كشف المهندس كريم مدور، الرئيس التنفيذى لشركة «ماتيتو» أفريقيا للحلول المتكاملة لإدارة ومعالجة المياه، أن إجمالى حجم أعمال الشركة فى مدينة العلمين الجديدة يصل لنحو 2 مليار جنيه.
وأضاف مدور فى حوار مع «المـال» أن حجم الأعمال يتمثل فى اقتناص تنفيذ مشروعات الصرف الصحى لمدينة العلمين بالكامل بالتعاون مع شركة أوراسكوم، ومن المقرر الانتهاء منها قبل نهاية 2021، وفقاً للجدول الزمنى المقرر لها.
وأوضح أن «ماتيتو» نفذت مشروعات للمياه والصرف الصحى فى العاصمة الإدارية الجديدة -رافضا الإفصاح عن حجم هذه الأعمال- والتى تتضمن تدشين محطات مياه وصرف فى أحياء معينة، فضلا عن تنفيذ مشروعات فى مدينة الجلالة.
14 جنيها تكلفة المتر مكعب من التحلية مقابل جنيه من مياه النيل
وكشف مدور أن سعر المتر المكعب من محطات تحلية مياه البحر يصل لنحو 14 جنيها منها نحو 6 -7 جنيهات كهرباء، فيما تصل تكلفة سعر متر المياه من دلتا النيل إلى جنيه، نظراً لأنها تكون أقرب وأقل استهلاكا للكهرباء.
وأكد أن جائحة كورونا تسببت فى تأثير سلبى ولو بجزء بسيط على أعمال الشركة وكافة الشركات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الشركة لديها مستهدف كل عام، وتسعى خلال الفترة المتبقية من العام -منذ رفع الحظر وتخفيف الإجراءات الاحترازية- لضغط الفترة الزمنية لمشروعاتها لمحاولة تخفيف التأثير.
وأشار الرئيس التنفيذى للشركة إلى أن حجم الأعمال تراجع بنسب قد تصل لنحو 2 – %4 خلال الفترة الماضية نتيجة الجائحة، مقارنة بالفترة ذاتها من 2019، وأن تلك النسبة ليست كبيرة وإنما تدل على نجاح الشركة فى احتواء الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر مقارنة بإعلان بعض الشركات فى مجالات أخرى عن إفلاسها.
وأضاف مدور أن الشركة اتخذت كافة التدابير والإجراءات الاحترازية، والتوعية بكيفية التعامل مع الأزمة والجائحة، وتوفير المعدات الطبية، ولكن غلق بعض المصالح أو تخفيف العمالة بالمصالح الحكومية تسبب فى تباطؤ بعض المشروعات أو الحصول على موافقات معينة، كما أن إغلاق المجالات الجوية والبحرية لبعض الدول نتج عنه صعوبة التواصل أو الاستيراد للمكونات من بعض الدول المجاورة.
وأكد أن أزمة كورونا أظهرت أهمية التصنيع المحلى لبعض المكونات خاصة فى مصر، فى ظل اهتمام العالم بالاستثمار فى أفريقيا واقتحام الدول الأفريقية، مما يساهم فى تجاوز مثل تلك الأزمات، خاصة وأن الجائحة قد تتكرر أو يكون لها موجة ثانية وتعاود بعض الدول الإغلاق مجددا، وأن التصنيع المحلى سيساهم فى تخفيف النتائج السلبية من الإغلاق العالمي.
50 – %60 مكونا محليا للمحطات ونسعى للتطوير والأبحاث
وأوضح أن السوق المحلية تستوعب كافة المنتجات ومتعطشة للخدمات، كما أن مصر تمتلك العمالة والمهندسين ولديها اتفاقيات مع أغلب دول أفريقيا والمنطقة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، لافتاً إلى أن 50 – %60 من مكونات محطات تحلية المياه يتم تصنيعها محلياً، ولكن المحطات الأخرى مثل الصرف الصحى ومياه الشرب يتم تصنيع أكثر مكوناتها خارجيا.
وعن مشاريع المياه فى قارة أوروبا، قال إنها أقل بكثير من أفريقيا وآسيا، كما أن عدد السكان بأوروبا شبه ثابت، بالإضافة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعد وتصنف أنها الأكثر شحاً للمياه على مستوى العالم، مما يساهم فى طرح مشروعات كثيرة للبنية التحتية فى كافة المجالات وعلى رأسها المياه لأنها عصب الحياة، مما يشجع الشركات على التصنيع محليا بالمنطقة مستقبلاً.
ولفت الرئيس التنفيذى لـ»ماتيتو»، إلى أن الشركات -خاصة فى مجال المياه- تعمل باستمرار على تنمية أعمال الأبحاث والدراسات لتحسين نوعية المياه، بالإضافة إلى تقليل الفقد وخفض تكلفة المتر مكعب على المدى البعيد، مع خفض كمية الطاقة المستخدمة.
