مصر تترأس الدورة الحالية.. «وزارء الاتصالات العرب» يختار عمان عاصمة رقمية لعام 2025

طلعت: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ركيزة داعمة في مستقبل الشعوب العربية

مصر تترأس الدورة الحالية.. «وزارء الاتصالات العرب» يختار عمان عاصمة رقمية لعام 2025
المال - خاص

المال - خاص

7:25 م, الخميس, 23 يناير 25

ترأست مصر اليوم الدورة 28 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات التى تستضيفها القاهرة وتنظمها الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بجامعة الدول العربية والتي أسفرت عن اختيار عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عمان كعاصمة عربية رقمية لعام 2025.

وتسلمت مصر رئاسة الدورة الحالية للمجلس من دولة الإمارات العربية المتحدة فى مستهل الاجتماع، وقام طلال حميد عبد الله بالهول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية بالإمارات بتسليم الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات المصري رئاسة أعمال الدورة 28 للمجلس.

وفى مستهل كلمته؛ أكد طلعت أن الدورة الحالية تعكس التزامنا الراسخ ببناء مستقبل رقمى عربي مشترك، تكون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ركيزته الداعمة في تعزيز الاتصال بين الشعوب العربية، وتوفير الوظائف للشباب، ودفع التنمية المستدامة للاقتصادات، والتحول نحو مجتمعات رقمية آمنة؛ مضيفًا أن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية؛ لافتًا إلى أنه خلال العامين الماضيين كان هناك حراكاً وتحولًا غير مسبوق في دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية.

وأشار طلعت إلى “الميثاق العالمى الرقمى”، الذي تبنته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضى، كمبادرة لترسيخ مبادئ العدالة والتنمية المستدامة والحوكمة فى الفضاء التكنولوجى؛ موضحًا أن الدول العربية أسهمت فى صياغته، وشاركت فى المشاورات لضمان توافقه مع تطلعاتها الرقمية، خاصة في الذكاء الاصطناعى وحوكمة البيانات؛ معربًا عن تطلعه إلى استمرار هذا الحراك العربى الفاعل فى مضمار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لضمان تنفيذ هذا الميثاق على نحو يتسق مع رؤيتنا واستراتيجيتنا العربية.

وأشاد بجهود فريق العمل العربى المعنى بالذكاء الاصطناعي والتي توجت بطرح “الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي”، التي تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومى، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وتحقيق الريادة للدول العربية في مجال الإبداع الرقمى والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى، ورفعَ الوعي العام بهذه التكنولوجيا بالغة الأهمية، فضلاً عن تشجيع البحث والتطوير فى التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعى في مختلف القطاعات، وجذب الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية اللازمة لذلك.

كما استعرض أيضا خطة العمل للدورة الحالية والتى تجسد جهود مأمولة لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، خلال العام المقبل، والذي تشارك في أعماله مصر، مع أشقائها في الدول العربية على كافة محاوره من أجل تعزيز العمل المشترك في خمسة محاور بالغة الأهمية

وأشار طلعت إلى المشاركة العربية الفاعلة على المنصات الدولية خلال العام الماضي، معربًا عن تقديره لجهود الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات خلال الفترة البينية لانعقاد الدورة الحالية والدورة السابقة.

وتحدث طلال حميد عبد الله بالهول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية فى الامارات العربية المتحدة عن أبرز الإنجازات التى تحققت خلال الدورة الماضية للمكتب التنفيذى لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات حيث تم مناقشة أكثر من 91 موضوعا، بالإضافة إلى طرح 20 ورقة عمل في مجالى البريد والاتصالات مما أسهم بشكل مباشر فى تقليص الفجوة الرقمية العربية وتعزيز التطور فى قطاعى الاتصالات والبريد بما يتماشى مع الأهداف العالمية ورؤيتنا المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار علي المالكى الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية، ورأب الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، واتمام عمليات التحول الرقمى، وتنمية الكوادر البشرية للعمل بهذه التكنولوجيات؛ موضحا أنه تم البدء فى تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية للمنطقة العربية بالتعاون بين الدول العربية والمكتب الدولى للاتحاد البريدى العالمى تتضمن مجموعة من المشروعات؛ داعيا إلى تفعيل تبنى الاجندة الرقمية العربية.

