شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا طفيفًا اليوم الأربعاء، وسط تداولات حذرة مع انتظار المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية التي قد تُعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية، في حين ينتظر المتعاملون تقارير أرباح البنوك الكبرى لمعرفة مدى مطابقة النتائج للتوقعات المرتفعة، وفقا لرويترز.
في أسواق السندات، حصلت العوائد على استراحة من موجة البيع الأخيرة، حيث تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية وانخفضت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، ما أنهى ثاني أطول سلسلة خسائر في الأسعار خلال أكثر من 40 عامًا.
في الوقت نفسه، ظلت العقود الآجلة لوول ستريت مستقرة خلال التداولات الأوروبية، بينما ارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.3%، مدعومًا بارتفاع أسهم شركات بناء المنازل في المملكة المتحدة بعد أن أظهرت البيانات انخفاضًا غير متوقع في معدل التضخم البريطاني.
ترقب نتائج البنوك الكبرى وبيانات التضخم
ينتظر المستثمرون في وقت لاحق من اليوم الإفصاح عن نتائج الربع السنوي لبنكي “جي بي مورغان” و”سيتي غروب”، بالإضافة إلى بيانات التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر على توقعات قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة لهذا العام.
وقال مارك أوستوالد، كبير الاقتصاديين العالميين في “إيه دي إم إنفستور سيرفيسز”، إن تقرير “الكتاب البيج” الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي أشار إلى تحسن النشاط الاقتصادي، مع توقعات باستمرار الضغوط التضخمية.
وأشار أوستوالد إلى أن البيانات القوية الأخيرة لسوق العمل، إلى جانب التوقعات بنشاط اقتصادي قوي هذا الأسبوع، قد تدفع الفيدرالي لتعليق دورة خفض أسعار الفائدة مؤقتًا. حاليًا، تُظهر أسواق المبادلة أن المتداولين يتوقعون خفضًا واحدًا فقط لأسعار الفائدة هذا العام، مقارنة بتوقعات بخفض أكبر قبل صدور تقرير الوظائف الأخير.
من المتوقع أن تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفاعًا بنسبة 0.2% في المؤشر الأساسي، لكن القراءة الأقوى التي تتجاوز 0.3% قد تؤدي إلى استئناف عمليات البيع في الأسهم والسندات العالمية.
وقال محللون في “جي بي مورغان” في مذكرة للعملاء: “هذا التقرير يمثل نقطة محورية. قراءة متساهلة قد تُعيد إحياء موجة الصعود التي قد تتعزز بفترة قوية من تقارير الأرباح. أما قراءة متشددة فقد تدفع العوائد طويلة الأجل نحو 5%، ما يزيد من التقلبات ويضغط على الأصول المالية كافة”.
أداء الأسواق والسندات والعملات
كانت بيانات أسعار المنتجين الأمريكية لشهر ديسمبر متواضعة على نحو مفاجئ، ما حدّ من مكاسب الدولار وساهم في انخفاض عوائد السندات قصيرة الأجل. انخفض العائد القياسي للسندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.6 نقطة أساس إلى 4.772%، بعدما وصل في وقت سابق إلى أعلى مستوى خلال 14 شهرًا عند 4.8%.
في أوروبا، انخفضت العوائد أيضًا، حيث تراجعت العوائد الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس لتصل إلى 2.6%، بعد أن شهدت سلسلة ارتفاعات استمرت 10 أيام متتالية، وهي الأطول منذ 1981. أما السندات البريطانية (جيلت)، فقد شهدت انخفاضًا أكبر مع تراجع العائد لأجل 10 سنوات بمقدار 7.4 نقاط أساس إلى 4.816%، بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم في بريطانيا ارتفع أقل من المتوقع في ديسمبر.
العملات والسلع
في أسواق العملات، بقي الجنيه الإسترليني مستقرًا تقريبًا عند 1.2207 دولار. وبرز الين الياباني كأحد أقوى العملات أداءً، إذ انخفض الدولار بنسبة 0.7% إلى 156.795 ين، بعد توقعات بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة قريبًا.
في أسواق السلع، استقرت أسعار النفط عند ما دون 80 دولارًا للبرميل، بعد انخفاض بنسبة 1% في اليوم السابق، مع ترقب المستثمرين لتحركات السوق في ظل استمرار التقلبات.