حققت شركة «ماتيتو» القابضة البريطانية العاملة فى مجال إدارة حلول المياه حجم أعمال بلغ نحو 2.5 مليار دولار فى القارة الأفريقية.
كشف أحمد فاروق المدير التجارى الاقليمى لشركة «ماتيتو» أفريقيا، أن الشركة تستهدف زيادة حجم اعمالها خلال العام المالى الجديد 2021/ 2022 بنحو %25 عن العام السابق له.
واضاف فاورق فى حواره مع «المال»، أن مصر تعد المركز الرئيسى للشركة فى أفريقيا وحصلت على نصيب الاسد من المشروعات التى وقعتها الشركة خلال العام المالى المنتهى.
وأوضح أن الشركة تعمل فى أفريقيا منذ 30 عاماً فى نحو 25 دولة أفريقية منها مصر وتونس وليبيا والمغرب والجزائر والسودان ودول غرب أفريقيا وجنوب أفريقيا ورواندا وتتواجد فى معظم الدول التى تتمتع بالاستقرار والمشاريع فى المياه ومعالجة المياه وعلى رأسها مصر.
مصر ثانى أكبر دولة أفريقيا بمحطات تحلية مياه البحر خلف الجزائر
وأوضح أن مصر تحتل المرتبة الأولى أفريقياً فى مجال مشاريع المياه بشكل عام سواء تحلية مياه البحر أو معالجة المياه بالإضافة إلى مشاريع محطات مياه الشرب ، فيما تحتل الجزائر المركز الأول بمشاريع تحلية مياه البحر تليها مصر.
نجحنا فى تنفيذ طاقات تبلغ نصف مليون متر مكعب يوميا بمصر
وقال أن «ماتيتو» قامت بتنفيذ مشروعات يصل إجمالى طاقتها لنحو نصف مليون متر مكعب يومياً أبرزها محطة الجلالة بطاقة 150 ألف متر يوميا ومحطة بورسعيد بنحو 200 ألف متر مكعب يومياً ، كما نفذت الشركة مؤخراً محطة ضخمة لمعالجة المياه بمحطة المحسمة بطاقة مليون متر مكعب يومياً بالتعاون مع شركة حسن علام.
وكشف فاروق أن الشركة تنفذ بالتحالف مع حسن علام وأوراسكوم والمقاولون العرب محطة معالجة مياه الصرف الزراعى بمنطقة الحمام بالساحل الشمالى، وذلك بطاقة 6 ملايين متر مكعب من المياه يوميًا حيث سيتم تجميع ونقل مياه المصارف الزراعية بمنطقة شمال الدلتا إلى محطة المعالجة بالحمام عن طريق شق مسار بطول 120 كم، وذلك بهدف استصلاح وزراعة حوالى 500 ألف فدان غرب الدلتا
وأشار إلى أن اجمالى تكلفة المشروع يصل إلى 7 مليارات جنيه نصيب «ماتيتو» منها نحو 1.75 مليار جنيه ، وتقوم الشركة حالياً بالتصميمات الهندسية الخاصة بالمشروع على أن يتم التنفيذ فى مرحلة لاحقة ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع نحو عامين ، ويتم تمويل المشروع من جانب الحكومة المصرية.
وقال المدير التجارى الاقليمى للشركة بأفريقيا ، أن «ماتيتو» تناقش مع الحكومة تنفيذ محطات لتحلية مياه البحر فى اطار اهتمام الحكومة بالتوسع فى أنشطة المياه لتخفيف الضغط على مياه نهر النيل ، كاشفاً عن أن الحكومة لديها خطة لانتاج 10 إلى 12 مليون متر مكعب مياه يومياً عبر تحلية مياه البحر نجحت فى تنفيذ مليون منها.
وأضاف أن الشركة تناقش أيضا مع الحكومة إمكانية استخدام نظام ppp فى تنفيذ تلك المشروعات وهو المشاركة بين القطاعين العام والخاص مع استخدام مصادر الطاقة المتجدةة فى تنفيذ تلك المشاريع فى إطار توجه الحكومة نحو التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء واستخدامها فى محطات التحلية بدون إنشاء محطات تقليدية.
