نسمة بيومى
أكدت شركات البترول الاجنبية العاملة فى مصر أن تراجع أسعار خام «برنت » عالميا، سيلحق بها خسائر ضخمة متمثلة فى انخفاض العوائد والأرباح المستهدفة من الاستثمار بمجال البحث والتنقيب عن الزيت الخام .
وكانت «المال » قد انفردت بتصريحات لمسئول فى الهيئة العامة للبترول منذ أيام تؤكد انخفاض فاتورة شراء الزيت الخام من الشركات الاجنبية بما يتراوح بين 300 و 500 مليون دولار شهريا، مقارنة بما يتراوح بين 1و 1.2 مليار جنيه قبل تراجع «برنت».
وكانت أسعار خام برنت العالمية قد هبطت لأقل مستوى منذ يونيو 2009 عند 58.50 دولار للبرميل ليخسر نحو %50 من قيمته مع ارتفاع معروض الزيت الخام وتمسك منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول «الاوبك » بقرار عدم خفض الانتاج .
وأدى انخفاض الأسعار الى تخفيض عدد من شركات البترول مخططاتها الاستثمارية للفترة المقبلة حيث جمدت شركة شيفرون خطة التنقيب عن الزيت الخام فى بحر بوفورت فى المنطقة الكندية لأجل غير مسمى، بينما خفضت ماراثون أويل إنفاقها الرأسمالى للعام المقبل بنحو %20.
بداية أكد المهندس أحمد فريد معاذ، المدير العام لشركة سى دراجون الكندية أن الانخفاض الحاد والمتتالى لأسعار الخام العالمية سيؤثر على عوائد شركات البترول، نظرا لانخفاض عائد بيع الزيت الخام المنتج .
وقال معاذ إن شركات البترول العاملة فى مصر حددت موازنتها الاستثمارية بداية العام المالى على اساس سعر 90 دولارًا للبرميل، ومع الهبوط الحاد حاليا لتتدنى الأسعار تحت حاجز 60 دولارًا فستعيد النظر فى ميزانيتها الاستثمارية مرة أخرى .
وأشار إلى أن استمرار انخفاض سعر البترول قد يتبعه تجميد أو إبطاء لنشاط العديد من الشركات البترولية العاملة فى مجال البحث والتنقيب، وبالتالى انخفاض فى معدلات الطلب على الخدمات البترولية لتتدنى أسعار الحفارات والاجهزة المستخدمة فى التنقيب والانتاج .
ولفت الى أنه فى حال استمرت أسعار الخام العالمية فى التدنى والانخفاض لفترة طويلة مقبلة فمن الممكن ان توقف بعض الشركات الاجنبية العاملة فى مصر، العمل والانتاج من الحقول الصغيرة التى كانت تحقق هامش ربح ضعيف للشركات قبل تراجع الأسعار، حيث ان الاستمرار فى ضخ إنفاق تكاليف فى تلك الحقول لن يحقق أى عوائد للشركات بعد تراجع الأسعار العالمية بل سيكبدها مزيدًا من الخسائر .
ونفى توقف اى شركة أجنبية عاملة فى مصر عن العمل فى مناطق امتيازها ولكنها ستخفض الميزانية الاستثمارية المنفقة للعام المقبل، مضيفا أن انخفاض أسعار خام برنت خلال الفترة الراهنة يرجع الى أسباب سياسية اكثر منها اقتصادية، متوقعا تعافى الأسعار واستقرارها خلال 6 شهور .
وبدوره أكد المهندس يسرى حسان، المدير الاقليمى لشركة ايوس بترو الامريكية أن انخفاض أسعار الخام العالمية لن يؤثر على تكاليف الحفر والتنقيب بالانخفاض ولكنه سيؤثر سلبا على العوائد والارباح التى تستهدفها الشركات بنهاية العام المالى الحالى .
وقال حسان ان الشركان لن توقف تنفيذ عمليات الحفر والتنقيب فى مناطق امتيازها، حيث إنها ملتزمة باتفاقيات صادرة بقوانين مع الحكومة المصرية ولكنها ستبطئ وترجئ من تنفيذ أى توسعات أو مشروعات تنموية جديدة لحين وضوح الرؤية وتعافى الأسعار .
وأضاف أن تكاليف مشروعات الغاز الطبيعى لم تتأثر بانخفاض أسعار خام برنت وما زالت مرتفعة حاليا، وبناء عليه فإن التفاوض مع الحكومة لزيادة وتعديل الأسعار أمر قائم حاليا باعتباره الحاكم الاول لتنفيذ الشركات لمشروعاتها التنموية المرتقبة .
واتفق معهم فى الرأى المهندس حسن حطبة، المدير العام لشركة سيركل أويل العاملة بمجال البحث والتنقيب عن الخام فى مصر، موضحا ان قيمة مبيعات الشركات البترولية من الزيت الخام والمنتجات تتحدد بناء على معادلة مرتبطة بخام «برنت ».
وقال حطبة ان قيمة الخام الذى تبيعه الشركات الاجنبية تحدد بطرح 5 دولارات من القيمة الحالية لخام برنت، ففى الوقت الذى كان يبلغ فيه سعر خام برنت 105 دولارات للبرميل كان سعر الزيت الخام يباع محليا بـ 100 دولار، وحاليا ومع وصول السعر لحاجز 60 دولارًا للبرميل فستنخفض العوائد المتحققة بواقع 40 دولارًا فى البرميل الواحد .
وأشار إلى أن الشركات العاملة بمجال الحفر والتنقيب والانتاج سواء المصرية او الاجنبية ليست الخاسر الوحيد من الانخفاض والهبوط الدامى فى أسعار الخام العالمية، ولكن شركات الخدمات البترولية تعد طرفا فى الخسائر .
ولفت الى أنه مع استمرار انخفاض أسعار الزيت الخام ستتوقف عمليات البحث والتنقيب العالمية أو تنخفض معدلاتها على الصعيد العالمى ومن ثم زيادة معروض الخدمات البترولية، مقارنة بالطلب وبالتالى انخفاض أسعار تلك الخدمات فى النهاية، والتى تتضمن إيجارات الحفارات والاجهزة المستخدمة فى البحث والتنقيب