دراسة تكشف الفارق بين تأثير دخان السجائر والبدائل المبتكرة على الصحة

وخاصة الأسنان

دراسة تكشف الفارق بين تأثير دخان السجائر والبدائل المبتكرة على الصحة
جريدة المال

محمد ريحان

مريم حنفي

1:06 م, الأربعاء, 22 يناير 25

كشفت دراسة حديثة عن الفروقات بين تأثير دخان السجائر التقليدية والمركبات المنبعثة من أجهزة التبغ المسخَّن التي تعتمد على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، على الأنسجة الداعمة للأسنان، وأظهرت النتائج أن التدخين التقليدي يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض اللثة، وتبين أن المدخنين البالغين التقليديين معرضون للإصابة بهذه الأمراض بنسبة تصل إلى 85%.

وأوضحت الدراسة أن السجائر التقليدية تُسبب خطرًا جسيمًا لأنسجة الفم بسبب السموم الناتجة عن احتراق التبغ، كما نوهت بأن دخان السجائر يعوق وظائف خلايا الفم بشكل كبير، بما في ذلك حيويتها وقدرتها على التجدد والتعافي، مما يؤدي إلى تفاقم تدهور الأنسجة الداعمة للأسنان، علاوةً على ذلك، يتسبب الدخان في تقليل استجابة الجسم الطبيعية للالتهابات، وهي استجابة ضرورية لمكافحة الإصابات والعدوى، مما يسرّع من تدهور حالة اللثة والأسنان.

يُعد هذا الخطر عاملًا رئيسيًا في فقدان الأسنان، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من التهاب اللثة مسبقًا، علمًا بأن عملية حرق التبغ في السيجارة التقليدية تؤدي إلى توليد أكثر من 6000 مادة كيميائية، تم تصنيف حوالي 100 منها كمسببة أو محتملة التسبب في الأمراض المرتبطة بالتدخين.

على الجانب الآخر، تظهر أجهزة التبغ المُسخن تأثيرات أقل خطورة مقارنةً بالسجائر التقليدية، حيث تعمل هذه الأجهزة على تسخين التبغ الحقيقي بدلاً من حرقه، مما يقلل من إنتاج المواد الخطرة مقارنةً بالسجائر التقليدية، ورغم أن هذه التقنية تعد أقل خطورة، فإنها لا تخلو من التأثيرات السلبية على صحة الفم.

وأكد الباحثون أن هذه البدائل المبتكرة، رغم انخفاض خطورتها، لا تُعد آمنة تمامًا وتستمر في إحداث تأثيرات سلبية على الأنسجة الفموية.

أُجريت الدراسة في كرواتيا، وعمل فريق بحثي من مستشفى جامعة رييكا وكلية طب الأسنان بجامعة أوسييك على تحليل البيانات، وشملت الدراسة 66 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 26 و56 عامًا، بمتوسط عمر يبلغ 38 عامًا، وكانت نسبة النساء بينهم 64%، قُسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات رئيسية: غير المدخنين، مدخني السجائر التقليدية، ومستخدمي التبغ المُسخّن.


وقام الباحثون بتقييم صحة الفم باستخدام مؤشرين أساسيين: عمق الجيب اللثوي (PD) الذي يعكس مدى تأثير الالتهابات، وفقدان الارتباط السريري (CAL) الذي يقيس مدى تدهور الأنسجة التي تربط الأسنان بالعظام. أظهرت النتائج أن مدخني السجائر التقليدية سجلوا أعلى معدلات التدهور في كلا المؤشرين، بينما كانت القيم لدى مستخدمي التبغ المُسخّن أقل خطورة. أما غير المدخنين، فقد سجلوا أفضل النتائج من حيث صحة الفم واللثة.


أظهرت الدراسة أن جميع المشاركين، بغض النظر عن مجموعة التدخين التي ينتمون إليها، استخدموا فرشاة الأسنان، بينما استخدم البعض خيط تنظيف الأسنان أو فرشاة ما بين الأسنان، إلا أن هذه الممارسات لم تُظهر اختلافات كبيرة في بروتوكولات النظافة الفموية بين المجموعات الثلاث.


ورغم أن التبغ المُسخّن يُعد أقل خطورة من السجائر التقليدية، إلا أن الباحثين أكدوا أن كلا النوعين يشكل خطرًا على صحة الفم بدرجات متفاوتة. وعليه، ينصح الخبراء بالامتناع عن التدخين بجميع أشكاله للحفاظ على صحة الفم والجسم بشكل عام.