أكد الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الصادرة اليوم الأربعاء 8 يناير 2025، أن قطاع التأمين على الحياة يمر بمرحلة تحول غير مسبوقة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية المتسارعة، والتغيرات الديموغرافية، والتحولات الاقتصادية العالمية.
وأشار الاتحاد إلى أن هذه التحولات ستعيد تشكيل مستقبل القطاع خلال السنوات المقبلة، مع توقعات بنمو مطرد وتحسن في مستوى الخدمات المقدمة للعملاء.
وأوضح الاتحاد أن التحول الرقمي يمثل القوة الدافعة الأهم في صناعة التأمين على الحياة، حيث مكّن الشركات من تقديم خدمات مخصصة وأكثر كفاءة، مما يعزز من تجربة العملاء. وفي المقابل، تواجه الصناعة تحديات تتعلق بالتقلبات الاقتصادية، وتصاعد المخاطر السيبرانية، وتشديد اللوائح التنظيمية، مما يتطلب من الشركات تبني استراتيجيات استباقية لتحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو.
وأشار الاتحاد إلى أن توجه شركات التأمين نحو دمج الأهداف البيئية والاجتماعية في سياساتها يعزز من استدامة القطاع، ويزيد من ثقة العملاء، في ظل تزايد الوعي بأهمية الاستدامة.
نظرة على السوق العالمي لتأمين الحياة
وفقًا لتقديرات الاتحاد، من المتوقع أن يصل إجمالي أقساط التأمين على الحياة العالمية إلى 4.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2035، مقارنة بـ 3.1 تريليون دولار أمريكي في 2024، مدفوعًا بارتفاع أسعار الفائدة.
وتشير البيانات إلى أن الأسواق المتقدمة ستشهد نموًا سنويًا متوسطًا بنسبة 2% خلال الفترة من 2025 إلى 2026، مقارنة بنسبة 1.1% خلال الأعوام من 2019 إلى 2023. وتمثل أمريكا الشمالية المحرك الرئيسي للنمو، حيث من المتوقع أن تصل نسبة النمو إلى 1.8% سنويًا.
أما الأسواق الناشئة، فتعد الصين والهند الأكثر تأثيرًا في معدلات النمو، حيث من المتوقع أن يصل النمو السنوي في هذين البلدين إلى 5.7% و5.8% على التوالي خلال الفترة ذاتها.
نظرة على السوق المصري لتأمين الحياة
أظهرت البيانات الصادرة عن الاتحاد المصري للتأمين أن قطاع تأمين الحياة في مصر شهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بزيادة الطلب على منتجات التأمين الادخارية.
ارتفع إجمالي الأقساط المكتتبة في قطاع تأمين الحياة إلى 32 مليار جنيه خلال العام المالي 2022/2023، مقارنة بـ 28.2 مليار جنيه في العام السابق له، بنسبة تطور بلغت 13.3%. كما بلغت التعويضات المسددة خلال نفس الفترة 20 مليار جنيه، بنسبة تطور قدرها 25.7% عن العام السابق.
وأكد الاتحاد أن التحول الرقمي كان له دور بارز في تعزيز نمو القطاع، حيث ساهمت التطبيقات والمنصات الرقمية في تحسين تجربة العملاء وزيادة إقبالهم على منتجات التأمين على الحياة.
وأشار الاتحاد إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التطورات في السوق المصري، مع التركيز على تقديم حلول تأمينية مبتكرة تناسب احتياجات العملاء المختلفة، مع تعزيز الوعي بأهمية التأمين على الحياة كوسيلة لتحقيق الاستقرار المالي للأسر.
أكد الاتحاد المصري للتأمين أن المستقبل القريب يحمل فرصًا كبيرة لصناعة التأمين على الحياة، في ظل التوجه نحو التحول الرقمي والابتكار في المنتجات. ودعا الشركات إلى تبني استراتيجيات استباقية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة، بما يضمن تحقيق النمو المستدام وتعزيز الثقة في القطاع باعتباره أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري.