وسط ترحيب واهتمام شديدين بالمشاركة المصرية من طرف وزراء التعدين ورؤساء شركات التعدين العالمية الحاضرين بمؤتمر إندابا للتعدين المُنعقد بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا من 3-6 فبراير الحالى، والذي يعد أكبر مؤتمر شامل للتعدين في أفريقيا ،شارك المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية كمتحدث رئيسي في الجلسة الوزارية الرئيسية التي تم عقدها تحت عنوان “تشكيل جبهة تعدين أفريقية موحدة: التعاون من أجل التنمية المستدامة” ضمن نخبة من وزراء وقادة صناعة التعدين بالقارة الأفريقية.
وشارك في الجلسة الوزارية كل من جويدي مانتاشي، وزير الثروة المعدنية والبترولية، بجمهورية جنوب أفريقيا، وكيزيتو باكابومبا كابينجا مولومي، وزير المناجم بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبول كابوسوي، وزير المناجم وتنمية المعادن بجمهورية زامبيا. وأدارت الجلسة الدكتورة ماريت كيتاو، مدير المركز الأفريقي لتنمية المعادن.
خلال حديثه استعرض المهندس كريم بدوي جهود تطوير قطاع التعدين في مصر والمحاور الأساسية لإستراتيجية عمل الوزارة في هذا الشأن والتي تشتمل على محور خاص بإحداث نقلة نوعية في قطاع الثروة المعدنية لزيادة مساهمته في الناتج المحلى الإجمالي من 1% حالياً إلى ما يتراوح بين 5-6%، وكذلك جهود القطاع لتحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، بالإضافة إلى المحور الخاص بتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية والاستدامة والبيئة وترشيد الطاقة بمختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع التعدين.
ولفت إلى أن قطاع التعدين في مصر يشهد بداية ثمار التحديث ويسعى لمواصلة البناء على ما تحقق. وفي هذا الإطار تطرق المهندس كريم بدوي إلى الفرص الواعدة والإمكانات الهائلة التي يذخر بها قطاع التعدين في مصر والتي يدعمها برنامج الحكومة المصرية الجديدة الذي يهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات، وتعزيز جاذبية قطاع التعدين في إطار رؤية مصر 2030، بهدف وضع مصر على خريطة الاستثمار التعديني العالمية.
. وأكد على اهتمام قطاع التعدين المصري ببناء شراكات مستدامة مع مختلف الشركاء المعنيين بصناعة التعدين، لافتاً إلى الإعلان مؤخراً عن الانتهاء من نموذج اتفاقية استغلال المعادن المعدلة حديثًا، والتي تعكس الجهود الخاصة بتحسين مناخ الاستثمار وتؤسس لإطار قوي لتحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف، بما يتماشى مع إستراتيجية تحديث قطاع التعدين الشامل في مصر.
وأوضح المهندس كريم بدوي أنه يجري العمل علي وضع إستراتيجية للقيمة المضافة والصناعات التعدينية، وأخرى لمعالجة الآثار البيئية والاجتماعية لقطاع التعدين.
كما استعرض محاور إستراتيجية تعظيم الاستفادة من المعادن الحرجة في دعم جهود التحول الطاقي، لافتاَ إلى أن الطلب على المعادن الحرجة يشهد زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب الطلب العالمي المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة.
وأوضح أن إنتاج هذه المعادن يكتنفه عدد من التحديات البيئية والاجتماعية، لافتاً إلى أن قطاع التعدين المصري يعمل على تعزيز التعاون مع مختلف أطراف صناعة التعدين لتطوير إستراتيجيات من شأنها أن تسهم في تعزيز التوريد المسئول والإنتاج المستدام للمعادن الحرجة.
كما تطرق المهندس كريم بدوي إلى مبادرات تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة بمختلف مراحل الأنشطة التعدينية، وتحسين كفاءة العمليات في قطاع التعدين المصري من خلال استخدام أحدث التقنيات الرقمية والمعدات الأكثر كفاءة بما يسهم في تقليل الانبعاثات.
وأشار إلى أن قطاع التعدين المصري بصدد إطلاق “بوابة التعدين المصرية” على غرار بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج EUG بهدف توفير بيانات جيولوجية تفصيلية ومعلومات شاملة للمستثمرين، وتعزيز الشفافية وسهولة التواصل بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والمستثمرين.
وأكد المهندس كريم بدوي على أهمية التعاون والعمل التكاملي بين مختلف دول القارة الأفريقية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية التي تذخر بها القارة الأفريقية من خلال تعظيم القيمة المضافة من تلك الثروات بما يعود بالنفع على شعوب القارة السمراء.