2014 عـــــام «الســمســرة»

يعد قطاع السمسرة، من بين أبرز المؤشرات التى تعكس أداء البورصة، لارتباط ربحيته دائماً بمدى نشاط السوق وقيم تعاملات المستثمرين، وهو الأمر الذى يجعله شديد التأثر بأى متغيرات سياسية واقتصادية، تنعكس مباشرة على التداول بالبورصة.

2014 عـــــام «الســمســرة»
جريدة المال

المال - خاص

12:04 م, الأثنين, 5 يناير 15

نيرمين عباس

يعد قطاع السمسرة، من بين أبرز المؤشرات التى تعكس أداء البورصة، لارتباط ربحيته دائماً بمدى نشاط السوق وقيم تعاملات المستثمرين، وهو الأمر الذى يجعله شديد التأثر بأى متغيرات سياسية واقتصادية، تنعكس مباشرة على التداول بالبورصة.

اكتظ 2014 تحديداً بالأحداث السياسية، أبرزها انتخاب رئيس الجمهورية، وإعلان الحرب على الإرهاب، وعلى الصعيد الاقتصادى بدأت عمليات إعادة هيكلة منظومة الدعم، وفرض ضرائب جديدة شملت أرباح وتوزيعات البورصة، فضلاً عن إجراء حزمة تعديلات على التشريعات المنظمة لسوق المال.

اتفق عدد من مسئولى شركات السمسرة أن العام الماضى كان جيداً مقارنة بـ2013، مشيرين إلى أن ربحية الشركات شهدت تحسناً ملحوظاً فى نهايته.

وأضافوا أن قيم التداول لا تزال دون مستوياتها المعتادة قبل 2011 فوق المليار جنيه، إلا أن شهية المستثمرين تحسنت، بسبب استقرار الأوضاع وبدء استكمال البنية السياسية، وعولوا على إسهام القمة الاقتصادية فى تحقيق طفرة خلال 2015.
أرباح الشركات ارتفعت 10 إلى %20

قال هشام توفيق، رئيس مجلس إدارة شركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن أداء السمسرة خلال 2014 جاء جيداً مقارنة بالأوضاع السياسية والاقتصادية، وأضاف أن الشركات تطمح لطفرة فى الأداء الحكومى خلال 2015.

وأوضح أن قيم التداول لم تعد لطبيعتها فوق المليار جنيه كما كانت فى السابق، حيث تراوحت فى المتوسط بين 500 و700 مليون جنيه، كما استحوذ المتعاملون الأفراد على الحصة الأكبر من التعاملات وهو أمر معهود.

ورجح ارتفاع ربحية شركات السمسرة خلال العام بنسبة 10 إلى %20 مقارنة بالأعوام السابقة.

النصف الأول كان الأفضل .. والثانى اتسم بالترقب

قال حسين الشربينى، العضو المنتدب بقطاع السمسرة بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، إن النصف الأول من 2014 كان جيداً للغاية بالنسبة لقطاع السمسرة، لأنه جاء امتداداً لحالة التفاؤل التى بدأت خلال النصف الأخير من 2013 مع التغيرات السياسية التى شهدتها البلاد.

وأضاف أن الأداء تأثر خلال النصف الثانى من العام بفعل سيطرة حالة الترقب والتركيز على الإجراءات المستقبلية المرتقب للحكومة اتخاذها على الصعيد الاقتصادى، علاوة على انتظار إعلان نتائج أعمال الشركات، كما أن السوق صعدت بنسبة كبيرة ولم تعد بوسعها استكمال الصعود بالقوة نفسها.

ولفت إلى أن المؤشر الرئيسى اقترب من مستوى 10 آلاف نقطة، ولم يستطع كسرها، وتراجع مجدداً ليغلق تعاملات السنة عند 8926.58 نقطة، لغياب المحفزات التى تطمئن المستثمرين.

وتابع: النصف الثانى من العام المنقضى شهد أيضاً الإعلان عن ضرائب البورصة، وهو ما أثر سلباً على التعاملات، مضيفاً أن السوق لم تنجح فى تحقيق حلم الوصول لمتوسط قيم تداول بقيمة مليار جنيه كما كان يحدث سابقاً.

