أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، في ندوة “مستقبل التراث الثقافي في عصر متغير”، التي نظمها معهد الشارقة للتراث في بيت السحيمي الأثري، أن الحداثة المتسارعة أصبحت تهديدًا على التراث والهوية، منوهًا بأن التغيرات العلمية والتكنولوجية المتسارعة تخلق قلقًا حول مستقبل التراث، في حين أن سرعة المتغيرات تفوق قدرة الإنسان على المتابعة، مما يؤثر على الهوية الثقافية.
وفي سياق الحديث، أشار الدكتور زايد إلى أن الحداثة تُذيب كل شيء حتى المواد الصلبة، ومنها التراث والتقاليد، موضحًا أن التراث قد يكون ماديًّا، مثل المعابد القديمة والمنازل، أو غير مادي مثل العادات والتقاليد التي تشكل جزءًا أساسيًّا من ثقافة الشعوب.
وتابع زايد أن الحفاظ على التراث اللامادي هو الأصعب، في ظل تسارع التغيرات الاجتماعية التي تهدد الروابط بين الأفراد والمجتمعات، مما يؤدي إلى تفككها وتحولها إلى فردية.
ولفت إلى ضرورة إعادة تقديم هذا التراث للأجيال الجديدة باستخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة التي يتعاملون معها.
وأضاف أن مكتبة الإسكندرية تُولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق التراث وحفظه، حيث تضم مكتبة الإسكندرية مشروعًا متكاملًا لذلك، يشمل الرقمنة واستخدام التقنيات الحديثة مثل “الكالتشراما” و”حوائط المعرفة” التي توظف تكنولوجيا الواقع المعزَّز لتقريب التراث للأجيال الشابة.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة شهدت أيضًا مشاركة الدكتور عبد العزيز المسلم، مدير معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس هيئة الكتاب، والدكتور سمر سرحان، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، وأدارها الدكتور مَنِى بونعامة.
وأكد المشاركون في الندوة أهمية إعادة تقديم التراث للأجيال الجديدة بطرق مستساغة لهم، مشيرين إلى التحديات التي تواجه حفظ التراث الثقافي في العصر الحديث.