وأوضح فاروق أن الخطة الحكومية قصيرة المدى تستهدف تنفيذ مشاريع لتحلية مياه البحر بطاقة 2 مليون متر مكعب يومياً خلال عامين ، تم تنفيذ مليون منها ومتبقى مليون آخر وكان نصيب «ماتيتو» من المشروعات المنفذه بطاقة 500 ألف متر مكعب.
%30 حصتنا السوقية ونخطط لزيادتها ورفع المكون المحلى
وأشار إلى أن الشركة تستحوذ على حصة سوقية تتجاوز %30 من السوق المصرية ، كما انها تأتى بالمركز الاول فى مجال مشاريع تحلية مياه البحر ومعالجة المياه فى مصر وتسعى لزيادة حصتها السوقية.
وقال فاروق أن الخطة الحكومية لتحلية مياه البحر يمكن أن تكفى مصر بالكامل من مياه الشرب عبر البحر إذا ما تم تنفيذ مشاريع بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 15 مليون متر مكعب يومياً لان المعدل العالمى لاستهلاك مياه الشرب للإنسان حوالى 100 إلى 150 متر مكعب يومياً للفرد.
وأكد أن هناك فاقدا كبيرا للمياه من الاشخاص ويجب التوسع فى خطط ترشيد استهلاك المياه ، لافتاً إلى أن أكثر من %80 من المياه المستخدمة فى مصر يتم توجيهها إلى مجال الزراعه ، ويجب التوسع فى اساليب الرى الحديثه واختيار محاصيل غير مستهلكة للمياه بقوة واعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والحفاظ على الموارد المائية من التلوث.
وأوضح فاروق أن الفدان الواحد يبلغ استهلاكه من المياه ما يعادل نحو 20 إلى 30 متر مكعب من المياه، حيث يجب استخدام وسائل حديثه لتقليل استهلاك المياه بالزراعه.
ولفت إلى انه بمرور الوقت تنخفض تكلفة مشاريع تحلية مياه البحر وسعر المتر من المياه المحلاه نظراً لانتشار التكنولوجيا المستخدمة وسعر الكيلووات ساعه المستخدم فى التحلية ، وحال التوسع فى الطاقة الشمسية بمحطات التحلية سيساهم أيضاً فى خفض التكاليف بشكل أكبر.
وكشف فاروق عن أن المتر مكعب مياه عبر محطات التحلية يستهلك متوسط نحو 3 كيلووات ساعه كهرباء وكلما زادت نسبة الملوحة فى المياه كلما ارتفع استهلاك الطاقة ولكن بمرور الوقت وتطور التكنولوجيا ستساهم فى تراجع الاستهلاك ، موضحاً أن المتر مكعب من المياه منذ 10 سنوات كان يستهلك نحو 6 كيلووات ساعه.
وقال أن الدولة تستهدف تنفيذ أكثر من 100 محطة لتحلية مياه البحر لخدمة كافة المدن والمحافظات الساحلية مثل البحر الاحمر وسيناء وبورسعيد ومطروح وغيرها وتتراوح كل محطة ما بين 50-30 ألف متر مكعب يومياً ، وتستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من مياه الشرب عبر مشروعات التحلية.
وأوضح فاروق أنه طبقأ للكود المصرى فيجب أن يكون ما بين 15 إلى %40 من الطاقة الانتاجية للمحطة كتخزين داخل المحطة للاستخدام فى حالة الطوارئ وللتعامل مع فترات الذروة.
وكشف عن أن الشركة تتعاقد حالياً على محطة بطاقة مليون متر مكعب يومياً لتحلية مياه البحر فى السعودية وانتهت من تنفيذ محطة أخرى بطاقة 400 ألف متر مكعب ، كما قامت بالتعاقد على محطة بطاقة 100 الف متر مكعب يوميأً فى مدينة صفاقس التونسية.
