سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم الأربعاء، مدعومة بتراجع الدولار، لكن المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي حدّت من المكاسب، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 13 سنتًا، أو 0.2%، لتصل إلى 69.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة ليصل إلى 66.38 دولار للبرميل.
وعلى الرغم من النظرة الاقتصادية غير المستقرة، حافظ النفط على موقعه الإيجابي، وهو ما يعكس استمرار الطلب القوي على الخام في الأجل القريب، وفقًا لدانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في بنك ANZ. كما ساهم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، مسجلًا أدنى مستوياته في عام 2025، في دعم أسعار النفط، حيث أصبح الخام أقل تكلفة للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى.
مخاوف الرسوم الجمركية تلقي بظلالها على الأسواق
قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا، إن ضعف الدولار يخفف التأثير السلبي لتباطؤ الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الدعم يبدو مؤقتًا. وأضاف ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في IG، أن المعنويات في سوق النفط لا تزال ضعيفة، بسبب استمرار الضبابية بشأن تطورات الرسوم الجمركية والمخاطر الاقتصادية الأمريكية.
وقد تسببت السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية، حيث فرض رسومًا جمركية على كبار موردي النفط مثل كندا والمكسيك، قبل أن يؤجل تنفيذها، بينما رفع التعريفات الجمركية على الصين، مما أدى إلى إجراءات انتقامية من بكين.
رغم هذه التوترات، من المتوقع أن يسجل إنتاج النفط الخام الأمريكي رقمًا قياسيًا جديدًا هذا العام، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الثلاثاء أن الإنتاج سيصل إلى متوسط 13.61 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا التقديرات السابقة.
وينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الأربعاء للحصول على إشارات حول مسار أسعار الفائدة، بالإضافة إلى متابعة خطط تحالف “أوبك+” لزيادة الإنتاج في أبريل. كما يترقب السوق بيانات المخزونات الأمريكية الرسمية، بعد أن أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاع المخزونات بواقع 4.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 مارس، مما قد يؤثر على تحركات الأسعار خلال الأيام المقبلة.