المتحف اليوناني الروماني يحتفي بالمسحراتي ضمن أنشطة رمضان

من خلال إدارة التراث اللامادي بالمتحف اليوناني الروماني

المتحف اليوناني الروماني يحتفي بالمسحراتي ضمن أنشطة رمضان
مها يونس

مها يونس

11:59 م, السبت, 15 مارس 25

نظمت إدارة التراث اللامادي بالمتحف اليوناني الروماني فعالية خاصة للتعريف بتاريخ المسحراتي، بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث استعرضت الفعالية تطور مهنة المسحراتي وأهميتها في التراث الشعبي المصري.

سلطت الضوء على أصول مهنة التسحير، التي تعود إلى بدايات العصر الإسلامي، عندما كان المسلمون يجتهدون للاستيقاظ وقت السحور، حتى تقرر رفع أذانين في الفجر، أحدهما لتنبيه الناس للسحور، والآخر لصلاة الفجر.

كما أشارت إلى أن أول من نادى بالتسحير في مصر كان واليها “ابن إسحاق” عام 228 هـ، حيث كان يسير من مدينة العسكر إلى جامع عمرو بن العاص في الفسطاط لإيقاظ الناس.

استعرضت أيضًا تطور أدوات المسحراتي، حيث كان في البداية يطرق الأبواب، ثم استخدم المصريون الطبلة المصنوعة من الخشب أو الفخار والمشدودة بجلد الماعز، والتي أصبحت رمزًا لهذه المهنة الرمضانية. كما تناولت الدور الذي لعبه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في إحياء هذا التقليد، حينما كاد أن يندثر، حيث كلف صغار علماء الدين بإيقاظ الناس للسحور في أنحاء مصر.

كما أبرزت الجانب الثقافي للمسحراتي، حيث كان يجوب الشوارع منشداً أبيات الزجل الشعبي التي تناقلتها الأجيال، مثل:
“اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم.”

ورغم اندثار دور المسحراتي في العديد من المناطق بسبب التطور التكنولوجي وانتشار المنبهات، إلا أنه لا يزال حاضرًا في بعض الأحياء الشعبية، محافظًا على هويته كأحد معالم رمضان التراثية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار جهود المتحف اليوناني الروماني للحفاظ على التراث اللامادي المصري، من خلال تسليط الضوء على الموروثات الشعبية وإبراز قيمتها الثقافية والتاريخية.