حافظت أسعار النفط على مستوياتها المنخفضة اليوم الأربعاء، بالقرب من أدنى مستوى لها في شهرين، في ظل تزايد الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أدى إلى ضغوط على الأسعار. ومع ذلك، فقد قدم انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بعض الدعم للسوق، وفقا لرويترز.
وارتفعت عقود خام برنت بمقدار 16 سنتًا، أو 0.2%، لتصل إلى 73.18 دولار للبرميل، في حين سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 69.13 دولار للبرميل، بحلول الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش.
وأشار استراتيجيّو السلع في بنك ING في مذكرة بحثية إلى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا تتزايد، مما يضغط على أسعار النفط. وأضافوا أن السوق تتابع أيضًا تداعيات محتملة لاتفاق جديد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن، وهو ما قد يؤثر على حركة الأسعار مستقبلًا.
رفع العقوبات عن روسيا قد يقلل من مخاوف الإمدادات
وأوضح المحللون أن أي اتفاق سلام قد يساهم في رفع العقوبات عن روسيا، مما قد يؤدي إلى إزالة جزء كبير من حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات النفطية، والتي أثرت على الأسواق خلال الفترة الماضية.
وكانت الولايات المتحدة وأوكرانيا قد توصلتا إلى اتفاق مبدئي حول صفقة معادن، وهو جزء من جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وفقًا لمصادر مطلعة نقلتها وكالة “رويترز” يوم الثلاثاء.
انخفاض المخزونات الأمريكية يقدم بعض الدعم للأسعار
على الرغم من الضغوط الناتجة عن التطورات السياسية، قدّم انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بعض الدعم للأسعار، حيث أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن المخزونات انخفضت بمقدار 640 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 21 فبراير.
ومن المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) تقريرها الرسمي في وقت لاحق يوم الأربعاء. وإذا أكدت هذه البيانات، فسيكون هذا أول انخفاض في مخزونات النفط الأمريكية منذ منتصف يناير، وفقًا لمذكرة بنك ING.
في الوقت نفسه، لا تزال الأسواق تعاني من ضغوط اقتصادية ناجمة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية ضد الصين وشركاء تجاريين آخرين. ويرى محللو بنك ANZ أن هذه المخاوف تُخفف من قلق الأسواق بشأن نقص الإمدادات على المدى القريب، حتى مع فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران.
في ظل هذه التطورات، تبقى أسعار النفط عُرضة لتقلبات حادة، في انتظار أي مستجدات على الصعيدين الجيوسياسي والاقتصادي.