اشتعلت الساحة الرياضية خلال الساعات القليلة الماضية؛ بسبب أحداث مباراة القمة والتي كان من المفترض أن تجمع بين الزمالك والأهلي، في إطار منافسات المرحلة الثانية من مسابقة الدوري المصري الممتاز.
استاد القاهرة كان في أبهى حُلة وعلى أتم الاستعداد لاستقبال القمة 130 وسط حضور جماهيري من الزمالك والأهلي، إلا أن أزمة الحكام المصريين والأجانب وقفت عائقًا أمام إقامة المباراة؛ بسبب رفض الأخير إقامة المباراة بطاقم تحكيم مصري، ومطالبته بطاقم تحكيم أجنبي.
بداية الأزمة
البداية كانت مع إعلان رابطة الأندية المصرية لجدول مباريات المرحلة الثانية والنهائية من مسابقة الدوري الممتاز، وذلك فجر الخميس، ليتفاجئ الجميع صباح اليوم التالي بصدام بين الزمالك والأهلي بعد 5 أيام فقط، في قرار لم يتوقعه أشد المتفائلين من هُنا أو هناك.
ووفقًا لما تقتضيه لائحة لجنة المسابقات، على أي نادِ يرغب في استقدام حكام أجانب أن يتقدم بهذا الطلب قبل إقامة المباراة بـ15 يوم، في الوقت الذي لم يتبقِ الكثير على إقامة القمة، حيث فقط 5 أيام.
ولذلك أعلنت الرابطة أن لقاء القمة سيكون استثناءً لأي نادِ يطلب حكم أجنبي نظرًا لضيق الوقت، وهو ما فعله النادي الأهلي وتقدم بطلب – بحسب تصريحات مسئولي مجلس إدارته – باستقدام حكام أجانب لمباراته أمام الزمالك
ولكن كل ذلك لم يحدث، ليتفاجأ الجميع يوم الاثنين بإعلان اتحاد الكرة لطاقم تحكيم مصري بقيادة محمود بسيوني لإدارة القمة.
بيان ناري من الأهلي وتهديد بالانسحاب من المسابقة
عقب إعلان طاقم تحكيم القمة، أصدر مجلس إدارة النادي الأهلي بقيادة محمود الخطيب، يوم الثلاثاء – نفس يوم إقامة المباراة – بيانًا ناريًا، أعلن من خلاله رفضه إقامة المباراة بطاقم تحكيم مصري، مطالبًا بالتأجيل لحين استقدام طاقم حكام أجانب أو عرب، مهددًا القائمين على منظومة الرياضة في مصر بالانسحاب الفوري من مسابقة الدوري حال إقامة القمة 130 بطاقم تحكيم مصري.
في الوقت الذي كشف فيه أحمد سالم، المتحدث الرسمي لنادي الزمالك، بأن فريق الكرة بالقلعة البيضاء سيتوجه بشكل طبيعي في موعده إلى ستاد القاهرة استعدادًا لخوض اللقاء بطاقم تحكيم مصري؛ كما أعلن اتحاد الكرة بشكل مسبق.
تدخل وزاري سريع ولكن..
تحركت وزارة الرياضة بقيادة أشرف صبحي، بشكل سريع لحل أزمة القمة، من خلال استقطاب طاقم تحكيم سعودي في أسرع وقت، ولكنه وصل في تمام الـ11:45 مساء الثلاثاء.
وطلب وزير الرياضة من رابطة الأندية واتحاد الكرة التفاوض مع الزمالك والأهلي من أجل تأجيل المباراة لمدة 24 ساعة فقط؛ لتقام بطاقم تحكيم سعودي، وهو ما رفضه الأول ووافق عليه الأخير.
وفي تمام الـ9:30 وهو موعد المباراة، حضر الجميع داخل ستاد القاهرة، طاقم التحكيم بقيادة محمود بسيوني إلى جانب لاعبي الزمالك وبالتأكيد جمهور الفريقين، دون أي تواجد داخل أو خارج محيط ستاد القاهرة للنادي الأهلي.
ووفقًا للائحة انتظر حكم المباراة 17 دقيقة انتظارًا لفريق الأهلي، ليعلن بعدها انتهاء مباراة القمة دون إقامتها.
الأهلي مهدد بالهبوط للدرجة الأدنى
ووفقًا للائحة فإن الأهلي يُعتبر مهزومًا بنتيجة 3-0 بسبب انسحابه من المباراة، وحال تنفيذ ما أعلن عنه مسبقًا بأن إقامة المباراة بطاقم تحكيم مصري تعني انسحابه رسميًا من الدوري، فإنه يواجه خطر الهبوط للدرجة الأدنى مع حرمانه من المشاركة في الدوري لمدة موسمين وتغريمه ماليًا بـ20 مليون جنيه.
في المقابل، لم تعلن رابطة الأندية نتيجة المباراة؛ انتظارًا منها لتقرير حكم المباراة ومراقبها، حتى تعلن في بيان العقوبات نتيجة المباراة والغرامات المقرر توقيعها على الأهلي لعدم حضوره إلى ستاد القاهرة.
ويُنتظر خلال الساعات القليلة الماضية إعلان رابطة الأندية عن موقفها بشكل رسمي من تلك الأزمة، وماذا سيفعل مجلس إدارة الأهلي في خطوته المقبلة، حيث من المقرر تصعيد الأمر بشكل نهائي إلى لجنة الشكاوى في الاتحاد الدولي لكرة القدم مع استمرار تمسكه بالانسحاب من مسابقة الدوري.