Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

ناصف ساويرس: عصر ازدهار صناديق الاستثمار المباشر قد ولى

صناديق الاستمرارية هي أكبر خدعة فبدلاً من بيع الشركة يعيدون تمويلها مجددًا

ناصف ساويرس: عصر ازدهار صناديق الاستثمار المباشر قد ولى
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

11:50 ص, الأربعاء, 7 مايو 25

حذر الملياردير المصري ناصف ساويرس من أن قطاع الاستثمار المباشر (Private Equity) يمر بأسوأ مراحله، مع تزايد التحديات في تصفية الأصول وتوزيع العوائد على المستثمرين، ما يثير حالة من الإحباط لدى الداعمين لهذا النوع من الاستثمارات.

وفي تصريح لصحيفة فاينانشال تايمز، قال ساويرس، الذي ضخ جزءاً من ثروته في عدة صناديق استحواذ، إن عوائد هذه الصناديق تكاد تكون منعدمة في السنوات الخمس أو الست الماضية، مشيراً إلى أن المستثمرين يواجهون صعوبات كبيرة في استرداد أموالهم.

وأضاف: “الاستثمار المباشر شهد أفضل أيامه سابقًا… الآن لا يمكنهم الخروج من استثماراتهم، فعمليات التخارج أصبحت صعبة للغاية”.

وانتقد ساويرس بشدة استخدام ما يُعرف بـ”صناديق الاستمرارية”، وهي آلية تلجأ إليها بعض صناديق الاستثمار لإعادة تدوير رأس المال عبر نقل الأصول إلى صناديق جديدة بدلًا من بيعها لطرف ثالث أو طرحها للاكتتاب العام، قائلاً: “صناديق الاستمرارية هي أكبر خدعة. فبدلاً من بيع الشركة، يعيدون تمويلها مجددًا”.

تشير التقارير إلى أن قيمة هذه الصناديق ارتفعت بنحو 50% لتبلغ 76 مليار دولار في عام 2023، بحسب بيانات بنك الاستثمار “هوليهان لوكي”.

وجاءت تصريحات ساويرس في وقت يشرف فيه على تفكيك شركته المدرجة في هولندا “OCI”، المتخصصة في الصناعات الكيماوية والأسمدة. وقد تمكنت الشركة من إبرام أربع صفقات بيع كبرى بإجمالي عائدات بلغ 11.6 مليار دولار، تم تنفيذها جميعًا مع شركات استراتيجية وليس مع صناديق استحواذ، وتضمنت هذه الصفقات بيع أصول رئيسية مثل نشاط الميثانول عالميًا، ومشروعات الأسمدة، ومشروع أمونيا منخفضة الكربون في تكساس.

واستخدمت “OCI” حصيلة هذه الصفقات في توزيع نحو 6.4 مليار دولار على المساهمين خلال السنوات الأربع الماضية، ومن المتوقع دفع مليار دولار إضافي بعد إتمام صفقة بيع وحدة الميثانول.

وقال ساويرس إن الشركة كانت محظوظة في توقيت هذه العمليات، خاصة في ظل الاضطرابات التي يشهدها السوق وتراجع الاهتمام بالاستثمار في الأصول المستدامة، إلى جانب انخفاض أسعار الغاز.

وكشف ساويرس أن شركته تلقت عروضًا عديدة من شركات مملوكة لصناديق استثمار مباشر ترغب في الاندماج مع “OCI”، بهدف الخروج من استثماراتها والحصول على إدراج في الأسواق، لكنه أكد أنه لم يجد أيًا من هذه الفرص جديرًا بالاهتمام، مضيفًا: “لماذا نحل مشكلة تخص مستثمرين آخرين؟”.

وانتقد ساويرس أيضًا أولويات مديري صناديق الاستثمار المباشر، قائلاً إنهم يركزون أكثر على جمع الأموال الجديدة بدلًا من تحسين أداء الشركات التي يمتلكونها، مضيفًا: “هم يقضون 90% من وقتهم في جمع الأموال، و10% فقط في إدارة الأعمال”.

وتواجه صناعة الاستثمار المباشر ضغوطًا متزايدة، حيث سجلت تراجعًا في إجمالي الأصول المدارة للمرة الأولى منذ أن بدأت شركة “باين آند كومباني” تتبع بيانات القطاع في عام 2005، وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي أصول القطاع بلغ 4.7 تريليون دولار في يونيو 2024، بانخفاض نسبته 2% عن العام السابق، وسط حالة من عدم اليقين الناتجة عن التوترات التجارية وتباطؤ نشاط الصفقات.

وأمام هذا الواقع، يرى ساويرس أن الجهات الوحيدة التي تملك فرصة للاستمرار هي تلك التي تحولت إلى مؤسسات مالية كبرى، قادرة على منافسة البنوك العملاقة مثل “جيه بي مورغان” و”بنك أوف أمريكا”.