شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، ليقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، مدعومًا ببيانات اقتصادية قوية دفعت المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم لخفض معدلات الفائدة الفيدرالية، بينما بقيت التهديدات المتعلقة بالتعريفات الجمركية في دائرة الضوء.
وتعززت النظرة الإيجابية للدولار بعد صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة الذي دعم نهج الاحتياط الفيدرالي الحذر. ومع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية، بما في ذلك مؤشر أسعار المنتجين (PPI) المنتظر اليوم الثلاثاء ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI) غدا الأربعاء، بدأت التوقعات تشير إلى تخفيف وتيرة التخفيضات المحتملة في معدلات الفائدة، وفقا لوكالة “رويترز”.
وأظهرت بيانات السوق أن المتداولين يسعون لخفض بمقدار 28 نقطة أساس في السياسة النقدية الفيدرالية خلال هذا العام، وهو أقل من الـ50 نقطة أساس التي توقعها الفيدرالي في ديسمبر.
في غضون ذلك، سجلت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها خلال 14 شهرًا عند 4.805% أمس الاثنين قبل أن تتراجع قليلاً اليوم الثلاثاء.
وأشار فرانشيسكو بيسولي، محلل إستراتيجيات العملات في “ING”، إلى أن بيانات المنتجين المتوقعة قد تحافظ على الطلب المرتفع للدولار قبل صدور بيانات المستهلكين غدا الأربعاء، التي تحمل احتمالات طباعة أقل من المتوقع.
ومع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا، تحولت الأنظار إلى سياساته الاقتصادية المتوقعة، والتي يُعتقد أنها ستدعم النمو وتزيد من الضغوط التضخمية، ورغم التهديدات بفرض تعريفات جمركية، فإن تقليص التوقعات بخفض معدلات الفائدة ساعد على تعزيز عوائد السندات ودعم الدولار.
في سياق آخر، ارتفع اليورو بنسبة 0.12% ليصل إلى 1.0257 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 عند 1.0177 دولار أمس الاثنين. وواصلت العملة الأوروبية الموحدة تراجعها بأكثر من 6% خلال عام 2024، متأثرة بالمخاوف من التهديدات الجمركية والفجوة المتزايدة بين سياسات الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي.
وقال جورج سارافيلوس، رئيس إستراتيجية العملات في دويتشه بنك، إن الأسواق تتوقع فجوة نهائية بين الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بمقدار 200 نقطة أساس، مقارنة مع توقعاته بفجوة تبلغ 300 نقطة أساس بناءً على التباين في النمو والسياسات المالية.
من جانبه، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.20% ليصل إلى 109.58 نقطة، مقتربًا من أعلى مستوى له في 26 شهرًا البالغ 110.17 نقطة والمسجل أمس الاثنين.
في المقابل، سجل الجنيه الإسترليني انخفاضًا لليوم السادس على التوالي مقابل الدولار، ليصل إلى أدنى مستوياته في شهرين ونصف مقابل اليورو، وسط استمرار المخاوف بشأن التحديات المالية في بريطانيا.
أما الين الياباني، فقد تراجع بنسبة 0.3% إلى 157.93 ين مقابل الدولار، مع توقعات قوية برفع بنك اليابان معدلات الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
أما في الصين، فقد استمر الضغط على اليوان رغم جهود بنك الشعب الصيني (PBOC) لدعم العملة الضعيفة عبر مجموعة من التدابير. وبلغ سعر اليوان 7.3474 مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، دون تغيير كبير مقارنة مع إغلاق أمس الاثنين.