وأوضح أن التكنولوجيا ليس لها موطن، وأن الشركة ليست مصنعا ولكنها تركز على الحلول، كما أن أغلب أجزاء محطات تنقية المياه والتحلية وغيرها يتم تصنيعها عبر عدة شركات على مستوى العالم.
كورونا أثرت فى تباطؤ المشروعات ونستهدف ضغط الوقت الزمني
وكشف عن بطء تنفيذ المشروعات خلال فترة معينة من العام الجارى نتيجة الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا، لافتاً إلى أن مصر من أبرز دول العالم التى لم تتأثر بشكل كبير لأنها لم تطبق الإغلاق الكامل مثل بعض دول العالم، وذلك للحد من الضرر الناتج عن جائحة كورونا.
وأكد مدور أن هناك تراجعا بنحو 50 فى محطات تحلية المياه التى يتم تنفيذها لقطاع السياحة، على خلفية تأثر القطاع سلبا بإغلاق المجالات الجوية لكل دول العالم، مما تسبب فى توقف ولو بشكل جزئى لبعض الفنادق والمدن السياحية، على العكس من نمو مشروعات الدولة الكبرى خلال الفترة الماضية مما يعوض جزءا من تلك الخسائر.
ولفت إلى ان الشركة اقتنصت محطة لتحلية مياه البحر فى العريش بطاقة 100 ألف متر مكعب، ويمكن زيادتها إلى 300 ألف متر مكعب فيما بعد تكفى احتياجات نحو 750 ألف شخص، ومن المتوقع الانتهاء منها العام المقبل، كما أنها اقتنصت محطة أخرى فى شرق بورسعيد بطاقة 150 ألف متر مكعب، ومن المرتقب الانتهاء منها العام الجاري.
ننفذ مشروعاً بالعاصمة الرواندية بطاقة 40 ألف متر مكعب بنظام ppp
وكشف مدور أن الشركة حصلت على مشروع فى رواندا برغم إغلاقها الكامل للبلاد، عبارة عن محطة مياه تخدم نصف عدد سكان كيجالى بطاقة 40 ألف متر مكعب يوميا، ويتم تنفيذها بنظام المشاركة الحكومية مع القطاع الخاص ppp ، كما انتهت من تنفيذ محطة المحلة فى مصر بطاقة 70 ألف متر مكعب يوميا بتمويل أوروبي.
وأضاف أن هناك نموا كبيرا فى قطاع الصناعة خلال الفترة الحالية، وتنافس الشركة على أكثر من مشروع فى القطاع الصناعي، سواء فى البترول أو قطاعات أخرى، بعدما حصلت مؤخرا على عقود لتنفيذ مشروعات للمياه فى مصنعين لقطاع البترول، رافضاً الإفصاح عن أى تفاصيل أخرى فى هذا الشأن.
نتفاوض على محطة صرف بطاقة 100 ألف متر مكعب بأسيوط
وكشف أن الشركة تتفاوض حالياً لتنفيذ مشروع لمحطة معالجة مياه الصرف الصحى بطاقة 100 ألف متر مكعب يوميا بتكنولوجيا حديثة للغاية بأسيوط، وجار التفاوض على استثمارات المشروع.
وأوضح مدور أن الحكومة لديها اهتماما كبيرا بمحطات الصرف والمياه فى الصعيد والدلتا، وتضع فى اهتمامها الأول الصرف الصحى وإعادة استخدام المياه وتوصيل الغاز لكافة القرى، مما يزيد الاهتمام بمحطات المياه، بالإضافة إلى التوسع فى تكنولوجيا المياه لتقليل تكلفة المتر مكعب.
وقال إن الحكومة تعاملت باحترافية مع الفيضانات الأخيرة التى شهدها السودان وجاء على مصر عبر تحويل جزء إلى توشكى وتوسعة وتبطين الترع والمصارف لاستيعاب المياه، لافتاً إلى أن الفيضان ساهم فى توفير منسوب مياه مرتفع مما يسمح بزيادة كفاءة محطات المياه، كما أن نسب العكارة كانت ضئيلة ولم تؤثر سلبا على محطات المياه.
وأضاف مدور أن سعر تكلفة المياه فى المدن الجديدة تختلف عن دلتا النيل، لاسيما وأن المحطات تكون بتصميمات مختلفة، نظرا لاحتياج المدن الجديدة لمحطات رفع وضخ قوية لسحب المياه من البحر بقدرة 70 بار، أما الضخ فى المحطات العادية يصل لنحو 1-2 بار.
ولفت إلى أن بعض الدول بعد أزمة كورونا طلبت خفض أسعار وتكلفة تنفيذ مشروعات تحلية مياه البحر نظراً للركود والأزمات المالية للدول، مؤكداً أن مصر تحصل على أفضل الأسعار بشكل مستمر وأحدث التكنولوجيا.
وتعمل شركة ماتيتو فى 46 دولة على مستوى العالم، وتمتلك 21 مكتبا فى عدة دول أبرزها مصر، كما تمتلك 3 مراكز هندسية فى الدول التى تعمل فيها، وتمثل مصر رقم واحد فى الشرق الأوسط.