سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية على واردات من كندا والمكسيك والصين، مما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات. ورغم هذا الارتفاع، ظلت المكاسب محدودة بسبب القلق من تداعيات حرب تجارية قد تضر بالنمو الاقتصادي العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 78 سنتًا أو بنسبة 1.03% ليصل إلى 76.45 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها عند 77.34 دولارًا. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.36 دولار أو بنسبة 1.88% لتصل إلى 73.89 دولارًا، بعد أن بلغت أعلى مستوى لها منذ 24 يناير عند 75.18 دولارًا، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
وتتضمن التعريفات الجمركية التي ستدخل حيز التنفيذ في 4 فبراير فرض ضريبة بنسبة 25% على معظم السلع المستوردة من المكسيك وكندا، إلى جانب ضريبة بنسبة 10% على واردات الطاقة من كندا، و10% على الواردات الصينية.
وقال المحلل في بنك باركليز، أمريبت سينغ، في مذكرة بحثية: “الموقف المتساهل نسبيًا تجاه واردات الطاقة الكندية يرجع على الأرجح إلى الحذر، إذ من المحتمل أن تكون التعريفات على واردات الطاقة الكندية أكثر إرباكًا لأسواق الطاقة الأمريكية مقارنة بتلك المفروضة على الواردات المكسيكية، وقد تكون حتى غير مجدية لتحقيق أحد الأهداف الرئيسية للرئيس، وهو خفض تكاليف الطاقة”.
وفي الوقت نفسه، يرى محللو بنك غولدمان ساكس أن التأثير الفوري لهذه التعريفات على أسعار النفط والغاز العالمية سيكون محدودًا.
وتعتبر كندا والمكسيك من أهم مصادر واردات الخام الأمريكية، حيث تشكلان معًا نحو ربع إجمالي النفط الذي تقوم المصافي الأمريكية بمعالجته لإنتاج وقود مثل البنزين وزيت التدفئة، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التعريفات إلى زيادة تكاليف النفط الخام الأثقل، الذي تحتاجه المصافي الأمريكية لتحقيق الإنتاج الأمثل، مما قد ينعكس سلبًا على الأسعار المحلية للوقود.
وأشار موكيش ساهدف من شركة ريستاد إنرجي إلى أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة سترتفع بلا شك نتيجة انخفاض الإمدادات للمصافي وخسارة المنتجات المستوردة.
وسجلت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة قفزة بنسبة 2.5% لتصل إلى 2.11 دولار للجالون، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ 16 يناير عند 2.162 دولار.
وقال أشلي كيلتي، المحلل في بنك بانونير ليبروم: “من الواضح أن هذه التعريفات سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تزداد تشدد الأسواق المادية في المدى القريب، مما سيدفع أسعار النفط إلى الأعلى”.
وفي ظل هذه التطورات، يترقب المستثمرون اجتماع منظمة أوبك+ المزمع عقده يوم الاثنين، وسط توقعات بأن تحافظ المجموعة على خطتها الحالية لزيادة الإنتاج التدريجية.
وفي هذا السياق، أضاف ساهدف من ريستاد إنرجي أن التعريفات، في حال استمرارها لفترة طويلة، قد تؤدي إلى خفض الإنتاج في كندا والمكسيك، وهو ما قد يمنح تحالف أوبك+ فرصة لتخفيف قيود الإنتاج المفروضة حاليًا.