تراجعت أسعار النفط بنسبة 1% اليوم الأربعاء، لتنهي موجة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، وذلك بعد تقارير تشير إلى زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية، إلى جانب تصريحات متشددة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشأن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بمقدار 67 سنتًا، أو ما يعادل 0.87%، لتصل إلى 76.33 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 75 سنتًا، أو 1.02%، ليصل إلى 72.57 دولارًا للبرميل، وفقا لتقرير رويترز.
ويأتي هذا التراجع بعد ثلاثة أيام من المكاسب، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 3.6%، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط زيادة بلغت 3.7%. وقال هاري تشيلينجوريان، رئيس الأبحاث في مجموعة “أونيكس كابيتال”، “استأنفت أسعار النفط اتجاهها الهبوطي بفعل الضغوط الماكرو الاقتصادية، حيث أشار جيروم باول إلى أن الفيدرالي الأمريكي ليس في عجلة من أمره لتخفيض أسعار الفائدة”.
ويتطلع المتداولون أيضًا إلى البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، والمتوقع إصدارها في وقت لاحق من اليوم، لمعرفة ما إذا كان الارتفاع الكبير في مخزونات النفط الخام الذي أعلنه معهد البترول الأمريكي (API) سيتأكد. ووفقًا لبيانات API، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 9.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 فبراير، بينما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 2.51 مليون برميل، وتراجعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 590 ألف برميل.
وصرح جيروم باول أمس الثلاثاء أن الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد، وأن الفيدرالي مستعد لخفض الفائدة إذا تراجع التضخم أو ضعف سوق العمل، لكنه لا يرى ضرورة للتسرع في اتخاذ هذا الإجراء. رفع أسعار الفائدة يؤدي إلى زيادة تكلفة الاقتراض، مما يمكن أن يبطئ النشاط الاقتصادي ويقلل من الطلب على النفط.
وقال جيوفاني ستاونوفو، محلل في “يو بي إس”، “شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال الأيام الماضية، ومن المحتمل أن نرى عمليات جني أرباح عقب الإعلان عن ارتفاع كبير في المخزونات من قبل API، لكن هذا الارتفاع قد يكون ناتجًا عن ظروف الطقس غير المواتية وتأثيرها على صادرات النفط، بالإضافة إلى صيانة المصافي”.
وبالإضافة إلى ذلك، رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لإنتاج النفط الخام الأمريكي، متوقعة أن يصل متوسط الإنتاج إلى 13.59 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مقارنة بتقديرها السابق البالغ 13.55 مليون برميل يوميًا، بينما أبقت على توقعاتها للطلب دون تغيير.
ومع اقتراب إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (CPI) في وقت لاحق من اليوم، يشهد السوق ترقبًا كبيرًا ومن المتوقع أن تظهر البيانات تباطؤًا طفيفًا في التضخم الأساسي لشهر يناير ليصل إلى 3.1% سنويًا، بينما من المتوقع أن يظل الرقم الرئيسي مستقرًا عند 2.9%. ويعلق المحللون أن تحركات الأسعار الحالية قد تكون مدفوعة بعمليات جني أرباح من المضاربين قصيري الأجل، في انتظار هذه البيانات الحاسمة.