أكد ديميس هاسابيس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل، ثقته في قدرة الشركة على الحفاظ على ريادتها في قطاع الذكاء الاصطناعي، رغم المنافسة المتزايدة من النموذج الصيني منخفض التكلفة DeepSeek. وأوضح هاسابيس أن جوجل لا تملك فقط القدرة على المنافسة، بل تتفوق في هذا المجال بفضل نماذجها المتقدمة وتقنياتها المتطورة.
أثار DeepSeek، الذي طورته مجموعة صينية غير معروفة، حالة من القلق بين كبرى الشركات الأمريكية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، حيث أدى صعوده السريع إلى المراتب الأولى في متاجر تطبيقات Apple وAndroid إلى دفع الشركات الناشئة والمنافسين في الولايات المتحدة إلى موقف دفاعي.
وجاء ذلك وسط موجة من التراجع في أسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل Nvidia وVertiv Holdings وMicrosoft، بسبب المخاوف من أن هذه النماذج منخفضة التكلفة قد تهدد الهيمنة الراسخة لعمالقة القطاع.
وخلال اجتماع شامل لموظفي جوجل في باريس يوم الأربعاء، بدا مسؤولو الشركة واثقين من قدراتهم التنافسية، حيث أكد هاسابيس أن جوجل لا تشعر بالقلق حيال DeepSeek، مشيرًا إلى أن تقنياتها أكثر تقدمًا وكفاءة.
كما قام الرئيس التنفيذي لشركة Alphabet، سوندار بيتشاي، بقراءة سؤال طرحه أحد الموظفين حول الدروس المستفادة من نجاح DeepSeek وأثرها على نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية التي تطورها جوجل.
وفي إجابته، أشار هاسابيس إلى وجود مبالغة في الأرقام التي أوردتها DeepSeek بشأن تكاليف تدريب نماذجها، موضحًا أن التكلفة التي أعلنت عنها قد لا تعكس النفقات الفعلية لتطوير النظام بالكامل.
وأضاف أن DeepSeek اعتمدت على استخدام عدد أكبر من وحدات المعالجة الحاسوبية أكثر مما كشفت عنه رسميًا، إضافةً إلى استفادتها من نماذج الذكاء الاصطناعي الغربية، وأكد قائلاً: “لدينا في الواقع نماذج أكثر كفاءة وأداءً من DeepSeek، ونحن في جوجل واثقون تمامًا من قدرتنا على الحفاظ على الريادة في هذا المجال.”
ورغم إشادته بقدرات شركته، أقر هاسابيس بأن DeepSeek حققت إنجازات مثيرة للإعجاب، واصفًا المختبر المسؤول عن تطويره بأنه ربما يكون “أفضل فريق تقني في الصين”، ما يجعله منافسًا جادًا ينبغي أخذه في الاعتبار.
كما تطرق إلى البعد الأمني والجيوسياسي لهذا التقدم، مشيرًا إلى أن العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية فرضت قيودًا على استخدام DeepSeek بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني.
يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط تسابق الشركات الكبرى لتعزيز تفوقها التكنولوجي وضمان ريادتها في هذا القطاع الاستراتيجي.