ودعت الدكتورة هيام الياسرى وزيرة الاتصالات العراقية إلى تبنى المجلس عدد من المقترحات منها اعتماد مبادرة التعاون الرقمى العربى المقترحة من العراق، والموافقة على الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعى واعتمادها، وتشكيل لجنة لبلورة موقف عربى موحد يأخذ بعين الاعتبار مختلف الإشكاليات المطروحة من قبل منصات التكنولوجيات العالمية لاحترام الخصوصيات الأخلاقية والاجتماعية للمنطقة، وتقديم الدعم الفنى والخبرات فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لفلسطين، والتنسيق العربى المشترك استعدادًا للمشاركة فى المؤتمر العالمى لتنمية الاتصالات، وعقد اتفاقيات ثنائية لتيسير تطبيقات التجارة الالكترونية بين الدول العربية، وإصدار طابع بريدى مشترك بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية.

وأكد الدكتور محمد بن سعود التميمى محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية فى المملكة العربية السعودية أن هذه الدورة تأتى استكمالًا لدور الدول الأعضاء فى تعزيز التعاون العربى فى مجالات الاتصالات والتحول الرقمى بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجيات العربية المشتركة؛ مشيرا إلى إطلاق المملكة العربية السعودية إعلان الرياض خلال منتدى حوكمة الانترنت 2024 والذى يركز على الذكاء الاصطناعى بعدًا شاملًا ومبتكرًا لإيجاد حلول رقمية؛ داعيًا الدول العربية للانضمام لإعلان الرياض كشركاء لإرساء الجهود الرامية لتعزيز الابتكار وتطويع الذكاء الاصطناعى لخدمة البشرية.

ودعت هدى الوحيدى مدير عام شئون الاتصالات فى فلسطين إلى تعزيز التعاون العربى لدعم إعادة بناء البنية التحتية لقطاعى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى فلسطين ودعم وإدخال خدمات الجيل الرابع والخامس لفلسطين بما يتيح اللحاق بركب التطور التكنولوجى العالمى وتحسين الوصول إلى الخدمات البريدية الدولية وضمان حقوق فلسطين فى هذا المجال واعتماد آلية لضمان تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس فى هذا الإطار.

وأوضح سفيان الهميسى وزير تكنولوجيات الاتصال فى تونس أن العالم يشهد تحولات تكنولوجية غير مسبوقة حيث تواجه المجتمعات العربية شأنها مثل باقى دول العالم تحديات كبيرة فى ظل الثورة الرقمية والتحولات فى مجال الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى؛ مشيرا إلى أن هذه التحولات توفر فرص لدفع التنمية المستدامة وتعزيز التقدم الاقتصادى والاجتماعى إلا انها تفرض تحديات معقدة تتطلب تعاون وتنسيق أكبر على المستويين الإقليمى والدولي؛ مؤكدًا أهمية تعزيز الجهود المشتركة لبناء بنية تحتية رقمية آمنة ومحصنة وتبادل الخبرات والممارسات بين الدول العربية.

وأوضح عبد الباسط سالم الباعور رئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية فى ليبيا أن الاجتماع يجسد حرص الدول العربية على تعزيز التعاون المشترك فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يخدم مصالح شعوبنا؛ موضحا أن التعاون العربى المشترك فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح ضرورة استراتيجية خاصة أن التسارع التكنولوجى العالمى يفرض تحديات تتطلب تعزيز البنية التحتية الرقمية العربية وتأمين البيانات وحماية الخصوصية وتنمية الكفاءات البشرية القادرة على مواجهة هذه التحديات المتمثلة فى التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى والسيادة الرقمية.

