أكد عدد من مسئولى ومستثمرى الكهرباء والطاقة، أن نجاح الخطة الإسعافية الثالثة لوزارة الكهرباء فى مواجهة الأحمال المرتقبة خلال الصيف المقبل، مرهون بتوفير الوقود لتلك الخطة، التى تصل قدرتها لنحو 3400 ميجاوات، خاصة فى ظل الاستهلاك المرتقب الذى سيصل إلى 30 ألف ميجاوات، مقارنة بـ 28 ألف ميجاوات أعلى أحمال، تم تسجيلها الصيف الماضى، و 23.5 ألف ميجاوات قدرات توليدية، وأن الوزارة تمتلك نحو 53 محطة بإجمالى 223 وحدة توليد كهرباء على مستوى الجمهورية، وأن الأزمة تتمثل فى توفير الوقود وليست إنشاء محطات .
وأوضح المسئولون أن وزارة البترول لم تعلن رسميًا عن توفير الوقود فى الوقت الذى تؤكد فيه وزارة الكهرباء أن إعداد الخطة جاء بتنسيق مع وزارة البترول، وبناء على تعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وأن وزارة البترول تسعى حاليًا لاستيراد أولى شحنات الغاز من الجزائر، بالإضافة إلى التفاوض مع روسيا لاستيراد شحنات لصالح وزارة الكهرباء، لا سيما فى ظل العجز الذى تعانيه محطات التوليد من نقص الوقود، واعتماد البترول على استيراد المازوت بدلاً من الغاز، وهو ما يضر بالتوربينات، مقارنة بالغاز الأنظف والأرخص أسعارًا .
من جانب آخر، طالب البعض بضرورة التوسع فى الطاقة المتجددة، والإسراع فى الانتهاء من خطوات إنشاء 4300 ميجاوات، قدرات توليدية من الشمس والرياح، وهى قدرات أعلى من الخطة الإسعافية، مؤكدين أنه يمكن الانتهاء من توليد نحو 1000 ميجاوات طاقة متجددة خلال 6 أشهر، مما سيوفر كميات وقود ضخمة لوزارة الكهرباء يمكن استخدامها خلال أوقات الذروة، كما سيساهم فى نشر استخدامات الطاقة المتجددة وزيادة الاستثمارات فيها فى الوقت الذى تلقت فيه الوزارة عروضًا لتوليد قدرات حتى 14 ألف ميجاوات، كما سيوفر مصروفات الصيانة والتشغيل التى يتم تشغيل المحطات الغازية بها، حيث تحتاج الوزارة لنحو 130 مليون متر مكعب غاز مكافئ لتشغيل محطاتها يوميًا .
قال الدكتور محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الوزارة تعمل على الانتهاء من ترسية وتوقيع العقود مع الشركات والتحالفات العالمية المتنافسة على مشروعات الخطة الإسعافية لصيف 2015 ، للبدء فى إنشاء تلك المشروعات فى أسرع وقت ممكن لمواجهة الأحمال خلال الصيف المقبل، الذى من المتوقع أن يصل لنحو 30 ألف ميجاوات، حيث بلغ أعلى أحمال تم تسجيلها الصيف الماضى، نحو 28 ألف ميجاوات، فى الوقت الذى تمتلك فيه الوزارة قدرات اسمية لمحطاتها نحو 31 ألف ميجاوات، تمثل نحو 53 محطة توليد بإجمالى 223 وحدة توليد على مستوى الجمهورية .
وأضاف اليمانى، أن نجاح تشغيل وتنفيذ الخطة ومواجهة الأحمال الصيف المقبل، مرهون بتوفير الوقود لتلك القدرات الضخمة التى قد تصل لنحو 3000 ميجاوات سواء وحدات غازية أو متنقلة، وهو ما يتطلب مزيدًا من الوقود، موضحًا أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين قيادات البترول والكهرباء وبناء على تعليمات من رئيس الجمهورية، وأن وزارة البترول أكدت أنه سيتم البدء فى استيراد الوقود بدءًا من العام المقبل، من خلال شحنات من الجزائر وروسيا وهناك جداول لمواعيد الاستيراد وذلك لتوفير الوقود للمحطات، لافتًا إلى أن الأزمة ليست فى القدرات وإنما فى الوقود لتشغيل تلك القدرات .
