متابعات:
يؤدي الاستخدام الطبي لغاز الأوزون إلى تنشيط خلايا الجسم الطبيعية وبشكل آمن لا يتضمن أي أثر ضار على الإطلاق، عن طريق زيادة نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا إلى الوضع الأمثل، ما يسمح بإطلاق المطلوب من الطاقة عن طريق حرق العناصر الغذائية الممتصة من القناة الهضمية، وبقدر ما يعد الأوزون منشطا لخلايا الجسم الطبيعية فهو مثبط لكل الخلايا غير الطبيعية كالفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات، بل والخلايا السرطانية، إذ يخترقها اختراقا ويؤكسدها حيث لا تحتوي جدر هذه الخلايا على منظومة الإنزيمات الخاصة الموجودة في جدران الخلايا الطبيعية.
“العلاج بالأوزون والطب المتكامل” كتاب صدر مؤخرا عن “قباء للنشر” للدكتور أحمد تيمور” يشتمل على جديد العلوم في هذا المجال بعيدا عن التهويل ودون التهوين من أهمية العلاج بهذا الغاز المعترف به كوسيلة علاجية تم استخدامها للمرة الأولى عام 1870 على يد العالم الألماني ” ليندر” لتنقية الدم، فيما نال أحد بني جلدته العالم ” أوتوفاربورج” جائزة نوبل لعامي 1931، 1944 عن أبحاثه في الاستخدام العلاجي للأوزون خاصة في حقل الأورام الخبيثة، وتم إقرار الأوزون والاعتراف به كوسيلة علاجية بعد ألمانيا في العديد من الدول الأوروبية كإيطاليا والنمسا وفرنسا وانجلترا وبولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر وغيرها، وفي دول أخرى كاليابان وكوبا والمكسيك فضلا عن معظم الولايات الأمريكية، فيما أنشئ الاتحاد العالمي للأوزون عام 1973، وفي مصر وافقت اللجنة العليا للرقابة على طرق العلاج المستجد والمستحدث التابعة لوزارة الصحة في عام 1999 على استخدام الأوزون كوسيلة علاجية آمنة ومساعدة في علاج العديد من الأمراض.
الأوزون ببساطة أحد المكونات الغازية لطبقات الهواء العليا حيث يصل تركيزه إلى ألف ميكروجرام في المتر المكعب وذلك عند الارتفاع عن سطح البحر من 20 إلى 30 كيلو مترا، ويعرف الأوزون بالأكسجين النقي الذي يحتوي الجزيء منه على ثلاث ذرات من الأكسجين بدلا من الذرتين المكونتين للأكسجين الذي نستنشقه، ويتولد الأوزون في طبقات الجو العليا تحت تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية بغرض الحماية منها، ويعزى للشحنات الكهربائية العالية كالصادرة عن البرق أو المسببة له دور في تكوين الأوزون من الأكسجين، كما يعزى لتأثير أمواج البحر على الشاطئ دور في توليد ذلك القدر المحدود من الأوزون الذي يميز رائحة البحر والتي يعرفها الناس على أنها رائحة يود البحر فحسب، ومن أهم استخدامات الأوزون في المجالات غير الطبية دخوله في تعقيم مياه الشرب، حيث وجد أنه أسرع من الكلور 3200 مرة في قتل البكتيريا والفيروسات فضلا عن الفطريات والطفيليات وبدون أثر جانبي واحد.
يهاجم الأوزون الفيروسات بدءا بتلك المسببة للأنفلونزا ومرورا بفيروسات الكبد والهربز ووصولا إلى الإيدز، كما يقضي على البكتيريا الهوائية وغير الهوائية ويطيح بالفطريات ويأتي على الطفيليات، ويدمر الخلايا غير الطبيعية، ويوفر نسبة نجاح تتجاوز الثمانين بالمئة من حالات الإصابة بفيروس “سي”، وبتكلفة اقتصادية لا تقارن بالنفقات الباهظة للعلاج بالعقاقير، وبالإضافة إلى ذلك يساعد الأوزون على الشفاء من الكثير من الأمراض البكتيرية مثل قروح والتهابات الجلد، والقدم السكري، فهو موسع للشرايين، ومدر لإفراز الأنسولين، ومفيد في علاج ارتفاع ضغط الدم، ويساعد في علاج الجلطات المخية وآثارها، والجلطات القلبية وما تفضي إليه وقصور الدورة الدموية الطرفية، ومحفز للمناعة، بل له أثر مشهود في علاج أمراض اضطراب المناعة واعتلالها الذاتي مثل أمراض الروماتيزم والروماتويد والذئبة الحمراء، وتجد بعض أمراض الحساسية المستعصية كالربو الشعبي وحساسية الأنف المزمنة والإكزيما حلا علاجيا ناجعا لها في الأوزون، كما يعالج سرطان الدم بفاعلية، ويعالج الأوزون الأمراض الطفيلية في الدم كالملاريا، وديدان الاسكارس وما كان من فصيلتها، وعند إعطاء الأوزون مذوبا في الماء فإنه يساعد في علاج المستعصي من القرح الهضمية مثل قرحة المعدة والاثنى عشر، ويدخل الأوزون في علاج السمنة والترهلات والتجاعيد، كما يمكن العلاج عن طريق شرب الماء بعد تمرير غاز الأوزون فيه، أو تشبيع زيت الزيتون بالأوزون كما هو متبع في علاج الكثير من الأمراض الجلدية مثل الصدفية وحب الشباب.