وأشار عادل حسن الحسين وزير الاتصالات والتحول الرقمى بجمهورية السودان إلى أن الاجتماع يأتى استكمالًا لمسيرة العمل العربى المشترك والرغبة الأكيدة لتوحيد الجهود والأهداف لتحقيق مجتمع عربى رقمى يكون محوره المواطن ودعامته أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

وأكد الحسين على أهمية تعزيز القناعة بمحاور العمل التى تتبناها كبرى المنظمات الإقليمية والدولية والتى تشمل النفاذ الى وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والخدمات والبيانات وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية والبيانات، والابتكار المرتكز على البيانات وإتاحة فرص العمل ذات الصلة؛ موضحا أهمية رفع كفاءة البنية المعلوماتية الرقمية كأحد أهم محاور العمل العربى المشترك لما تمثله من أهمية فى إرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.

وأشاد بسام السرحان رئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالمملكة الأردنية الهاشمية بخطة العمل التى طرحها الدكتور عمرو طلعت والتى استقرأت المستقبل ووضعت الأمور فى اتجاهها الصحيح؛ مضيفا أنه من خلال تطبيقها سيتم الانتقال إلى حقبة جديدة من التحول الرقمى بما يتماشى مع المتطلبات العالمية؛ داعيا الدول العربية لحضور المنتدى العربى العالمى للتحول الرقمى والتنمية خلال الشهر المقبل؛ معربا عن تطلعه الى اعتماد عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية كعاصمة عاصمة عربية رقمية 2025.

خلص الاجتماع إلى عدد من التوصيات تضمنت إطلاق الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى فى إطار استراتيجى تلتزم به جميع الدول العربية فى عملها فى صناعة الذكاء الاصطناعى.

وتستهدف الاستراتيجية بناء اقتصاديات عربية قادرة على المساهمة فى الناتج المحلى والعالمى من خلال تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى عن طريق تمكين أفرادها ومؤسساتها من تحقيق اقصى استفادة منه فى إطار أخلاقى محكم.

وتتضمن الاستراتيجية عدة محاور ومجالات للتعاون تشمل وضع قواعد وإطار عربى متكامل لحوكمة الذكاء الاصطناعى على مستوى الدول العربية، وتعزيز استخدام وتبنى الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى القطاعات ذات الأولوية فى المنطقة العربية، ووضع إطار عربى موحد لبناء القدرات البشرية وتنمية الوعى العام إزاء القضايا الخاصة بالذكاء الاصطناعى، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة العربية فى مجال الذكاء الاصطناعى، والشراكات والتعاون مع جهات ومنظمات إقليمية ودولية رائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى.

بالإضافة إلي استمرار الدعم الفعال والمستمر للشعب الفلسطينى فى مختلف عناصر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وتنسيق المواقف فى مختلف القضايا المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل الأمن السيبرانى، والذكاء الاصطناعى، والخدمات البريدية وغيرها من العناصر الفاعلة والمهمة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، علاوة علي الاتفاق على مواقف موحدة إزاء الميثاق الرقمى العالمى الصادر عن الأمم المتحدة والذى وافقت عليه الدول فى قمة المستقبل فى سبتمبر الماضى ، والموافقة على مبادرة التعاون الرقمى العربى التى اقترحتها دولة العراق.

إلي جانب الاتفاق على العمل العربى فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى العام الحالى ارتكازا على 5 محاور أساسية. وتتمثل فى ميثاق الذكاء الاصطناعى المسئول ، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال والأداء الفكرى الخلاق ، و إطار حوكمي موحد لحماية البيانات والعمل على توطينها داخل الوطن العربي ، و التعاون الكامل فى قضايا الأمن السيبرانى وبناء سدود سيبرانية منيعة لقواعد البيانات فى دولنا العربية ، وتطوير البنية التحتية الرقمية وتضييق الفجوة الرقمية فى مجتمعاتنا العربية.

كما خلصت النتائج أيضًا إلي الاتفاق على تشكيل المكتب التنفيذى لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للعامين المقبلين بعضوية الامارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والجزائر وجيبوتى والعراق والسعودية ومصر. كما جرى الاتفاق بالإجماع على انتخاب مصر رئيسًا للمكتب التنفيذى للعامين المقبلين، ودولة الأمارات العربية المتحدة نائبًا للرئيس .