ردود فعل متباينة بالأسواق العالمية بعد رسوم «ترامب» الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم

أثار ردود فعل متباينة في الأسواق العالمية

ردود فعل متباينة بالأسواق العالمية بعد رسوم «ترامب» الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:22 م, الأثنين, 10 فبراير 25

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد عزمه فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الرسوم الحالية على المعادن. كما أشار إلى أنه سيعلن عن تعريفات جمركية مماثلة يوم الثلاثاء أو الأربعاء.

هذا الإعلان أثار ردود فعل متباينة في الأسواق العالمية، حيث تراجعت أسهم شركات صناعة الصلب في آسيا بشكل عام، باستثناء تلك التي تمتلك عمليات في الولايات المتحدة، بينما ارتفع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

في هذا السياق، أشار فاسو مينون، المدير العام لاستراتيجية الاستثمار في بنك OCBC بسنغافورة، إلى أن هذه الرسوم قد تكون مجرد استراتيجية تفاوضية قابلة للتراجع عنها لاحقًا، مشيرًا إلى أن التنفيذ الفعلي لها سيضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه نظرًا لاعتماده الكبير على واردات الصلب والألمنيوم من كندا والمكسيك. وأضاف أن الأسواق ستظل متقلبة في ظل تصاعد الحرب التجارية، داعيًا المستثمرين إلى الحذر تحسبًا لمزيد من الاضطرابات، وفقا لرويترز.

بدوره، قال تومو كينوشيتا، استراتيجي الأسواق العالمية لدى “إنفيسكو لإدارة الأصول” في اليابان، إن تأثير الرسوم الجديدة على الاقتصاد الأمريكي سيكون محدودًا نظرًا لأن الرسوم السنوية الإضافية قد تصل إلى حوالي 25 مليار دولار، وهو ما يمثل أقل من 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وأوضح أن التأثير التضخمي لهذه الرسوم سيظهر ببطء، لكنه سيبقى محدودًا.

من جانبها، أكدت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو” بسنغافورة، أن هذه التهديدات تبدو شرعية وتقع ضمن صلاحيات ترامب بحجة الأمن القومي. وأشارت إلى أن التأثير الأكبر سيكون على دول مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل، بدلاً من الصين التي لم تعد مورداً رئيسياً للصلب إلى الولايات المتحدة بعد فرض رسوم 2018. وأضافت أن القلق الأكبر يكمن في التحول نحو سياسات حماية تجارية تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

أما توني سيكامور، المحلل في IG بسيدني، فقد لاحظ أن ردود الفعل هذه المرة كانت أقل حدة بالمقارنة مع الأسابيع السابقة، مشيرًا إلى أن الأسواق أصبحت أكثر حرصًا على تقييم العناوين الرئيسية قبل اتخاذ ردود فعل متسرعة.

وفي السياق ذاته، أوضح دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ بسيدني، أن الشركات الأمريكية ستضطر إلى تحمل تكاليف أعلى نتيجة لهذه الرسوم، نظرًا لاعتماد البلاد على الواردات بنسبة 40%-45% للألمنيوم و12%-15% للصلب. وتوقع أن ترتفع الأسعار الإقليمية، لا سيما في الولايات المتحدة، مع سعي المتداولين إلى تأمين المعادن قبل تطبيق الرسوم.

تظل الأسواق في حالة ترقب للتداعيات الاقتصادية لهذه الرسوم على التجارة العالمية، في ظل تصاعد المخاوف بشأن الحرب التجارية وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي.