«ديناميات التداخل البيني للعلوم» محور نقاش علمي بمكتبة الإسكندرية

التعاون البحثي يهيمن على فعاليات مؤتمر مكتبة الإسكندرية للعلوم البينية

«ديناميات التداخل البيني للعلوم» محور نقاش علمي بمكتبة الإسكندرية
مها يونس

مها يونس

10:48 م, الثلاثاء, 8 أبريل 25

أطلقت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية تحت عنوان “نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل”، وذلك بتنظيم من قطاع البحث الأكاديمي بالمكتبة، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء من مصر والعالم العربي، ويستمر المؤتمر حتى 9 إبريل الجاري.

افتتح المؤتمر الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عصام خميس، رئيس قطاع الدراسات البينية بالمجلس الأعلى للجامعات، نائبًا عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أيمن عاشور، حيث وجه زايد الشكر للوزير على دعمه للمؤتمر، ورحب بالحضور، مشيرًا إلى أهمية هذا الحدث العلمي في ظل الطفرات التكنولوجية والبحثية المتسارعة عالميًا.

أوضح زايد أن وزارة التعليم العالي كانت سبّاقة في إدراك أهمية التداخل البيني بين العلوم، حيث تبنت استراتيجية وطنية للبحث العلمي ترتكز على هذا النهج، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية كمؤسسة تعليمية ومعرفية تسعى لتعزيز التعاون البحثي مع الجامعات المصرية، وتقديم محتوى معرفي يجمع بين العلوم والفكر والثقافة.

شدد على أن المفاهيم المعرفية اليوم لم تعد حكرًا على تخصص بعينه، بل أصبح التداخل بين العلوم ضرورة لفهم الواقع بشكل أشمل، مستشهدًا بأمثلة من علم الاجتماع الذي استفاد من علوم الطبيعة، مؤكدًا أن المؤتمر سيُعقد سنويًا ليواكب تطور هذه الديناميكيات.

وثمّن مدير المكتبة دعم كل من مركز الخليج للأبحاث في السعودية برئاسة الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر، والسفارة الإيطالية في القاهرة، لما قدماه من رعاية ومساندة لتنظيم هذا الحدث العلمي المهم.

وأكد الدكتور عصام خميس أن التحولات التكنولوجية العالمية تفرض على مؤسسات التعليم العالي اعتماد آليات جديدة في التعليم والبحث العلمي، تقوم على تكامل التخصصات وتبني برامج بينية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه لم يعد رفاهية، بل بات ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات الكبرى المعاصرة.

وأضاف أن المجلس الأعلى للجامعات يعمل على تحديث المناهج وتهيئة بيئة تعليمية تواكب المستقبل، مع التركيز على المهارات الإبداعية والتفكير النقدي، وتطوير شراكات مع القطاع الصناعي لضمان توظيف البحث العلمي عمليًا، مؤكدًا أن الاستثمار في التعليم هو الطريق لتحقيق التنمية المستدامة.

وسلط المؤتمر الضوء على مفهوم البينية وصناعة السياسات، حيث تحدث الدكتور محمد صالحين عن أهمية توظيف المعرفة البينية لمواجهة تحديات مثل التغير المناخي والأوبئة، داعيًا إلى تفعيل شراكات تكنولوجية ومجتمعية ومؤسسية لتعزيز هذا الاتجاه.

وفي السياق ذاته، عرضت كوستانزا ميلياني، مديرة معهد علوم التراث بإيطاليا، مشاريع المعهد في حفظ التراث باستخدام تقنيات رقمية متعددة التخصصات، حيث يتعاون فيها علماء الآثار مع خبراء النفس والتاريخ والتكنولوجيا.

وتحدثت النائبة منى عمر عن أهمية دراسة الفن المصري القديم باعتباره أحد أعمدة الهوية الثقافية، مقترحة إنشاء كلية متخصصة للفن الفرعوني وبرنامج أكاديمي تطبيقي في هذا المجال، بما يعزز الربط بين البحث الأثري والإبداع الفني ويحقق عائدًا معرفيًا واقتصاديًا.

وأكد الدكتور محمد هلال، نائب رئيس جامعة فاروس، ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، لافتًا إلى أهمية دراسة العلاقة بين الفنون والآثار عبر مناهج بينية، تواكب استراتيجية التعليم العالي 2030.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يمثل انطلاقة جديدة نحو اعتماد التخصصات البينية كمسار علمي وأكاديمي رئيسي، حيث تتزايد أهمية هذا النهج عالميًا.

ووفقًا لتقارير اليونسكو، فإن أكثر من 65% من البرامج الأكاديمية الحديثة تعتمد على التداخل بين التخصصات، فيما تشير بيانات المجلس الأعلى للجامعات إلى ارتفاع عدد برامج الدراسات البينية في مصر بنسبة 37% خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.