وأشار المهندس حمدى عزب، رئيس شركة شرق الدلتا لإنتاج الكهرباء، إلى أن وزارة الكهرباء تسعى دائمًا لزيادة قدرتها وإنشاء مزيد من المشروعات وتنويع مصادر توليد الطاقة من خلال الطاقة المتجددة والمصادر التقليدية كالفحم والغاز والمازوت، وأن دور الوزارة ينتهى عند ذلك، وهناك دور آخر يقع على عاتق وزارة البترول لتوفير الوقود للمحطات حتى يتسنى تشغيل تلك القدرات، فى الوقت الذى عانت فيه أغلب محطات التوليد من نقص فى كميات الوقود الصيف الماضى .
وأضاف عزب أن نجاح وزارة الكهرباء والدولة بشكل عام فى تفادى الانقطاعات مرهون بتوفير كميات الوقود وأن تكون هناك خطط وتنسيق مستمر للاستعداد بشكل مستمر للأحمال خلال الصيف أو الشتاء، مؤكدًا ضرورة أن يتم تنويع مصادر توليد الطاقة والاعتماد بشكل أكبر على الطاقة المتجددة لتخفيف العبء فى توفير الوقود، لا سيما فى ظل تناقص الاحتياطى المصرى من البترول، وتزايد الاستهلاك المحلى ومحاولات الاستيراد من الخارج بأسعار عالمية، مما يهدد بارتفاع أسعار الكهرباء لتغطية نفقات الاستيراد والتشغيل .
وأكد المهندس فيصل عيسى، مدير العمليات فى شركة سولار شمس للطاقة المتجددة، أنه ليس ضد تنويع مصادر توليد الطاقة، وإنشاء مزيد من المشروعات لمواجهة الاستهلاك المستمر، لكن إنشاء مزيد من المشروعات التقليدية يرتبط بتوفير مزيد من وقود وتكاليف التشغيل، لافتًا إلى أن الأزمة تكمن فى توفير الوقود لتلك المشروعات التى سيتم إنشاؤها، لا سيما أنه من المقرر أن ترتفع القدرات الاسمية لنحو 34 ألف ميجاوات خلال الصيف المقبل .
وأوضح أنه يمكن توليد نحو 1000 ميجاوات طاقة متجددة خلال 6 أشهر بشرط توفر الوقود ومصروفات الصيانة والتشغيل، فى الوقت الذى تلقت فيه الوزارة عروضًا بنحو 14 ألف ميجاوات لتوليد طاقة متجددة، بشرط تشغيل محطات المياه بمحركات الديزل خلال أوقات الذروة، وأن يتم التوسع فى استخدام السخانات الشمسية، وقال إن استخدام الطاقة الشمسية سيوفر الوقود خلال النهار ليتم استخدامه خلال أوقات الذروة .
كانت مصادر فى وزارة الكهرباء والطاقة، قد كشفت فى تصريحات لـ «المال » ، أن إجمالى القدرات الخاصة بالخطة الإسعافية يصل إلى 3400 ميجاوات، وباستثمارات قد تصل لنحو 15 مليار جنيه، استعدادًا لصيف 2015 ، وستتضمن إنشاء نحو 68 وحدة توليد كهرباء، منها 50 وحدة توليد صغيرة ومتنقلة، و 18 وحدة توليد غازية، وسيتم إنشاء الوحدات فى محطات أسيوط وعتاقة والمحمودية، ومحافظات شرم الشيخ والغردقة وبورسعيد وجميع محافظات الصعيد .