2023.. هل يكون عام الذهب؟

رغم التضخم الجامح الذى ضرب أبرز اقتصادات العالم

2023.. هل يكون عام الذهب؟
المال - خاص

المال - خاص

7:06 ص, الثلاثاء, 29 نوفمبر 22

لم يكن عام 2022 مثاليا للذهب بين الأصول الاستثمارية رغم التضخم الجامح الذى ضرب أبرز اقتصادات العالم، إذ تضرر “الأصفر” من التأثير المضاد للدولار القوى، لكن المعدن الثمين يبدو رهانا مفيدا فى 2023.

وبعد 7 أشهر متتالية من التراجع المذهل لأسعار الذهب فى 2022 (من ذروة 2000 دولار للأوقية فى مارس الماضي) تفيد تحليلات بأن عام 2023 قد يمثل بداية السوق الصاعدة للمعدن الأصفر.

ووفقا لتحليل جوشوا ماهونى محلل السوق الأول فى IG منصة تداول الأصول عبر الإنترنت، فإن الذهب مرشح للصعود فى لحظة ما خلال 2023 عندما يبدأ البنك المركزى الأمريكى فى خفض وتيرة رفع الفائدة، بينما يضعف الدولار وتتدهور الأسهم.

ومع ذلك، لا توجد إجابة سهلة فيما يتعلق بتوقعات أسعار الذهب لعام 2023، فى ظل عدم اليقين المحيط بمستقبل التضخم وكيفية تعامل البنوك المركزية معه.

الذهب يتجه لتسجيل أسوأ عام منذ 2015

وبحسب ماهونى، فشل الذهب فى الابتعاد عن دائرة الأصول الخطرة خلال عام 2022، مع تراجع سعره مرة أخرى من ذروة 2000 دولار فى مارس.

وأوضح التقرير أنه خلافا للسلع الأخرى كالفضة (التى تستخدم لأغراض صناعية)، فإن الذهب له حالات استخدام قليلة بخلاف الاستثمار واقتناء المجوهرات، وهو بالتالى أداة استثمارية يسعى الكثير من البنوك المركزية إلى تخزينها للتحوط ضد انخفاض قيمة العملة.

وفى أوقات الأزمات، كان أداء الذهب جيدًا تاريخيًا نظرًا لرد الفعل المعتاد من البنك المركزى الأمريكى، فخلال فترات الركود لعامى 2008 و2020 ارتفع الذهب ارتفاعًا كبيرًا إذ نفذ مجلس الاحتياطى الفيدرالى برامج التيسير الكمى التى وسعت الميزانية العمومية.

وأشار إلى أن الانخفاض الذى شهدته العملة الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة من العام ساعد على ارتفاع الذهب، ولكن يتعين على المتعاملين التفكير فيما إذا كان هذا هو أعلى سعر للذهب أو مجرد نقطة فى سوق صاعد أوسع للدولار.

ارتباط السندات لأجل 10 سنوات الوثيق بالذهب

وفقا لماهونى، فإن الانخفاض الكبير فى السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات لم يفعل الكثير لمساعدة المعدن الثمين.

وشهدت الأسواق تاريخيا ضغوطاً بفعل الركود مما وجه الأموال إلى الأصول الآمنة مثل السندات الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض العوائد مع ارتفاع الطلب على سندات الخزانة.

لكن هذه المرة مختلفة، إذ تتجه أسعار السندات إلى الانخفاض بحدة قبل الركود الذى يغذيه بنك الاحتياطى الفيدرالى والذى يمكن أن يطول.

وبالنظر إلى عمق هذا الانخفاض فى السندات، فقد شهدت الأسواق تراجعًا بسيطًا نسبيًا فى الذهب، ورغم أن هذا يشير إلى احتمال حدوث المزيد من الاتجاه الهبوطى على المدى القريب، فإن هذه الصورة تسلط الضوء على كيفية تأثير الاتجاه الصعودى المحتمل فى السندات على الذهب ودفع الاتجاه الصعودى التالى للمعدن الثمين.

هل سيشعل التضخم شرارة السوق الصاعدة للذهب؟

ووفقا لتحليل، فإنه بدون الارتفاع الحاد فى أسعار الطاقة، فإن التوقعات تشير إلى أن التضخم الأمريكى سينجرف إلى الأسفل خلال العام المقبل، ومع ذلك مع احتمال معاناة الاقتصاد خلال عام 2023، تكمن الصعوبة فى العثور على اللحظة التى تعتقد فيها الأسواق أنها خرجت من التشديد بما يكفى لبدء التخطيط لمرحلة التخفيف النقدى.

وكشف أحدث تقرير من مجلس الذهب العالمى أن الطلب على الذهب سجل ارتفاعًا خلال الربع الثالث من العام بلغ 1.181 طنً، بزيادة قدرها %28 مقارنة مع العام الماضى (باستثناء الطلب خارج البورصة).

وأوضح التقرير أن معدل الطلب القوى دفع إجمالى الطلب من بداية العام إلى مستويات فترة ما قبل تفشى جائحة كوفيد 19، مرجعاً ذلك إلى زيادة معدل الطلب على الذهب من المستهلكين والبنوك المركزية.