توقعت دراسة حديثة أن يشهد العام الجاري تصاعداً ملحوظاً في حملات المستثمرين النشطاء في الأسواق الأوروبية، مع تزايد دخول الشركات الأمريكية للاستحواذ على حصص في الشركات الأوروبية والضغط على إداراتها لإحداث تغييرات استراتيجية.
وأشار التقرير الصادر عن شركة الخدمات الاستشارية “ألفاريز آند مارسال” إلى أن انخفاض تقييمات السوق للشركات الأوروبية يجعل من الأرخص للمستثمرين الأمريكيين بناء حصص ملكية فيها والمطالبة بإجراء إصلاحات جوهري.
ووفقاً للبيانات، شكلت الصناديق الاستثمارية الأمريكية 35% من إجمالي الحملات الاستثمارية النشطة التي استهدفت الشركات الأوروبية خلال العام الماضي، مقارنة بـ27% في عام 2023، حيث برزت بريطانيا وسويسرا وألمانيا كأهم الوجهات المستهدفة لهذا النشاط ويعد جيفري أوبن، أحد أبرز المستثمرين النشطاء في وول ستريت، مثالاً على هذا التوجه، إذ انضم العام الماضي إلى مجلس إدارة شركة “باير” الألمانية كعضو غير تنفيذي، بعد أن طالب لفترة طويلة بتقسيم الشركة، بحسب ما ورد في وكالة رويترز.
وأكد مالكولم ماكنزي، رئيس قطاع التحولات المؤسسية في أوروبا لدى “ألفاريز آند مارسال”، أن المستثمرين الأمريكيين مستمرون في تعزيز وجودهم داخل الأسواق الأوروبية، مشيراً إلى أن هذه الشهية المتزايدة لا تظهر أي بوادر للتراجع، حيث تعتبر بريطانيا وسويسرا ودول البنلوكس من الأسواق المستهدفة تقليدياً، فيما تبرز ألمانيا كهدف متنامي خلال المرحلة المقبلة ويرى المستثمرون الأمريكيون أن بإمكانهم تحسين أداء الشركات الأوروبية، خاصة بعد أن سجلت الأسهم الأوروبية متوسط نمو بلغ 8% العام الماضي، وهو أداء متواضع مقارنة بارتفاع متوسط الأسهم الأمريكية بنسبة 29%
وشهدت سويسرا على وجه الخصوص تدفقاً ملحوظاً للمستثمرين الأمريكيين، حيث شكلت حملاتهم الاستثمارية 53% من إجمالي النشاط الاستثماري النشط في البلاد منذ عام 2020 وأشار التقرير إلى أن 141 شركة في أوروبا قد تواجه ضغوطاً من المستثمرين النشطاء خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، دون تحديد أسمائها، حيث تصدرت بريطانيا القائمة بـ49 شركة مستهدفة، تليها ألمانيا بـ33 شركة، ثم سويسرا بـ17 شركة، والتي من المتوقع أن تشهد أكبر زيادة في النشاط الاستثماري النشط خلال الفترة المقبلة.