وأكد أن ربحية شركات السمسرة خلال 2014 شهدت تحسناً مقارنة بالأعوام السابقة.

شركات السمسرة المرتبطة بالأفراد الأكثر استفادة
قال أيمن حامد، العضو المنتدب لقطاع السمسرة بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية، إن أداء السمسرة خلال 2014 جاء أفضل مقارنة بالعام السابق، من حيث قيم التداول التى ترتفع معها ربحية قطاع السمسرة بشكل عام.

ورجح أن تشهد أرباح الشركات تحسناً بنتائج أعمال 2014، خاصة للشركات التى تعتمد على المستثمرين الأفراد بصورة أكبر، وذلك فى ظل هيمنة تلك الفئة على النصيب الأكبر من التعاملات، مقارنة بالمؤسسات الأجنبية والمحلية.

وأشار إلى أن السوق شهدت استقراراً بشكل كبير خلال 2014، ولم يؤثر على استقرارها سوى ملف الضرائب المرتقب فرضها على الأرباح الرأسمالية والتوزيعات النقدية للشركات المقيدة، مضيفاً أن الأوضاع ستتحسن مع إجراء الانتخابات البرلمانية، وعقد القمة الاقتصادية خلال مارس المقبل، فضلاً عن تعديل قوانين الاستثمار.

تأخر الانتخابات البرلمانية والإرهاب أعاقا السوق
وقال هانى حلمى، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية، إن أداء شركات السمسرة خلال 2014 أظهر تفوقاً مقارنة بـ 2013، إلا أن الأداء جاء أقل من 2011، و2012.

وأضاف أن قيم التداول لم تتعاف بشكل كامل، واتسمت بالضعف أيضاً، مشيراً إلى أن ربحية الشركات ستتحسن ولكن بشكل طفيف لا يكاد يعوض خسائرها السابقة، متابعاً أن الأرباح لا تغطى التكاليف المرهقة التى تثقل كاهل الشركات.

ولفت إلى أن المؤشر كان من المتوقع له أن يتجاوز حاجز الـ10 آلاف نقطة، إلا أنه ارتد بالقرب منها ليهبط دون الـ9000 نقطة قبل إغلاق العام، مشيراً إلى أن تأخر الانتخابات البرلمانية وعدم القضاء على الإرهاب، فضلاً عن ترقب مؤتمر مصر الاقتصادى تعتبر عوامل سلبية أعاقت صعود البورصة.

وقال إن 2014 شهد استمرار سيطرة المتعاملين الأفراد على السوق فى ظل قلة تعاملات المؤسسات، موضحاً أن ذلك الأمر ليس سيئاً لأن الأفراد هم وقود السوق.

وأشار إلى أن انطلاق البورصة خلال 2015 يرتبط بإجراء الانتخابات البرلمانية وعقد القمة الاقتصادية بمارس، واحتمالات إتمام مصالحة سياسية بين أطراف الصراع فى مصر.

الأوضاع تحسنت لكنها لن تحول أغلب الشركات للربحية
ووصف أحمد العلى، رئيس مجلس إدارة شركة القمة لتداول الأوراق المالية أداء قطاع السمسرة خلال 2014 بالمعقول، مضيفاً أن مدخلات الشركات تحسنت مقارنة بالعام الماضى بنحو الثلث، إلا أن ذلك لن يحول معظم شركات السمسرة للربحية، وإنما سيقلل فقط من نسبة خسائرها المحققة.

وأضاف أن الأطراف المسئولة عن سوق المال، أصدرت الكثير من القرارات خلال 2014 إلا أن أثرها لن يظهر إلا فى حال تحسن السوق، موضحاً أن العام الماضى كان بمثابة فترة انتقالية وتمهيداً للاستقرار، وهو ما انعكس على قيم التداول التى لم تعد لمعدلاتها الطبيعية.

جريدة المال

المال - خاص

12:04 م, الأثنين, 5 يناير 15