توقع صندوق الثروة السيادي الروسي، أن تعود عدة شركات أمريكية إلى السوق الروسية بحلول الربع الثاني من عام 2025، وذلك وفقاً لما صرح به رئيس الصندوق كيريل دميترييف عقب اجتماع هو الأعلى مستوى بين مسؤولين أمريكيين وروس منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وشهدت الأسواق الروسية انسحاب العديد من الشركات الغربية، بما في ذلك ماكدونالدز وكاتربيلر، بعد أن أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آلاف الجنود إلى أوكرانيا في عام 2022، حيث تكبدت هذه الشركات خسائر كبيرة نتيجة التخارج السريع وبيع أصولها بأسعار مخفضة
في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة، أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولاً جذرياً في السياسة الغربية تجاه روسيا وأوكرانيا، إذ أمر بإجراء محادثات مباشرة مع موسكو دون إشراك كييف أو القوى الأوروبية، كما أعرب عن رغبته في خفض أسعار النفط، وهو ما يمثل نقطة محورية نظراً لكون روسيا أحد أكبر مصدري النفط عالمياً.
وأوضح دميترييف، الذي تلقى تعليمه في جامعتي هارفارد وستانفورد وعمل سابقاً في مجال الاستثمار المصرفي، أن الشركات الأمريكية الراغبة في العودة إلى السوق الروسية ستواجه تحديات، حيث استحوذت الشركات المحلية على العديد من القطاعات التي كانت تحتلها سابقاً العلامات التجارية العالمية، وذلك بعد أن فرض الغرب أشد العقوبات الاقتصادية على موسكو، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتجاوز القيود وتعزيز الإنتاج المحلي
وجاءت تصريحات دميترييف عقب سلسلة لقاءات عقدها في السعودية مع مسؤولين أمريكيين بارزين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث ناقش الطرفان إمكانية استئناف العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية تدريجياً.
وفي سياق متصل، أكد ترامب الذي تعهد مراراً بإنهاء الحرب في أوكرانيا، أنه قد يجتمع مع بوتين خلال الشهر الجاري، متجاهلاً المخاوف الأوكرانية بشأن استبعادها من المحادثات الجارية في الرياض
وأشار دميترييف إلى أن عمالقة قطاع الطاقة الأمريكيين الذين حققوا نجاحات كبيرة في السوق الروسية قد يعودون في المستقبل للاستفادة من الفرص التي تتيحها الموارد الطبيعية الروسية، متسائلاً عن سبب تخليهم عن هذه الامتيازات التي حصلوا عليها سابقاً وأوضح أن روسيا تمكنت من تحقيق معدلات نمو اقتصادي أعلى من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال عامي 2023 و2024، على الرغم من محاولات الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن “خنق” الاقتصاد الروسي ويواصل ترامب الضغط لخفض أسعار النفط، وهو ما يستدعي التعاون مع السعودية وروسيا باعتبارهما أكبر مصدرين للنفط في العالم
وأسفرت المحادثات في الرياض عن اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على تشكيل فرق تفاوض لإجراء اجتماعات مستقبلية والعمل على إعادة تفعيل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، في خطوة تعكس بوادر انفراجة في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين موسكو وواشنطن