يترقّب مستثمرو شركة “تسلا” الأمريكية إعلانا من الشركة، يُتوقع أن يكشف عن تطورات جديدة بشأن خططها لإطلاق سيارة كهربائية منخفضة التكلفة وخدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة خلال العام الجاري، في وقت تزداد فيه التساؤلات حول مدى تركيز الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، على إدارة الشركة، وسط انخراطه في مشروعات سياسية مثيرة للجدل.
وتُعد هذه المستجدات المنتظرة، التي من المرتقب أن تعلن عنها “تسلا” بعد إغلاق الأسواق اليوم الثلاثاء، الأهم منذ إطلاق طرازها “موديل 3” في عام 2017، خاصة بعد إعلان الشركة مطلع الشهر الجاري عن نيتها عقد “تحديث مباشر لأداء الشركة”، إلى جانب نشر نتائجها المالية وعقد جلسة أسئلة وأجوبة مباشرة، مما أثار توقعات بإعلان جوهري، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
أداء ربعي ضعيف وتراجع في التسليمات
توقّعات المحللين تُشير إلى أداء ربعي ضعيف، لا سيما بعد تراجع تسليمات الشركة بنسبة 13% خلال الربع الأول من عام 2025، نتيجة اشتداد المنافسة مع الشركات الصينية، وتضرر صورة “تسلا” جرّاء انخراط ماسك في الشأن السياسي الأمريكي كمستشار مقرب من الرئيس دونالد ترامب، هذا التورط السياسي تسبب في موجة احتجاجات وأعمال تخريب ومطالبات بمقاطعة منتجات الشركة في عدة أسواق، أبرزها الصين وكاليفورنيا، وهما من أهم الأسواق للشركة.
تراجع القيمة السوقية وتقلّص الهوامش الربحية
أسهم “تسلا” أغلقت أمس الإثنين عند 227.42 دولار، وهو ما يُمثل تراجعاً يقارب النصف مقارنة بذروتها في ديسمبر الماضي، بينما تراجعت الهوامش الإجمالية لأعمال السيارات – باستثناء الاعتمادات التنظيمية – إلى نحو 11.8% بحسب تقديرات 21 محللاً استطلعت آراءهم شركة “Visible Alpha”، مقارنة بـ13.6% في الربع الرابع من العام السابق، وسط تحذيرات من استمرار هذا الاتجاه في حال استمرت “تسلا” في التركيز على زيادة حجم المبيعات على حساب الربحية.
تساؤلات حول مستقبل ماسك ودور “DOGE”
وفي تعليق له، قال مات بريتزمان، المحلل المالي في شركة “هارغريفز لانسداون”: “تسلا تدخل موسم النتائج كواحدة من أكثر الشركات مراقبة في العالم، وهو أمر لا يطمئن المستثمرين”، مضيفاً: “الاهتمام سيكون منصباً على ما إذا كان ماسك سيُعلن عن نيته التراجع عن دوره في وزارة الكفاءة الحكومية”، في إشارة إلى مشروع “DOGE” الذي يقوده ماسك.
يُذكر أن “تسلا” كانت قد تخلّت العام الماضي عن خططها لتطوير طراز جديد منخفض التكلفة من الصفر، واختارت بدلاً من ذلك إنتاج نسخ أرخص من سياراتها الحالية باستخدام خطوط الإنتاج الحالية. ووفقاً لتقرير حصري لوكالة “رويترز”، فقد أجلت الشركة أيضاً بدء إنتاج نسخة أرخص من طراز “موديل Y” لعدة أشهر على الأقل.
كما وعد ماسك بإطلاق خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة في تكساس بحلول يونيو، وفي كاليفورنيا في وقت لاحق من العام، إلا أن هذه المشاريع تواجه تحديات تنظيمية وقانونية تتعلق بمخاطر السلامة العامة، ما قد يُعيق تنفيذها على أرض الواقع.
توقعات سلبية لعام 2025
ويتوقع المحللون أن يشهد عام 2025 تراجعاً سنوياً ثانياً في تسليمات “تسلا”، رغم محاولات الشركة تحفيز المبيعات من خلال عروض تشمل الشحن المجاني وخدمات القيادة الذاتية الكاملة. كما أن إيرادات الشركة من المتوقع أن تبقى مستقرة عند 21.35 مليار دولار، بدعم من الاعتمادات التنظيمية ونمو أعمال تخزين الطاقة.
في السياق ذاته، استدعت “تسلا” جميع مركبات “سايبرتراك” التي تم تسليمها منذ أواخر عام 2023، وأطلقت نسخة منخفضة السعر من الشاحنة الكهربائية بسعر 70 ألف دولار. كما لجأت مؤخراً إلى تخفيض أسعار المخزون غير المباع من هذا الطراز.
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علّقت “تسلا” بعض وارداتها من المكوّنات الصينية بعد رفع واشنطن الرسوم الجمركية إلى 145%. وردّت بكين برسوم مماثلة، ما دفع “تسلا” إلى وقف تلقي طلبات جديدة على طرازي Model S وModel X في السوق الصينية، مما يضيف تحديات جديدة إلى مستقبل الشركة.