وأشار فاروق إلى أن هناك مؤسسات دولية كبرى تمول مشروعات المياه فى مختلف الدول، موضحاً أن الشركة تأثرت فى فترة كورونا خلال الفترة الماضية ولكنها تسعى لزيادة حجم مشروعاتها لتعويض التأثر خلال تلك الازمة.
و أوضح أن حجم الاعمال الخاصة بالشركة شهدت تراجعا طفيفا خلال فترة جائحه كورونا ، لافتاً إلى أن الشركة حاولت تعويض التأثر فى بعض الدول باقتحام واقتناص فرص فى دول اخرى ، مؤكداً أن مصر لم تتأثر بشكل كبير خلال تلك الفترة
وتوقع فاروق حدوث نمو كبير فى حجم الاعمال خلال 2021 فى مصر واغلب الدول الافريقية
وقال أن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تعد إنجازا هائلا يتم تنفيذه بوتيرة عالية وبتوجيه قدر كبير من التمويل إلى مشروعات الصرف الصحى، وهو مالم يحدث من قبل وسيكون له انعكاس كبير على القرى والمواطن المصرى ، مشيراً إلى أن الاستثمار الأكبر من جانب مصر حالياً يأتى فى مجالات التحلية واعادة استخدام المياه.
وأوضح فاروق أن الشركة تقوم بتنفيذ اكثر من 3 مشروعات حالياً فى مبادرة حياة كريمة، كما أن هناك بعض المشروعات يتم تطويرها وتوسعتها ، والبعض الآخر جار طرحه حالياً.
وتوقع توفير الصرف الصحى بالكامل للقرى المصرية بما يخدم نحو اكثر من 50 مليون مصرى نتيجة مبادرة حياة كريمة لافتاً إلى أن مشروعات المياه والصرف الصحى فى المرحلة الاولى تصل لنحو 100 مليار جنيه.
وأضاف فاروق أن بعض المحافظات تستخدم آبار المياه الجوفيه للشرب مثل الوادى الجديد وقامت الشركة منذ فترة بتنفيذ محطات بطاقات صغيرة للتجمعات السكانيه هناك.
و أوضح أن مثل تلك الأبار ومحطات المياه التى يتم تنفيذها بالجهود الذاتيه من جانب المواطنين تساهم فى توفير المياه وتخفيف العبء على محطات المياه الحكومية ومياه النيل ولكن يجب أن يكون هناك إشراف حكومى ودراسة حجم المياه الموجوده بالبئر.
فاروق : لا نشارك فى سد النهضة ولا نمتلك استثمارات بأثيوبيا
ولفت إلى أن «ماتيتو» لا تشارك فى سد النهضه وليس لها أى نشاط فى أثيوبيا وان الشركة تتابع عن كثب الأوضاع فى السودان ، كما أن هناك متابعه للشأن الليبى لاسيما فى ظل الخطط الليبية لتنفيذ مشروعات تحلية هناك.
وقال فاروق أن الشركة تمتلك مكاتب فى عدة دول تضم ليبيا والجزائر والمغرب ورواندا وجنوب أفريقيا بالاضافة إلى مصر وتتواجد الشركة فى مصر منذ أكثر من 30 عاماً.
و أوضح فاروق أن هناك طلبا كبيرا على المياه فى مصر وليبيا والجزائر والمغرب.
واشار إلى أن نسبة المكون المحلى بمشروعات ومحطات المياه تصل لنحو %30 المواسير والكابلات واللوحات الكهربائية وبعض المكونات الاخرى فى محطات المياه ، كما أن هناك خطة للدولة للوصول بإجمالى نسبة المكون المحلى لمعدات تحلية المياه إلى %100.
و أوضح انه لا يوجد محطات جديدة لمياه الشرب يتم تنفيذها وان التوجه العام حالياً هو محطات تحلية مياه البحر، ولكن هناك توسعات فى بعض محطات مياه الشرب القائمة.