، الأمر الذى حد من قدرتهم على منافستها.
وشدد محمد عمر، مدير شركة “النيل” للتكنولوجيا ونشر المعلومات، على ضرورة قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالاستفادة من مؤتمر التكتلات الاقتصادية عبر الترويج لمنتجات الشركات فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتا إلى قيام معظم الشركات بالقطاع بالتوجه نحو الاستثمارات الخارجية لقلة الاستثمارات فى البنية التحتية محليًا.
وقال إن شركته تخطط للانتهاء من دراسة متطلبات سوق المال السودانية تكنولوجياً خلال يوليو المقبل للبدء فى ميكنة عمليات التداول، معتبرها من الأسواق الكبيرة التى تزخر بالفرص الاستثمارية الضخمة.
وأكد وليد فؤاد، مدير عام شركة «مورفو» الفرنسية بمصر، العاملة فى مجال الحلول الأمنية، أن شركته تدرس التوسع داخل 6 دول أفريقية خلال المرحلة المقبلة، هى: غانا، الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، مالى، موريتانيا، إثيوبيا.
وأشار إلى أن استهدافهم الوجود بأسواق القارة السمراء، سيتم عبر توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة مع حكومات الدول فى مجالات إصدار بطاقات الرقم القومى والوثائق المؤمنة وحلول البحث الجنائى وغيرها.
ولفت إلى أن شركته قطعت شوطًا كبيرًا فى مشروع ميكنة بطاقات الهوية الشخصية لصالح الحكومة الموريتانية، مقدرًا حجم أعمال الشركة أفريقيًا بـ400 مليون دولار سنويًا، وحققت الشركة نموًا بنسبة 20 % بهاية 2014.
يذكر، أن «مورفو» كانت قد تعاقدت مع مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية المصرية على تنفيذ مشروع بطاقات الرقم القومى الذكية محليًا بطاقة إنتاجية لا تقل عن 12 مليون بطاقة سنويًا.